أخبار العالمإفريقيا

تعاون عسكري مصري -سوداني في وضع إقليمي مضطرب

الخرطوم-السودان-04-12-2020


يعتبر عديد المراقبين أن التعاون العسكري الحالي بين مصر والسودان يرتبط بأزمة سد النهضة الإثيوبي، في في حين يؤكد آخرون أن له أبعادا أخرى ترتبط برغبة مصر في حماية عمقها الإستراتجي في مواجهة التوسع التركي.

وكانت مصر قد أجرت مناورات عسكرية مع السودان تحت اسم “نسور النيل 1″ تلتها مناورات عسكرية أوسع، بمشاركة عدد من الدول العربية، حملت اسم سيف العرب” اختتمت في 25 نوفمبر الماضي.

ولم يقتصر التعاون المصري-السوداني على المناورات، بل شمل الصناعات العسكرية بين البلدين،إذ زار قبل أسبوعين، وفد سوداني رفيع المستوى، عددا من شركات الإنتاج الحربي المصرية.

ويرى العميد السابق في الجيش السوداني، الخبير العسكري، ساتي سوركتي، أنه لا يمكن فصل التطورات الأخيرة في ما يخص العلاقات العسكرية بين مصر والسودان عما يحدث في ملف سد النهضة أو النزاع الأهلي في إقليم تيغراي.
وعلى خلاف سوركتي، يذهب المحلل السوداني يوسف الجلال، إلى أن التعاون العسكري المصري-السوداني، يهدف إلى أمر آخر أبعد من ملف سد النهضة،مشيرا إلى أن لمناورات جاءت في إطار تقوية الجيش السوداني، على نحو ما جرى مع الجيش المصري بعد معاهدة “كامب ديفيد”.

من جهته، يعتبر مدير مركز الإنذار المبكر للدراسات الإستراتيجية والأمنية في أبو ظبي، أحمد الباز، أن المناورات المصرية-السودانية في سياق مساع مصرية لإيجاد حلفاء جدد.

وأوضح الباز في حديثه مع “الحرة” أن سياسة تخليق حلفاء جدد قد دعمت مصر في عدد من الملفات، مثل حلفها مع اليونان في شرق المتوسط أمام تركيا، وحلفها مع الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أمام التدخل التركي في ليبيا.

وأضاف الباز: “بالنظر إلى التطورات الأخيرة، فإن مصر تتبع نفس الإستراتيجية في عمقها الجنوبي، وهي خلق حليف جديد، خاصة في ظل أزمة سد النهضة”.

موقف السودان بخصوص سد النهضة ظل رماديا إلى وقت قريب، لكن تغير ذلك مؤخرا مع انسحاب الخرطوم من المفاوضات ما رآه البعض انحيازا لموقف القاهرة.


أما على الصعيد العسكري، فأوضح الباز أن عدم وجودة السودان في الدائرة المصرية، سيجعل العمق الاستراتيجي المصري هشا للغاية في اتجاه الجنوب، خاصة مع وجود تهديدات قائمة في القرن الإفريقي، ممثلة في قاعدة عسكرية تركية في الصومال. وفي وجود حديث عن احتمال تسليم إدارة ملف النهضة للعسكريين.

وتعتمد مصر على نهر النيل في حوالي 97 في المئة من مياه الري ومياه الشرب، وتعتبر السد تهديدا وجوديا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق