إفريقيا

الجيش الليبي: تصميم على التحرير ورؤية واضحة لما بعد التطهير

زهور المشرقي-تونس

“نحن نعوّل على سواعد جنودنا وضباطنا الميامين وعلى دعم الشعب الليبي الذي لم يخذلنا منذ بداية حربنا على الإرهاب واستعادة الوطن”..هذه أول جملة أطلقها القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، دقائق قبل انطلاق معركة استرجاع طرابلس التي تسيطر عليها المليشيات الإرهابية المسلحة الرابع من أفريل الماضي.

وتتواصل العملية العسكرية للجيش الوطني الليبي مستهدفة أوضاعا مستعصية عجزت كل السبل عن معالجتها، من وجود القيادات الإرهابية ونشاطها في تجنيد خلايا داخل طرابلس إلى وجود وانتشار المليشيات وسيطرتها على مقدرات الشعب الليبي وأمواله في المصرف المركزي ، وممارستها للحرابة والخطف والإبتزاز، إلى تنامي نشاط عصابات الجريمة المنظمة والمتاجرة بالبشر وتهريب النفط والمحروقات، في حين عطلت جماعة الإسلام السياسي الحياة السياسية وأفسدت مناخها، بل وصل الأمر إلى تنفيذ أجندات خارجية تتعارض مع مصالح الشعب الليبي تماما.

وفي لقائه، أمس الأربعاء مع وفد من حكماء وأعيان ومشائخ قبائل الرجبان والعُربان، وصف حفتر وضع العمليات العسكرية في طرابلس بالممتاز، داعيا الشعب الليبي إلى عدم الإلتفات إلى ما يشاع من أن الجيش قد تراجع أو حتى فكّر بالتوقف في هذه المرحلة.

وقالت مصادر عسكرية ليبية إن مشائخ الرجبان والعربان، قد جددوا دعمهم للقيادة العامة وعلى أهمية دور الجيش الوطني في تطهير كامل ليبيا من التطرف والإرهاب وكافة التشكيلات التي تشكل خطرا على أمن الوطن والمواطن. يذكر أن حفتر كان قد استقبل الخميس الفارط ، وفداً من حكماء وأعيان ومشائخ قبيلة أولاد سليمان، حيث أكدوا دعمهم للجيش لتطهير أرض البلاد من كل أشكال التطرف والإرهاب وحاملي الفكر الظلامي، ومجابهة العصابات الإجرامية وعصابات سرقة المال العام، وصد كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن ليبيا.

وكان المتحدث الرسمي باسم الجيش اليبي أحمد المسماري قد تحدث عن رسم خطة محكمة وخارطة طريق واضحة لتنفيذها بعد اقتحام طرابلس ودحر الإرهابيين ، وذلك خلال مؤتمر صحفي في العاصمة الإماراتية، الأحد الماضي، مبينا أنه بعد انتهاء المهمة العسكرية سيتفرع هؤلاء الرجال لتأمين الحدود والمياه والسماء ، وسيكون المناخ للعمل والحديث السياسي بكافة تفاصيله أمرا أكثر جدوى من السابق وأمامه فرص نجاح أكبر لتوافر الظروف التي ستسمح بإنجاحه بخلاف ظروف السنوات الثماني الماضية وذلك لزوال عوامل فشل هذا المسار وما خلفه من كوارث اقتصادية واجتماعية وقانونية وأمنية ، وفق كلامه.
وشدد المسماري، على أن الوضع المقبل سيكون ملائما لبدء مرحلة انتقالية واضحة ومنضبطة هذه المرة من حيث المدة والصلاحيات، لتمهيد الأرضية أمام الوضع الدائم.
وكان المشير حفتر قد تحدث في مقابلات إعلامية سابقة ، عن خطته لحلّ كافة المليشيات ونزع سلاحها مع منح الضمانات لكل من يتعاون في هذا المجال، وحل كافة الأجسام المنبثقة عن اتفاق الصخيرات الذي انتهت مدته وفشل في إيجاد أي مخرج للأزمة بل خلق أزمات، إضافة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون مهمتها التجهيز لهذه المرحلة الجديدة التي سيكون من أبزر مهامها التجهيز للإنتخابات وعودة المسار الديمقراطي بالعمل على مشروع قانون انتخابات جديد خال من العيوب السابقة.
ووفق المشير ، ينتظر أيضا أن يكون للحكومة المقبلة أمر مهم آخر وهو تشكيل لجنة صياغة دستور جديد ووضع مشروع قانون للإستفتاء عليه، وكذلك إعادة التوازن لقطاع النفط وعوائده، وحل مشاكل الناس العالقة وتسهيل شؤون حياتهم المعيشية وبالأخص إنهاء أزمة السيولة، وكذلك الشروع في توحيد مؤسسات الدولة وإداراتها بعد سنوات الإنقسام والعبث الذي تسببت فيه الأجسام السابقة خلال صراعها غير القانوني على السلطة وانقلابها على تعهداتها وارتهانها للمليشيات منذ ما قبل وبعد عملية فجر ليبيا الإرهابية التي أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين وأدرك العالم أجمع أنها كانت السبب في انقسام مؤسسات الدولة ووصولها إلى ما وصلت إليه من كوارث.
وكان الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قد أعلن في الرابع من أبريل الماضي إطلاق عملية للقضاء على الجماعات المسلحة والمتطرفة التي وصفها بـ “الإرهابية” في العاصمة طرابلس.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق