حاملة الطائرات “جيرالد آر فورد الأمريكية ” تغادر المياه الفلسطينية المحتلة
قسم البحوث والأخبار الأمنية والعسكرية 02-01-2024
بالنسبة لإسرائيل …خفض الولايات المتحدة وجودها البحري شرق البحر الأبيض المتوسط لا يبشر بخير.
يشير تقرير شبكة “إيه بي سي” الأمريكية الذي أورد أن “حاملة الطائرات “جيرالد آر فورد” ستغادر مع فرقة العمل التابعة لها والسفن الحربية الأخرى منطقة الشرق الأوسط خلال الأيام القليلة المقبلة متوجهة إلى مينائها الرئيسي في فيرجينيا.
حيث يقول التقرير أن هذا سيترك حاملة طائرات أمريكية واحدة فقط في المنطقة، وهي دوايت دي أيزنهاور.
كما ذكّر التقرير ذاته بأنه تم إرسال السفينتين، إحداهما إلى البحر المتوسط والأخرى إلى الخليج العربي بعد هجوم السابع من أكتوبر، بناءً على أوامر الرئيس الأمريكي جو بايدن ورغم ذلك، لم يتمّ ردع إيران.
تحاليل عسكرية إسرائيلية علقت عن ذات الموضوع بأن التطور المفاجئ الأخير في حرب غزة جاء من الولايات المتحدة حيث قالت وأن خفض الولايات المتحدة وجودها البحري شرق البحر الأبيض المتوسط لا يبشر بخير، معتبرتا أنه قد يكون مصحوبا بإشارة إلى طهران بعدم تصعيد الوضع المتوتر بالمنطقة. لكن من الممكن أيضا أن يكون رهانًا خاطئًا هنا من جانب أمريكا وأن حزب الله سيفسر هذه الخطوة على أنها فرصة للقيام بالمزيد من المخاطر. حيث أن انخفاض الوجود البحري الأمريكي في المنطقة ليس خبرا جيدا لإسرائيل.
وفي وقت سابق أعلنت القوات البحرية الأمريكية أن حاملة الطائرات جيرالد آر فورد ستعود إلى قاعدتها في الولايات المتحدة، وذلك بعد أشهر من التمركز في منطقة البحر المتوسط لحماية إسرائيل عقب أحداث 7 من أكتوبر 2023.
هذا وتواجه طهران اتهامات من واشنطن وتل أبيب بـالانخراط بشكل غير مباشر عن طريق أذرعها من التشكيلات المسلحة في المنطقة بشن هجمات ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية وهو ما تنفيه إيران. ومن هذه الهجمات تلك التي تتبناها جماعة الحوثي في اليمن ضد سفن لها ارتباط بإسرائيل وذلك تضامنا مع قطاع غزة المحاصر منذ بداية الحرب الإسرائيلية المدمرة في أعقاب أحداث 7 أكتوبر.
تخمينات بخصوص إمكانية وأن تكون الولايات المتحدة قد انخرطت وإيران في حوار مثمر يتضمن رسائل سرية ومفتوحة، ربما كان تخفيف القوة البحرية الأمريكية في المنطقة مصحوبًا بإشارة منفصلة إلى طهران بعدم تصعيد الوضع المتوتر بالفعل نتيجة لذلك . فمنذ بدء الحرب على غزة برزت جهود دولية في مقدمتها من الولايات المتحدة لمنع توسع الحرب إلى دول الجوار، حيث تتمركز العديد من التشكيلات المسلحة المحلية المدعومة من إيران، مثل حزب الله الذي يستهدف شمال إسرائيل من جنوب لبنان، وجماعة الحوثي اليمنية التي تمنع مرور سفن الشحن الإسرائيلية من البحر الأحمر.
بالنسبة لإسرائيل الدعم الأمريكي لمجهودها الحربي كان واسع النطاق، لكن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليس لديها حد ائتماني غير محدود، في إشارة إلى إمكانية الحد من هذا الدعم.
في الآونة الأخيرة جرت اتصالات هاتفية متوترة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونتنياهو بشكل رئيسي حول علاقات نتنياهو مع السلطة الفلسطينية. حيث أن التدفق المستمر للتصريحات التي يدلي بها وزراء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو، والتي تتحدث عن نقل السكان الفلسطينيين إلى خارج غزة وإحياء المستوطنات اليهودية هناك لا يساهم في توفير جو من الثقة بإسرائيل من جانب واشنطن. هذا ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 حربا على غزة خلّفت حتى الاثنين 21 ألفا و978 شهيدا و57 ألفا و697 مصابا، ودمارا هائلا في البنى التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع ومنظمة الأمم المتحدة.