إفريقيا

من تونس: باش آغا يخوّف التونسيين ويهدّدهم

 وجّه وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية فتحي باش آغا، رسالة تخويف من العاصمة التونسية إلى تونس والتونسيين ، قائلا ” إذا سقطت طرابلس ستسقط العاصمة تونس أيضافي إشارة إلى إمكانية تحرير طرابلس من قبضة المليشيات المسلحة لصالح الجيش الوطني الليبي الذي يخوض حربه ضد الإرهاب والتطرف في ليبيا .

وقال باش آغا ،في ندوة صحفية اليوم الخميس، بتونس، عقب الزيارة التي أدّاها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إلى تونس ولقائه بنظيره قيس سعيد ، إن مصر وبلدانا أوروبية تعتبر حكومة طرابلس إرهابية وتدعم أطرافا أخرى ، مشددا على أن حكومته لن تتراجع وستُقاتل حتى أخر نفس كل طرف لا يؤمن بالديمقراطية والتعدد!، وفق تعبيره .

غريب أمر”ديمقراطية” احكومة طلرابلس التي تحتمي بالميليشيات المسلحة والعناصر الإرهابية التي شردت مئات الآلاف وأنتجت الطوابير أمام المصارف والإنقطاع المتواصل للتيار الكهربائي ،وأشاعت الخوف وأساليب الخطف والفدية ونهب المال العام!

وعجيبة هي “ديمقراطية الوفاق”التي تنقلب بقوة السلاح على نتائج الإنتخابات التشريعية وتضرب عرض الحائط بإرادة الناخبين،في عاصمة السراج وباش آغا التي تُكمم فيها الأفواه ولا توجد بها صحيفة واحدة! وبالعودة إلى تصريح باش آغا،ما تفوه به ليس بالغريب عن أساليب جماعة” الإسلام السياسي” الذين تعودوا على التهويل والمناورة والوعيد وتخدير العقول وإرهابها .

 فالتنظيم الإسلاموي وإيديولوجيته ليسا سوى وعي متحيز بالمطلق للذات وشعور تام بامتلاك الحق دون غيره، لذا يؤسس لروح استعلائية ضد كل ما عداهم.. والإستعلاء خارج الحكم قد يكون مسارا لا يثير معارضة البعض ،أما الإستعلاء الذي يتضخم وهم قابضيون على المجال العام فيخلق استبدادا قهريا عادة ما يتم تبريره بالآليات” الديمقراطية” أو بـ”الثورة” أو بـ”الأحقية “في الحكم أو بالتهديد والتخويف.

من المؤكد أن باش آغا لايعرف جوهر الشعب التونسي ومواقفه حين يجد الجد،فهي التي بادرت بحرب تحريرية في القارة الإفريقية، وهي التي تكسرت على شواطئها حملات الصليبيين، وهي التي بشرت بانتهاء داعش في الملحمة البطولية التي خاضتها المؤسسة العسكرية والأمنية ضد داعش في بن قردان….

باختصار شعب يتحرك حتى ضد حكوماته في الداخل حين يشعر بالضيم في إطار ما نسجه عبر عقود من تراكم نضالي لإنجاز حريته .. لذلك لا مجال لتخويف تونس والتونسيين وكذلك أحرار ليبيا وفي كامل المنطقة،ولا مجال لاستعطاف الرأي العام لكي يناصر الميليشيات أو مخطط آل عثمان في ليبيا..

فلا خوف على طرابلس حين تتخلص من إرهاب هذه الميليشيات والجماعات الإرهابية المسلحة، ولا خوف على تونس من تحرير طرابلس وإنهاء الوجود الإرهابي على حدودها.

وكذّبت،اليوم الخميس، رشيدة النيفر المكلفة بالإعلام في رئاسة الجمهورية التونسية،الوزير الليبي باش آغا، مصرحة لـ”الصباح نيوز” بأن تونس متمسكة بحيادها في الملف الليبي وستبقى على نفس المسافة مع مختلف الأطراف . وعبرت النيفر عن استغرابها من تصريحات الوزير الليبي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق