إفريقيا

محلل سياسي:تواصل مع إرهابيين في جبال تونس للقتال تحت المظلة التركية في ليبيا

طرابلس-ليبيا- -20-5-2020


أوضحت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، أن القوات الليبية انسحبت من قاعدة الوطية غربي البلاد، لأسباب تكتيكية، لافتة إلى أن هذه الخطوة جاءت لتحويل المجهود العسكري إلى موقع آخر، والإستفادة من المرونة التكتيكية، التي تخدم المعارك.
وتعتبر قيادة الجيش الليبي أرواح الجنود الليبيين أهم من المواقع، ومن هذا المنطلق اتخذت قرار الإنسحاب من قاعدة الوطية غربي ليبيا.
وفي هذا السياق، علّق أحمد عطا، الباحث والمتخصص في الجماعات التكفيرية والإسلام السياسي، في حديث مع صحيفة (ستراتيجيا نيوز)اليوم الأربعاء، بالقول:إن القاعدة الواقعة في الغرب الليبي، لا تبعد كثيرا عن الحدود التونسية ، وتبعد عن مدينة طرابلس 170 كيلومترا، وهنا لابد أن نتوقف أمام معلومات وتخطيط عسكري وضعته أنقرة وتتحرك نحوه .. أنقرة تعلم جيدا أنها لا يمكن أن تحقق اَي انتصارات بدون قواعد عسكرية فقد حاولت أن تستولي علي قاعدة عقبة بن نافع كما أن مطار معتيقة الجوي هدف لطيران الجيش الوطني الليبي ودفاعاته ، أما قاعدة الوطية فتمثل هدفا عسكريا مهمّا بحكم قربها من الحدود مع تونس..
وأضاف أن “أردوغان وقع اتفاقا سريا غير معلن مع حركة النهضة لتمرير أسلحة متطورة عن طريق تونس..”
وذكّر محدثنا بدفاع الغنوشي في مجلس النواب عن مواقف أنقرة مشيرا إلى إن الملك العثماني سليمان هو الذي حرر تونس من الإسبان ولولاه لصارت تونس مثل الأندلس”..
وهنا تساءل محدثنا:هل هو رد الجميل لأنقرة على حساب مستقبل تونس؟
بيْدَ أن الكاتب أحمد عطا،أثار قضية خطيرة،حين أشار إلى أن” تنظيما حزبيا في تونس تواصل مع عناصر تنظيم داعش في جبال تونس للقتال في ليبيا إلى جانب تركيا والوفاق”.
وبيّن أنه ،حسب تقرير الأمن القومي الأمريكي، هناك خمسة آلاف تونسي حاربوا في صفوف تنظيم داعش الإرهابي في الشام والعراق منذ 2014،ومن نجا منهم من القتل أو الأسر يمثلون ورقة تراهن عليها أنقرة بالتنسيق مع حركة النهضة، حسب رأيه.
وأضاف أنه في حالة الإطاحة بالغنوشي أو أي خطر جدي يهدد بإزاحة “النهضة” ستكون قاعدة الوطية العسكرية هي منصة للدفاع عن الإسلام السياسي الذي يحاول رهن مستقبل تونس مقابل عقد صفقات مع أنقرة خدمة للتنظيم الدولي لجماعة “الإخوان”.

من جهته، قال المحلل السياسي،عبد الهادي ربيع ،في حديث مع صحيفة (ستراتيجيا نيوز) اليوم الأربعاء، إن فكرة الإنسحاب تتوافق في الذهنية العامة بالهزيمة والإنكسار ولكن الإنسحاب التكتيكي للجيش الليبي كان ناجحا ومهمّا وفي الوقت المناسب..
وأضاف أن قاعد الوطية العسكرية مهمة جدا على الحدود مع تونس وكان الجيش يحتفظ بها لأهداف ثلاثة،برغم أن المعدات والطائرات بها معظمها متهالك يعود تاريخ صنعها إلى 1968 و 1970 ،وهذه الأهداف هي: مرتكز قوي لحماية المدن الداعمة للجيش غرب طرابلس مثل صبراتة والعجيلات وصرمان، مراقبة الحدود التونسية ومنع تهريب الإرهابيين أو السلاح في الإتجاهين، و تأمين أي تحركات للجيش غرب طرابلس سواء باتجاه الزاوية أو غريان أو حتى طرابلس.
وتابع:” بعد السيطرة على صبراتة وصرمان والعجيلات بدعم كثيف من الطيران التركي المسنود ببوارج تركية ترفع علم الناتو، وفتح الجيش الليبي جبهة مهمة في اتجاه الشرق بسيطرته على سرت واتجاهه نحو مصراتة، كان الإبقاء على القاعدة سيكلف القيادة أكثر من الإبقاء عليها من الناحية العسكرية خاصة أنها في منطقة بعيدة وسط الصحراء وطرق الإمداد تكاد تكون انقطعت عنها في المنطقة التي يغلب عليه الخائن القوي في مقابل الموالي الضعيف”.
وذكر أنه” حتى الآن حقق الإنسحاب هدفه الإستراتيجي بإخراج كافة الطائرات الصالحة للعمل والسلاح والذخيرة أما ما تبقى من ذخائر وأسلحة قديمة فقد حاولت الميليشيات أن تستغله للتروج والدعاية،بينما الواقع حتى تلك المعدات القديمة التي تركت بالقاعدة تم قصفها مساء نفس اليوم وتدميرها من قبل سلاح الجو التابع للجيش الوطني إلى جانب قتل وجرح العشرات ممن كانوا داخل القاعدة من عناصر الميليشيات المجرمة.
ويرى عبد الهادي ربيع، أن على الجيش الليبي استخدام القوات التي انسحبت تكتيكيا من الوطية أن تساهم في تطوير الهجوم باتجاه مناطق استرتيجية أخرى.
وكان الجيش الوطني الليبي قد أشار في وقت سابق إلى أن قاعدة الوطية “ليست ذات أهمية عسكرية في الوقت الحالي”، لكنه نوه في الوقت نفسه إلى أنها تشكل “إنجازا معنويا مهما بالنسبة للميليشيات”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق