الشرق الأوسط

بعد الغزو التركي شمال سوريا: عودة المقاتلين من بؤر الصراع تؤرق المنطقة والعالم

زهور المشرقي-تونس

تواجه مختلف الدول العربية مخاوف من عودة المقاتلين من بؤر الصراع خاصة بعد حملهم الفكر المتطرف العنيف وتدربهم على حمل جميع أنواع الأسلحة القادرة على تهديد استقرار البلدان وأمنها على المدى القريب والبعيد ما يضع المنطقة ككل أمام تحد أمني كبير.

لقد دخل العالم الفصل الأكثر خطورة منذ عقود، في ظل تصاعُد الحرب خلال السنوات الأخيرة على التنظيمات الإرهابية بما يفوق قدرته على التعامل مع العواقب.

وخلق “الفشل الدولي النسبي” لحل الصراعات، من أزمة اللاجئين العالمية إلى انتشار الإرهاب، تهديدات وحالات طوارئ جديدة، وأما في المجتمعات السلمية، فقد أسفرت سياسة الخوف عن استقطابٍ وغوغائية ذات آثار خطيرة.

وعلى وقع تفاقم المنافسات الإقليمية، يتغيّر المشهد العام كما هو واضح بشكل خاص في المنافسة بين إيران ودول الخليج على النفوذ في الشرق الأوسط نتج عن هذه المنافسة أزمات تمخضت بدورها عن عواقب وخيمة، من سوريا مرورًا بالعراق وصولا إلى اليمن، في وقت يزعم فيه العديد من زعماء العالم أن السبيل للخروج من الإنقسامات العميقة هو: التوحُّد حول هدف مشترك لمكافحة الإرهاب والعائدين من بؤر الصراع
. الحرب على التنظيمات الإرهابية في المنطقة، أحرزت تقدما وصفه الملاحظون بالجيد على كل الأصعدة ، إلا أن الغزو التركي الأخير على شمال سوريا بحجة محاربة الإرهاب قد يساهم في تأزيم الوضع مجدد وإعادة انتشار عناصر التنظيم خاصة مع سعي أنقرة إلى فتح السجون التي يقبع بها آلاف الإرهابيين، لتهريبهم ،وفق ما أعلنت عنه قوات سوريا الديمقراطية ‘قسد’.

وفي هذا الإطار كان الجيش الوطني الليبي قد عبّر عن مخاوفه من إطلاق سراح مئات الإرهابيين شمال سوريا من قبل الجيش التركي ونقلهم إلى ليبيا أين تدار معارك بين القوات المسلّحة والمليشيات الإرهابية التي تدعمها أنقرة مادّيا ولوجستيا لتنفيذ مخطّطها الإخواني على الأراضي الليبية .

وفي هذا السياق حذّرت فرنسا من عودة وشيكة لتنظيم داعش في شمال سوريا،حيث قال إدوارد فيليب رئيس الوزراء الفرنسي،” إن القرارات التي اتخذتها تركيا والولايات المتحدة في سوريا ستكون لها عواقب وخيمة على المنطقة، وإن إجراءاتهما ستؤدي لا محالة إلى عودة داعش في سوريا والعراق”.

وأوضح المسؤول الفرنسي أن “العودة الحتمية لداعش في شمال شرق سوريا وربما أيضا في شمال غرب العراق هي تدمير لأمننا”.
كما اتهم واشنطن بالسماح بالهجوم التركي، بسبب قرارها سحب ألف جندي امريكي بصورة أحادية من سوريا. وقال لو دريان،وزير الخارجية الفرنسي،أمام عضاء برلمان بلاده: “يمكنهم التحرك بسرعة إذا لم تكن على تلك المخيمات حراسة كافية. سأجتمع قريبا جدا مع زعماء عراقيين ومنهم أكراد لضمان هذه الضرورة الملحة”.
وفي سياق ذي صلة، ،قال وزير الدفاع الأمريكي مارك اسبر إن إن واشنطن ستطلب من حلف شمال الأطلسي”اتخاذ إجراءات ضد تركيا بسبب تقويضها المهمّة الدوليّة لمكافحة داعش الإرهابي” “.

ويذكر أنه منذ بدء العملية التركية شمال شرقي سوريا، حذرت فرنسا وعدة دول أوروبية أخرى، من أثارها على استقرار المنطقة.
كما شددت فرنسا مراراً خلال الأيام الماضية على مسألة عناصر داعش المعتقلين في السجون، لا سيما بعد أن أعلنت القوات الكردية أن حراسة سجون داعش لم تعد أولوية بالنسبة لها .

ألمانيا بدورها عبّرت عن مخاوفها سابقا من عودة الإرهابيين الألمان من بؤر الصراع لكن بعض سياسييها أبدوا استعداد بلادهم لإعادتهم والإنطلاق في تأهيلهم ،حيث قال وزير داخلية ولاية ساكسونيا السفلى الألمانية، بوريس بيستوريوس، إن بلاده ملزمة باستعادة أتباع تنظيم “داعش” الألمان من سوريا.

وصرّح بيستوريوس في مقابلة مع الموقع الإلكتروني لمجلة “دير شبيغل” الألمانية اليوم الأربعاء 16 أكتوبر بالقول: “أرى أن جزءً من مصداقية دولة القانون الألمانية هو إدانة الجناة هنا في ألمانيا من خلال إجراءات قضائية نظامية”.
وذكر بيستوريوس أنه على المستوى السياسي لا يريد أحد استعادة أتباع لـ”داعش”، مضيفا في المقابل أنه على المستوى القانوني هناك التزام تجاه حاملي الجنسية الألمانية، متابعا: “نطالب باستمرار من دول أخرى بالإستعادة، عندما نرحل إليها مواطنيها”.

يشار إلى أن دولا في الإتحاد الأوروبي -ترفض حتى الآن استعادة أتباع “داعش” المأسورين في سوريا.

وانتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ذلك على نحو متكرر، مهددا الأوروبيين بعواقب، حال عدم استعادتهم لمواطنيهم المأسورين في سوريا.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق