انهيار المركز العالمي الوحيد لأبحاث المايستوما في السودان يهدد مسار مكافحة المرض النادر

قسم الأخبار الدولية 25/04/2025
أدى النزاع المستمر في السودان إلى تدمير المركز العالمي الوحيد لأبحاث المايستوما، وهو مرض مداري مُهمَل يصيب بشكل خاص المجتمعات الفقيرة والمهمشة، بحسب ما أعلنته منظمة الصحة العالمية يوم الخميس. وأكدت المنظمة أن المركز، الذي كان يقع في العاصمة الخرطوم ويُعنى بتشخيص وعلاج ودراسة هذا الورم الفطري النادر، تعرض لدمار كبير جرّاء المعارك المستعرة في محيطه منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
وبحسب فيديو نشرته المنظمة، يظهر المركز في حالة دمار شبه كامل، بأسقف منهارة ورفوف مقلوبة وبيانات مبعثرة، ما يُعد كارثة علمية وإنسانية غير مسبوقة. وقال مؤسس المركز، الدكتور أحمد فحل، إن بنوك البيانات البيولوجية التي ضاعت احتوت على أكثر من 40 عاماً من الأبحاث، مؤكداً أن “الخسارة يصعب تحملها”. وكانت تلك البيانات تمثل ركيزة أساسية لفهم طبيعة المرض وطرق علاجه.
كان المركز، الذي تأسس عام 1991 برعاية جامعة الخرطوم، يُعد المؤسسة الوحيدة عالميًا المتخصصة في أبحاث المايستوما، واستقبل سنويًا قرابة 12 ألف مريض من السودان وخارجه. وفي عام 2019، أطلق المركز أول تجربة سريرية لعلاج المرض بدعم من منظمة الصحة العالمية والحكومة السودانية، ما اعتُبر إنجازًا علميًا نادرًا.
وتفاقم دمار المركز مع انهيار النظام الصحي في البلاد بشكل عام نتيجة للحرب، مما أدى إلى تعطيل برامج العلاج والوقاية. وبينما حاولت منظمة الصحة العالمية تعويض النقص بإطلاق عيادات مؤقتة في كسلا وود أونسة، إلا أن هذه المبادرات لا تزال تعاني من نقص في التمويل، ما يهدد استمراريتها.
ويُعد مرض المايستوما، الذي تسببه بكتيريا أو فطريات موجودة في التربة والمياه، من الأمراض التي تؤدي إلى تشوهات جسدية خطيرة إذا لم يتم علاجه في مراحله الأولى. وكان قد صُنِّف في عام 2016 ضمن قائمة الأمراض المدارية المُهمَلة، التي تؤثر في الغالب على المزارعين والرعاة والعمال في البلدان النامية، خصوصاً في إفريقيا وآسيا.
ويمثل تدمير مركز أبحاث المايستوما نكسة كبيرة في جهود العالم لمكافحة هذا المرض الذي يفتك بالفئات الأضعف، ويعكس الأثر الكارثي الذي ألحقته الحرب السودانية بالبحث العلمي والبنى الصحية في البلاد.