المرأة العربية: نضال مستمرّ نحو مزيد ترسيخ الحرية والمساواة
تونس-تونس-8-3-2021
يحتفل العالم اليوم، باليوم العالمي للمرأة، هذه المناسبة التي ترسخ أهمية المرأة في بناء المجتمعات وسهره دون كلل و لاملل في تقديم المزيد من العطاء للإنسانية ..
و في تونس البلد الذي يُعتبر الأكثر تطورًا في العالم العربي في مجال حقوق المرأة، تحظى المرأة بمكانة هامة، رُسّخت منذ عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة حين شرّع القوانين بما يحفظ كرامتها و جعلها المرأة العربية الوحيدة التي تحظى بكافة حقوقها:كمنع تعدّد الزوجات وحقّ الطلاق والحق في التعليم و العمل.
وردت هذه الحقوق ضمن سلسلة من التشريعات القانونية الهادفة إلى تحقيق المساواة بين المرأة والرجل، و التي تعرف بـ “مجلة الأحوال الشخصية”، الصادرة في أوت 1956.
ولا يتمثّل الإرث البورقيبي فقط في الحقوق والقوانين بل ايضا في إقرار تعليم البنات الإجباري الذي جعل البلاد تزخر بالكفاءات النسائية و حداها برفع العلم التونسي في منابر عالمية، والصانعة للتميز مقارنة بالنساء العربيات لتبوئها مناصب سيادية هامة. فيحتفل التونسيون في 13 من شهر أوت من كل سنة بعيد المرأة، كاعتراف بقيمتها الحقيقية و كتكريم لها لمجهوداتها الجبّارة في بناء المجتمع.
تاريخ مشرّف للمرأة التونسية
أرض النساء بجدارة عبر التاريخ، منذ قدوم عليسة و إلى اليوم ، فلم يقتصر دور المرأة في عقلية المجتمع التونسي على دائرة الاهتمام الوطني، بل على مستوى العالمية، وهنا نتحدث عن امرأة كانت وجه تونس في تشريفات عالمية.. ولئن اختلفت التجارب و المواقع لكن تبقى المرأة التونسية صورة المرأة الناجحة اجتماعيا و سياسيا و اقتصاديا …
وإستطاعت المرأة التونسية أن تترك بصمتها في كافة المجالات ، فقد شاركت في مسارات الثورة كل من موقعها، التونسيات رفعن راية الحقوق عاليا دون الرجوع الى الوراء ومن ينسى يوم 14 من جانفي 2011 الذي سجّل حضور كل الفئات النسوية التي تؤمن بمبدأ النضال ومن الأسماء التي لايمكن نسيانها : سعيدة العكرمي و سهام بن سدرين و راضية النصراوي و مية الجريبي وتطول القائمة ..حضور نسوي بامتياز فضح الممارسات الديكتاتورية للنظام السابق.
المرأة الرائدة
تطول القائمة في تقديم نساء كنّ الرائدات في مجالات متعددة ، وعلى سبيل الذكر لا الحصر نذكر:
**أول إمرأة عربية تقود الطائرة تونسية سنة1982، علياء المنشاري.
**اول طبيبة عربية تونسية 1936، توحيدة بالشيخ
** أول تونسية وعربية تُنتخب ديمقراطياً وتفوز بمنصب رئيسة بلدية العاصمة عام 2018، سعاد عبد الرحيم.
وفي المنطقة العربية، تواجه النساء إشكالاً كبيراً في التعبير عمّا يتعرضن له من إضطهاد وظلم وطغيان.
الحضور البارز للمرأة العربية خلال الثورة لم يأت من فراغ، وإنما بني على تاريخ عريق للحركة النسائية العربية التي كانت من أوائل الحركات النشطة.
وفي السنوات الأخيرة ترجم النساء العرب غضبهم عبر إلى لغة عقلانية مشتركة، يمكن للجميع في الحيز العام فهمها والتعاطي معها، وهي ليست مهمة فردية موضوعة على عاتق النساء، بل مهمّة سياسية أساساً، من المفترض أن تكون في قلب أي سعي للديمقراطية في العالم العربي.
والتقصير بهذا يُبقي المسألة عالقة بجوهرانية الهوية الجندرية، ويجعل معايرة بعض النساء بـ”غضبهن”عملاً يدل على غضب ذكوري فعلي، من اختلال توازن البنى الأبوية، بعد بروز قضايا النساء في الحيز العام.
الضوء الذي تراه بعض النساء في العالم العربي في نهاية النفق ما هو إلّا هلوسات سببها الحبوب المهدئة التي يزودها بها المجتمع الذكوري بين الحين والآخر لتهدئتها والسيطرة على غضبها.
كانتِ المرأةُ ممسوخةَ الهُوية، فاقِدة الأهلية، منزوعة الحريَّة، لا قِيمةَ لها تُذكر، أو شأن يُعتبر ضحكوا عليها عندما قالوا إن الحياة كرّمتها، فهي لم تعرف الذل والقهر والقمع إلا عندما حكم الدين ورجاله، ولم تتحرر إلا عندما تم فصل الدين عن الدولة في البلدان الغربية.
لن تسطيعوا تحطيمي بعاداتكم وتقاليدكم بعد أن أدركت قيمة نفسي عندما خرجت من ظلمة المعتقدات السائدة إلى نور الحقيقة.
حطّمت أصنامكم بعقليّ، خرجت من ظلمتكم إلى النور، الحرية مذهبي وشريعتي، إيماني بالإنسانية يجعلني أعشق الحياة وكل شيء على هذه الأرض.