بكين تسعى لتجديد شراكتها الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي وسط تحولات النظام التجاري العالمي

قسم الأخبار الدولية 06/05/2025
أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ، اليوم الثلاثاء، استعداد بلاده لتطوير علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي على أسس الشراكة والانفتاح المتبادل، مؤكدًا أن متانة العلاقات الصينية الأوروبية تمثل عنصراً حاسماً لاستقرار النظام العالمي، وتقدم نموذجًا للتعاون البناء في عالم يتسم بتزايد التوترات الاقتصادية.
وجاءت تصريحات شي بمناسبة مرور خمسين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي، وهي محطة رمزية تعكس – بحسب رؤية بكين – أهمية التحول بالعلاقات الثنائية نحو مستوى أعلى من الثقة السياسية والتكامل الاقتصادي، في ظل مشهد تجاري عالمي يتعرض لاختلالات متزايدة بسبب النزعة الحمائية الأميركية.
ولم يشر شي جينبينغ مباشرة إلى الولايات المتحدة، إلا أن خلفية التصريحات تُظهر مسعى صينيًا واضحًا لتقليص الاعتماد على السوق الأميركية، وتوسيع آفاق التعاون مع أوروبا كفاعل دولي وازن، خصوصاً بعد فرض واشنطن رسوماً جمركية واسعة النطاق على المنتجات الصينية.
وأكد الرئيس الصيني أن بلاده تريد العمل مع قادة الاتحاد الأوروبي على “إدارة الخلافات بشكل مناسب وتعزيز الثقة المتبادلة”، مشدداً على أن العلاقة بين الجانبين “لا تعزز المنجزات المشتركة فقط، بل تسهم في إشاعة العدل والإنصاف العالميين”.
من جانبها، نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن شي دعوته الاتحاد الأوروبي إلى التعاون المشترك لرفض الهيمنة وفرض الإرادات الأحادية في العلاقات الدولية، مشيراً إلى أن الروابط الصينية الأوروبية تُعد من أكثر العلاقات تأثيراً في العالم.
كما رحّبت بكين بزيارة مرتقبة لكل من رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، لعقد جولة جديدة من اللقاءات عالية المستوى، تشمل ملفات الاقتصاد والتجارة والتحول الأخضر والرقمنة.
وفي السياق ذاته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان أن العام الجاري سيشهد إطلاق سلسلة من الحوارات الاستراتيجية والاقتصادية رفيعة المستوى بين الجانبين، في إطار حرص الصين على دعم التنسيق الثنائي في ملفات التنمية المستدامة وتوسيع الاستثمارات المشتركة.