حركة الشباب وتمدد الإرهاب في شرق إفريقيا
شرق إفريقيا-23-5-2020
قبل اثنين وعشرين عاما هاجمت مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة، سفارتي أمريكا في نيروبي ودار السلام. ومنذ ذلك الوقت بدأ تاريخ الإرهاب يتجذر في شرق القارة الإفريقية.
ففي صباح السابع من أغسطس 1998 فجر مهاجمان حاوية محملة بالمتفجرات أمام السفارة الأمريكية في العاصمة الكينية نيروبي،وبعد تسع دقائق، حدث تفجير في البلد المجاور تنزانيا أمام السفارة الأمريكية في دار السلام،وأسفرت العمليتان الإرهابيتان عن وفاة 242 شخصا غالبيتهم في نيروبي حيث دمرت قوة الإنفجار واجهة السفارة.
هذه الهجمات الدموية شكلت صدمة كبيرة للكينيين والتنزانيين الذين لم يتمكنوا من فهم ما يدفع الناس إلى التسبب في مثل حمامات الدم هذه،على اعتبار البلدين بعيدين عن مناطق التوتر في الشرق الأوسط.
وأصبح شمال كينيا منطقة غير مستقرة منذ سنوات، بسبب الحرب في الصومال،حيث امتدت عمليات الإرهاب التي يشنها مقاتلو حركة الشباب إلى كينيا.
وكان شهر أبريل 2015، قد شهد واحدة من أكثر الهجمات دموية عندما اقتحمت مجموعة من الحركة حرم جامعة غاريسا، وقيل وقتها إن المتشددين فصلوا المسلمين عن غيرهم، وشرعوا في إعدام جميع الطلاب غير المسلمين، وقُتل 148 شخصًا على الأقل في الهجوم.
وفي داخل الصومال،غالبا ما يتم استهداف القوات الكينية العاملة ضمن قوات الإتحاد الإفريقي،كما تعمدت الحركة التركيز على المناطق الحدودية الكينية الصومالية، ردا على مطالب نيروبي بإدراج الحركة على قوائم الإرهاب.
وقد تجاوز عدد العمليات الإرهابية في كينيا منذ 2015 إلى غاية 2019 370 هجوما،فيما تسعى الحكومة الكينية لمواجهة إرهاب جماعة الشباب العابر من حدود الصومال.
ودعت كينيا في يوليو 2019، القوى الدولية إلى التوحد في الحرب على التنظيمات الإرهابية، وحثت المجتمع الدولي على الإسراع بإدراج حركة الشباب على قائمة المنظمات الإرهابية، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1267، كما نشرت قوات إضافية على حدودها مع الصومال، وكثفت من الدوريات الأمنية لوقف تسلل مسلحي الحركة إلى داخل أراضيها.
ويعتبر مراقبون أن تصعيد وتيرة الهجمات الإرهابية من جانب حركة “الشباب” في الصومال وكينيا وبعض الدول المجاورة، يجعل من هذه الحركة واحدة من أكثر الحركات الإرهابية نشاطا وخطورة، خصوصا بعد تراجع نشاط الجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان.
وترتبط حركة “الشباب” بتنظيم “القاعدة” الإرهابي، وبرغم مبايعة جماعات إرهابية عديدة في إفريقيا تنظيم”داعش” الإرهابي خلال السنوات الماضية،على غرار جماعة “بوكو حرام” النيجيرية، إلا أن حركة “الشباب” لاتزال متمسكة بتبعيتها لـ”القاعدة”.