أخبار العالمأمريكاأوروبا

تجار الأوهام وراء كل فشل

نمرود سليمان: سياسي سوري

السياسة هي منتوج علمي عالمي وظيفتها خدمة المصالح والأخيرة نوعان الأول : الدول الديمقراطية تستخدم السياسة لخدمة مصالح شعوبها ، الثاني : الأنظمة الدكتاتورية تستخدم السياسة لديمومتها في السلطة ولا تفكر بمصالح شعوبها .
السياسة الحقيقية الصحيحة والناجحة تعتمد على المنهج العلمي والمنطق السياسي وتقدم الحرية والديمقراطية والمواطنة والعدل لشعوبها وهذا ما قامت الدول الاوروبية واميريكا ودول أخرى وأصبحت مركزاً لاستقبال كل مضطهد بالعالم وهذه الدول دخلت عصري الحداثة والتنوير بكل قوة ونجحت وتقف وراء كل التطور العلمي التكنولوجي الذي ساهم في خدمة العالم بالمجالات كافة .
هناك سياسة يمارسها تجار الأوهام وهي بعيدة جداً عن السياسية الحقيقية ولكن هؤلاء التجار يمارسون هذه السياسة الوهمية وقد يربحون المرحلة ولكنهم يخسرون الحياة ، تذكروا القذافي وصدام وابن علي ووو ماذا كان مصيرهم ، أنظروا الى الاحزاب الدينية المتطرفة التي تحوّلت الى تجار لبيع الأوهام ماذا جرى لدولة داعش والقاعدة وغيرهما لماذا سقط الاخوان في مصر وتونس وغيرها في بقية الدول .
كفاكم ببيع الوهم ياتجار الوهم بالقول : الكل يتأمر علينا وعلى مر الازمان تعللون فشلكم بالمؤامرة عليكم ، لماذا المؤامرة تسلط سيفها على الانظمة الدكتاتورية سواءاً كانت دينية أو عسكرية أو سياسية ، لماذا هذه المؤامرة لا تقترب من الدول الديمقراطية التي تفكر بمصالح شعوبها ، بعيداً عن الدول الكبرى لماذا لن نرى مؤامرة في كوريا الجنوبية وفي الامارت ونيوزيلاند وتنزانيا ولماذا تطورت هذه الدول .
ماذا قدمت المعارضة السورية غير الأوهام ، ماذا قدمت لشعبها غير الأوهام ، لماذا تحوّلت الى جثة محنطة لا صوت ولا صورة لها في هذه المرحلة المفصلية والشعب السوري قدّم من التضحيات بما لم يقدمها أي شعب بالعالم ، ماذا تقولون لاردوغان الذي وضع الخطوط الحمراء الكثيرة في سورية والصلاة في الجامع الأموي ، إنه متحمس جداً للقاء رئيس النظام السوري .
لا يمكن بناء دولة قانون ودولة حرية وديمقراطية دولة العدل إلا بالخلاص من تجار الاوهام وطردهم من السوق السياسة .
السياسة هي التي تقرأ الواقع كما هو لا كما يريده الرغبوين من تجار الاوهام .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق