أخبار العالمأوروبا

النفاق شكّل على الدوام أساس عقيدة “الإخوان”

أنقرة-تركيا-11 مارس 2022


لطالما رفعت جماعة” الإخوان” شعارات مخادعة واستخدمت أكثر من لهجة تختلف في دائرتها المغلقة عن تلك التي تنتهجها مع منتسبيها، ولغة أخرى تظهر بها في الإعلام مناقضة تماما لحقيقة مواقفها وإيديولوجيتها، خدمة لأجندتها المسمومة.

فجأة اختفى شعار”إلى القدس رايحين.. شهداء بالملايين” الذي كان التنظيم يستحضره كلما أراد استمالة الشعوب ومحاولة كسب ودها، فيضرب على وتر قضية الأمة طمعا في التعاطف.

لكن الحقائق والوقائع على الأرض تأتي دائما بما لا تشتهيه سفن التنظيم، لتعكس حجم الكذب والمناورة التي كانت تخدع بها الشعوب.

بين صمت رسمي مطبق على غير العادة، واختفاءٍ للجانه الإلكترونية ومنصاته الإعلامية، أو تبريرات لحفظ ماء الوجه، جاءت ردود أفعال “الإخوان” عشاق أردوغان على زيارة رئيس كيان الإحتلال الصهيوني إسحاق هرتزوغ إلى تركيا وحفاوة استقبال رئيسها له.

عادة ما يشن تنظيم “الإخوان” ومنصاته الإلكترونية والإعلامية هجوما حادا على لقاءات سابقة لقادة ومسؤولين عرب بالإسرائيليين، بيد أنهم تجاهلوا بشكل كبير زيارة رئيس كيان الإحتلال لأنقرة، فلم يتم توجيه أي “اتهامات معلبة” في مثل هذا الموقف للمسؤولين الأتراك، مثل “التطبيع” أو “خيانة القضية الفلسطينية”، كما يتكرر دائما عندما تكون اللقاءات بين إسرائيليين ومسؤولين عرب.

شهادة جديدة تعصف بالتنظيم الإرهابي


الأمر لم يقف عند حد “التجاهل” بل عمدت أصوات إخوانية إلى “تبرير” زيارة الرئيس الإسرائيلي الرسمية لتركيا، فيما اعتبر بعضهم أنها “لحظة تاريخية واستراتيجية وفقا لمصالح عليا”.

وقال الإخواني المصري إبراهيم الديب الهارب إلى ماليزيا، عبر حسابه على تويتر: “عاطفيا نتحفظ على الزيارة لكن العاطفة ما أغاثت شعبا وما أقامت دولة، لكن سياسيا وعمليا لا بد أن نبحث عن المصالح وتحقيق أهداف اللحظة التاريخية، في سياقها الاستراتيجي”، مردفا: “أعان الله تركيا ووفق أردوغان”.

أما أحمد عبدالعزيز، القيادي الإخواني المقيم في تركيا الذي طالما هاجم بضراوة لقاءات مسؤولين إسرائيليين بقادة عرب، فدافع عن استقبال الرئيس التركي لنظيره الإسرائيلي،وقال عبر حسابه بموقع تويتر: “من جانبي، أحسن الظن بهذا الرجل (أردوغان) فلا تثريب عليه”.

في قراءاتهم لمواقف تنظيم الجماعة من زيارة مسؤولين صهاينة إلى تركيا، مقابل زيارات مماثلة لهؤلاء إلى دول عربية أخرى، يرى محللون سياسيون ومراقبون أنها دليل على ما يتسم به التنظيم من “ازدواجية في المعايير ونفاق سياسي”.

وقال عضو مجلس النواب مصطفى بكري عبر حسابه بموقع تويتر: “جماعة الإخوان عجزت عن إدانة زيارة الرئيس الإسرائيلي إلي تركيا، وراحت تبرر للزيارة ..
وأكد بكري أن “الإخوان” يمتلكون ما وصفه بـ”قدرة هائلة على الكذب والديماغوجية، وقادرون على الخداع والتزييف وازدواجية المعايير”.

بدوره، قال الدكتور هشام النجار، الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي: إن “التنظيم يلجأ إلى أساليب النفاق والمراوغات اللفظية المكشوفة”.

وأوضح النجار، أن “الإخوان وتيار الإسلام السياسي يتعاملون بحساسية شديدة بشأن هذا الملف، حيث بنى شعبيته على مزاعم التصدي للمشروع الصهيوني، والادعاء بأنها تأسست من أجل تحرير الأقصى والمقدسات التي يعجز حكام العرب عن تحريرها، لذا تتحسب الجماعة وتخشى كثيرا من اهتزاز هذه الصورة الذهنية”.

ورأى الخبير السياسي أن “الرواية الإخوانية اهتزت بالفعل وثبت كذبها من أحداث السنوات الماضية، بعد أن ثبت أن جميع ممارسات التنظيم في المنطقة العربية من إضعاف للدول والجيوش العربية وبث الفوضى في المنطقة صب في مصلحة كيان الإحتلال”.

ووصف “النجار” جماعة الإخوان بـ”الساذجة ولا تخدع حتى الأطفال، فالقضية واضحة والعلاقات باتت مفضوحة”.

من جانبه، يرى أحمد بان، الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، أن “البراغماتية والنفاق السياسي سمة أساسية لتنظيم “الإخوان”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق