الشرق الأوسط

الشارع العراقي يُطيح برئيس الوزراء

بغداد – العراق – 30-11-2019

أعلن رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي،أمس الجمعة، استقالته بعد أن دعا المرجع الشيعي علي السيستاني نواب البرلمان إلى إعادة النظر في مساندتهم لحكومة تهتز فوق بركان الإضطرابات منذ أسابيع. من جهته،طالب رئيس التيار الصدري بالعراق، مقتدى الصدر، اليوم الجمعة، باختيار رئيس جديد للحكومة في العراق، عن طريق الإستفتاء الشعبي..
وقال الصدر – في بيان نشر على حسابه في تويتر، إن “استقالته (عبد المهدي) لا تعني نهاية الفساد”. كما اقترح أن “يختار رئيس الوزراء الجديد أعضاء حكومته بعيدا كل البعد عن الأحزاب والتكتلات والميليشيات”، وأن يتم “العمل على تأسيس مجلس مكافحة الفساد”.
وطالب بـ”تفعيل دور القضاء”، و”الإستمرار بالتظاهر السلمي وعدم التراجع”.
وتمثل الإستقالة أحدث منعطف في أزمة غير مسبوقة تشهدها البلاد منذ شهرين. ويتساءل عديد المراقبين عن مدى إمكانية مساهمة استقالة رئيس الوزراء العراقي في الحد من حدة التظاهرات والإحتجاجات في العراق.
ويقول الكاتب المختص بشؤون الشرق الأوسط، باتريك كوكبيرن، اليوم السبت،بصحيفة الإندبندنت البريطانية إن “المتظاهرين في العراق حققوا أول نجاح كبير لهم بإجبار رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على الإستقالة من منصبه، بعد يوم دامٍ قتل فيه 45 مواطنا على أيدي قوات الأمن..”
وذكر أن “هذا الإنتصار الرمزي باهظ الثمن إذ قتل عدد كبير من المتظاهرين لكن عبد المهدي أظهر أيضا انعدام كفاءة في قيادة البلاد”.
وأضاف كوكبيرن:”قارن حصيلة الضحايا المرعبة خلال ثمانية أسابيع في العراق بمقتل متظاهر واحد عن طريق الخطإ خلال مظاهرات هونغ كونغ التي بدأت قبل 6 أشهر، وقارن أيضا بين التغطية الإعلامية الموسعة والتعاطف الذي يحظى به المتظاهرون في هونغ كونغ بمظاهرات العراق غير المسبوقة”.
وتابع: “لكن التاريخ تصنعه الكوارث التي لا تغطيها تقارير الإعلام، فالعنف الذي يراه البعض مؤثرا على العراقيين يحظى بقدرة على إحداث تغيير كامل في السياسة في منطقة الشرق الأوسط”. وقد تصاعدت خلال الأسبوع الحالي حدة الإحتجاجات ضد السلطة السياسية، كما استهدف المتظاهرون قنصليات إيرانية، وأزالوا صور زعماء إيرانيين في الساحات العامة، مسقطين في الشارع محرمات كثيرة.
وفي النجف التي تستضيف سنوياً ملايين الزوار الشيعة، معظمهم من الإيرانيين، أضرم متظاهرون النار في قنصلية الجمهورية الإسلامية.
وكانت الزيارات المتكررة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، للعراق، قد أجّجت غضب المحتجين ،خاصة وأنه سليماني هو الذي عمل على رص صفوف الأحزاب الحاكمة حول رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، الذي كان موقعه مهدداً.
ويتهم المتظاهرون إيران أيضاً بالقضاء على الصناعة العراقية، بإغراقها السوق بمجموعة واسعة من المنتجات والسلع، بقيمة إجمالية تصل إلى نحو ستة مليارات يورو في السنة.
من جانبه حذّر المكتب السياسي لحزب الدعوة الإسلامية، الذي يزعمه نوري المالكي، أمس الجمعة، الكتل البرلمانية والقادة السياسيين من تواصل انزلاق الوضع رغم استقالة عبد الهدي،داعيا إلى تقديم مرشح بديل لمنصب رئيس الوزراء، يمتاز بالقوة والإخلاص والمهنية والنزاهة،حسب قوله..
ونبّه حزب الدعوة في بيان له من أنه “حرصاً على ألّا تتفاقم الأمور، وتصل إلى الحرب الأهلية، والإقتتال الداخلي الذي نكاد نلمس بداياته، فإن الحزب يدعو مجلس النواب إلى الإنعقاد الفوري، واتخاذ الخطوات الدستورية اللازمة لإيجاد البديل الحكومي الذي يلبي الطموح الوطني”.
وحث البيان القوات المسلحة والمتظاهرين على المحافظة على كيان الدولة والأمن الوطني العام، والتعاون الجاد وطرد المندسين المخربين، من أجل إيجاد أفضل الظروف لإنجاز المهمة البرلمانية الصعبة.
وتواصلت المظاهرات في مختلف المناطق العراقية اليوم السبت ، في وقت أعلن فيه الرئيس العراقي أن مشاورات حثيثة لاختيار رئيس الوزراء المقبل والإنطلاق في الإصلاحات المعلن عنها منذ بداية الغضب الشعبي العارم .

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق