آسياأخبار العالم

الرئيس الصيني يدعو الغرب إلى التخلي عن عقلية الحرب الباردة ورفض الهيمنة وسياسة القوة

بكين-الصين-20-01-2022

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، إن العالم يمر اليوم بتغيرات كبرى لم يشهدها منذ مائة سنة، ولا تقتصر هذه التغيرات على حدث أو توقيت أو دولة أو منطقة معينة، بل هي تغيرات عميقة وعظيمة وواسعة النطاق في هذا العصر، مبيناً أن العالم دخلإلى مرحلة جديدة من الاضطرابات والتحولات غير المسبوقة في ظل تشابك تغيرات العصر وجائحة القرن.

وتساءل الرئيس الصيني: كيف نهزم الجائحة؟ وكيف نبني العالم في الفترة ما بعد الجائحة؟ .. وقال عن هذين السؤالين من القضايا الهامة التي تهم شعوب العالم برمتها، إضافة الى أنهما من المواضيع الملحة التي لا بد لنا من إيجاد أجوبة عليها.
وفي كلمة له في الجلسة الافتراضية للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2022، قال “إن البلاد إن لم تزدهر تنحط، وإن الحوكمة إن لم تتقدم تتراجع”.
واستطرد قائلا:عندما نستعرض التاريخ، نجد أن البشرية دائما تنمو من خلال الصمود أمام الاختبارات المتتالية وتتطور من خلال التغلب على الأزمات المتكررة، وعلينا أن نتقدم وفقا لمنطق تقدم التاريخ ونتطور في تيار تطور العصر.
وأضاف ستمضي البشرية قدما إلى الأمام مهما كانت شدة الرياح والأمطار.. علينا أن نتقن التفكير من خلال التحليل المقارن للدورات التاريخية طويلة المدى من ناحية، وأن تكون لدينا رؤية نافذة في التغيرات من خلال فحص المؤشرات الدقيقة من ناحية أخرى، ونهيئ فرصا في ظل الأزمات، ونفتح آفاقا جديدة في ظل التغيرات، بما يحشد قوة للتغلب على الصعوبات والتحديات.
وأكد أن الطريق الصحيح الوحيد لهزيمة الجائحة هو تعزيز الثقة والتحلي بروح الفريق الواحد، مشيرا إلى أن كل التصرفات من تبادل العرقلة وإلقاء اللوم غير المبرر على الآخرين ستؤدي الى ضياع فرصة الانتصار وتخرب الوضع العام، لذا يجب على دول العالم تعزيز التعاون العالمي في مكافحة الجائحة والعمل على التعاون في مجال بحث وتطوير الأدوية وبذل جهود مشتركة لبناء خط الدفاع متعدد المستويات لمكافحة الجائحة وتسريع وتيرة بناء مجتمع مشترك تتوفر فيه الصحة للبشرية، وعلينا أن نستخدم اللقاح كسلاح قوي ونضمن العدالة في توزيعه ونسرع في عملية التلقيح ونردم “فجوة المناعة” في العالم، بغية صيانة سلامة الشعوب وصحتها وضمان معيشتها بصورة جيدة.

وأكد الرئيس الصيتي أن بلاده صادقة في أقوالها وحازمة في أفعالها، وقدمت أكثر من ملياري جرعة من اللقاح إلى أكثر من 120 دولة ومنظمة دولية. وستقدم الصين دفعة إضافية من اللقاح بقدر مليار جرعة إلى الدول الإفريقية، بما فيها 600 مليون جرعة كمنحة، كما ستقدم الصين 150 مليون جرعة إلى دول آسيان كمنحة.
وأكد الرئيس الصيني أن الأهم هو نبذ عقلية الحرب الباردة وتحقيق التعايش السلمي والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، موضحا أن عالم اليوم لا يزال بعيدا عن السلام والاستقرار، وتتردد على مسامع الناس التصريحات المحرّضة على الكراهية والتحيز، وما ترتب على ذلك من التصرفات مثل الاحتواء والقمع وحتى المواجهة، وهي عوامل لا تؤدي إلا إلى الإضرار بالسلم والأمن العالميين. وقد أثبت التاريخ مرارا وتكرارا أن المواجهة ليست مفيدة، وبالعكس، تجلب عواقب كارثية.
وأضاف بينغ :إن السياسات الحمائية والأحادية لا تحمي من ينتهجها، بل ستلحق أضرارا به وبالآخرين في نهاية المطاف. أما الذين يمارسون الهيمنة والتنمر، فهم يعاكسون تيار التاريخ.. من الطبيعي أن تكون هناك تناقضات وخلافات بين الدول، غير أن اللعبة الصفرية التي يكون فيها الغالب والمغلوب لا تنفع في إيجاد حل، موضحا إن الإصرار على بناء “الفناء الصغير مع الجدار العالي” و”نظامين متوازيين”، والإدمان على تكوين “الدائرة الصغيرة” و”المجموعة الصغيرة” الحصرية لتقسيم العالم، وتعميم مفهوم الأمن القومي وقمع التطور العلمي والتكنولوجي للدول الأخرى، والتحريض على المجابهة الأيديولوجية وتسييس القضايا الاقتصادية والتكنولوجية واستغلالها كأسلحة، سيضعف بشكل خطير جهود المجتمع الدولي لمواجهة التحديات المشتركة.
وشدد على أن التنمية السلمية والتعاون والكسب المشترك تمثل طريقا مستقيما في العالم. وينبغي أن تتطور الدول والحضارات بشكل مشترك على أساس الإحترام المتبادل، وتحقيق التعاون والكسب المشترك من خلال السعي إلى قواسم مشتركة مع ترك الخلافات جانبا.
وقال شي جين بينغ:ينبغي علينا العمل على صيانة الاستقرار للنظام الدولي وتكريس القيم المشتركة للبشرية والدفع نحو إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. ومن المطلوب الالتزام بالحوار والشمولية بدلا من المجابهة والإقصاء، ورفض الأحادية والحمائية والهيمنة وسياسة القوة بأي شكل من الأشكال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق