إفريقيا

محلّل سياسي : مخطّط أردوغان في شمال إفريقيا يبدأ من طرابلس

طرابلس-ليبيا-6-1-2020 زهور المشرقي

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الرجل المتغطرس يفتقر للإستقرار العقلي، لذا يصعب عليه تقبل هزائم متتالية، خاصة بعد هزيمته غير المتوقعة بالنسبة له في سوريا وبالتالي سقوط مشروعه الإخواني في الشرق الأوسط.
أردوغان يصعب عليه تقبل تلك الهزيمة لأنه ينظر إلى أنقرة على أنها العثمانية القادمة وتمثل قلب خطته السياسية الدينية لإعادة تشكيل حساباته، والنتيجة في دمشق كانت بمثابة توبيخ له وتقويض لمصداقيته الشخصية أردوغان وضع هدفه هذه المرة في طرابلس لدعم وتنشيط مشروع الإخوان المتطرف في هذا البلد الذي يعيش الحرب والإنقسام منذ اغتيال الزعيم الراحل معمر القذافي.. لن يهدأ له بال حتى يعود إلى بلاده بأذيال خيبة مشابهة لتلك التي عاد بها من سوريا..
غير بعيد عن نفس السياق ، كشف أحمد عطا، الباحث في منتدى الشرق الأوسط، ومقره “لندن” والمحلل المختص فى شؤون الجماعات الإرهابية، في حديث مع صحيفة (ستراتيجيا نيوز) اليوم الإثنين 6-يناير2020،أن الرئيس التركي أردوغان لديه مخطّط يبدأ من طرابلس وينتهي بمشروع عثماني في شمال إفريقيا ،قائلا إن المخابرات التركية تعاملت مع هذا الملف ووضعت له كافة الإحتمالات ومعدلات الخسائر العسكرية.
وقال عطا، إن أردوغان يمثل النموذج الثاني من كمال أتاتورك ولكنه بعباءة إخوانية وليست علمانية ،واصفا إياه بتاجر الأزمات و”سمسار”الملفات السياسية المستفادة منها أوروبا على أمل أن تمنحه عضوية الإتحاد وهو ما لم يتحقق ولن يتحقق لأن الإتحاد الأوروبي وشرطة “الأورو بول” تعلم جيدا ولديها تفاصيل كاملة على استثماراته في تنظيم داعش الارهابي حتي أسس لهم سراً معسكر الهلال علي الحدود السورية التركية مع بداية صعود التنظيم عام 2014.
ووصف الخبير، التحرك التركي في ليبيا بالتحرك العسكري لجعل ليبيا “طاولة بوكر” كبيرة تضم إيطاليا وفرنسا وروسيا وأمريكا اللاعبين الدوليين في نفس السياق لأنه يعلم جديا أنه لايقوى على الدخول في حرب بشكل مباشر مع إحدى دول الجوار مع ليبيا وهي مصر ،متابعا :” لهذا ستكون السيناريوهات حربا قصيرة الأجل لأن الحروب الطويلة مكلفة اقتصادياً، وأردوغان إذا خسر تحقيق المشروع العثماني فسيكسب بعض المليارات من الخزينة الليبية بشكل ينعش الإقتصاد التركي.
وتابع محدثنا:” حسب ما أكده تقرير الأمن القومي الأمريكي حصل “الخليفة العثماني” حتى الآن على “عمولات سمسرة” نقل سلاح إلى مليشيات السراج مقابل 4.5 مليار ، وحقق أكثر من 3 مليار دولار لشركات الصرافة التركية في ليبيا ، وصدر منتجات تركية في عام 2019 بلغت ملياريْ دولار – ولهذا ما تفعله تركيا ورئيسها هي بمثابة انتحار سياسي على “طاولة أو ترابيزة بوكر” يجلس عليها لاعبون دوليون،حسب تعبيره.
وكشف أحمد عطا، عن التعاون السرّي بين حركة النهضة التونسية والجانب التركي بشكل غير معلن لدعم التحرك التركي معتمدين علي الضعف السياسي الذي عليه الرئيس التونسي قيس سعيد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق