تعيين الغرياني مستشارا للغنوشي ومحاولة ضرب الحراك السياسي المتصاعد للحزب الدستوري الحر!
تونس-تونس-26-10-2020
كشف مصدر مطلع في البرلمان التونسي، أمس الأحد، عن تعيين رئيس البرلمان راشد الغنوشي آخر أمين عام لحزب التجمع الدستوري، المنحل،محمد الغرياني، مستشارا سياسيا أولا في ديوانه.
ويترأس الغنوشي البرلمان التونسي وسط معارضة القوى الديمقراطية، ونجا مؤخرا من تصويت بحجب الثقة وعزله من منصبه.
من جهته،قال الغرياني،أمس، إنه لم يعيّن بصفة رسمية إلى حد الآن موضحا أن الغنوشي عرض عليه خلال الفترة الماضية مهمة مستشار بديوانه.
وأكد الغرياني أنه قد أعرب للغنوشي عن ترحيبه بهذا المقترح، مشددا على أنه يرى في شخصه القدرة على إدارة ملف تحقيق المصالحة،حسب تعبيره.
وكان الغرياني آخر أمين عام لحزب التجمّع الدستوري تحت حكم الرئيس زين العابدين بن علي، وشغل مناصب سياسية عدة ، وتقلب بين عدد من الأحزاب كنداء تونس والمبادرة الدستورية وتحيا تونس..
ويشير عديد المتابعين لمناورات “النهضة” إلى أن الغنوشي استعان بآخر أمين عام للنظام السابق من أجل محاولة ضرب الحراك السياسي المتصاعد للحزب الدستوري الحر الذي تترأسه عبير موسي.
ورافقت مسيرته السياسية في السنوات الأخيرة العديد من الإتهامات بلعب أدوار مشبوهة تتعلق بعمليات اختراق للأحزاب وشراء لذمم لصالح المعسكر الإخواني..
ووصفت رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، محمد الغرياني، في تصريحات إعلامية سابقة برجل “المهمات القذرة”، ومساهم في إدخال الإخوان بشكل سري إلى تونس بين عامي 2008 و2010.
وقال رائد عيادي، القيادي في حزب الدستوري الحر إن القانون لا يسمح للغنوشي بتعيين مستشارين له داخل البرلمان، لافتا إلى أن القانون الداخلي للبرلمان يعطيه الحق في تعيين مدير ديوان فقط.
من جانبه، يرى محمد بوعود، الباحث في العلوم السياسية أن مستشار الغنوشي ستكون له مهمة سرية وهي محاولة استمالة القواعد المنتمية للحزب الدستوري الذي يتصدر استطلاعات الرأي للشهر الخامس على التوالي بفارق يتجاوز 15 نقطة عن حركة النهضة.
وبين الباحث أن استمالة القواعد المنتمية للحزب الدستوري تنطلق من كون الغرياني قد شغل سابقا منصب الأمين العام لحزب التجمع المنحل ويملك شبكة علاقات واسعة داخله،لافتا إلى أن هذه الشبكة تعطيه القدرة على اختراق القواعد الملتفة حول موسي وبالتالي فإن الهدف الأساسي هو اختراق المناصرين لحزب موسي وزرع انشقاق داخلهم،حسب تقييمه..
قال أمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي إن رئيس البرلمان “راشد الغنوشي أرهق نفسه وأرهق تونس وهو يعتبر البرلمان إحدى المقاطعات ويريد أن يحوله لجمهورية”.
كما قال ضيف حصة الماتينال، اليوم الإثنين، تعقيبا منه على ما يروج حول تعيين الغنوشي لمحمد الغرياني كمستشار مكلف بملف المصالحة، إن الملف ليس من مشمولات الغنوشي بل من مشمولات البرلمان ككل، وفق تعبيره.
وأشار المغزاوي إلى ان الغنوشي يقدم لنفسه مهاما وأدوارا أكثر من دوره كرئيس للبرلمان، مضيفا أن هذه الممارسات من الأسباب التي دفعت بعض الكتل لسحب الثقة منه.
وإعتبر أمين عام حركة الشعب ما يقوم به الغنوشي”خرف سياسي”، متابعا أن “الغنوشي يريد لعب أدوار وطنية وهو غير قادر حتى على لعب دور في حزبه”.
ولفت المغزاوي النظر إلى ان رئيس الجمهورية قيس سعيد قدم مبادرة للمصالحة الإقتصادية والغنوشي يريد إحتكارها، حسب قوله.
وأفاد ضيف الماتينال أن “الغنوشي يعتبر نفسه رئيسا وينافس رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة”.