أخبار العالمأمريكا

أمريكا تعتبر القوة الصينية تحديا غير مسبوق للنظام العالمي الليبرالي

واشنطن-الولايات المتحدة-30-12-2021


تشهد العلاقات بين الصين والولايات المتحدة توترا متصاعدا منذ عدة سنوات، ويبدو أنها تتجه نحو المزيد من التدهور، حتى أن عديد الخبراء أصبحوا يصفونها بأنها “حرب باردة” جديدة مجالها صراع يشمل كل أوجه القوة بين نظامين سياسيين غير متوافقين.

وأصبح واضحا أن الصين بانطلاقتها التكنولوجية وسياستها الرصينة وتعاونها مع الشعوب على قاعدة”رابح-رابح” والنأي بنفسها عن التدخل في شؤون الدول الأخرى، أصبحت هي المنافسة الوحيدة التي لديها القدرة على حشد قدراتها الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتقنية لتحدي النظام الأمريكي، كما نصّت وثيقة “إستراتيجية السياسات الخارجية المؤقتة” لإدارة بايدن.

من ناحيتها، ظلت الصين تعبّر عن رغبتها في تأسيس علاقات بنّاءة، ولكنها تصرّ في الوقت ذاته على حماية مصالحها الوطنية، بحيث لا تدع أي فرصة تمرّ دون أن تؤكد على مثالب النظام الأمريكي، وقد استفادت من الطريقة الكارثية التي تعاملت بها إدارة دونالد ترامب مع وباء كوفيد-19 وأعمال الشغب التي تكلّلت باقتحام مؤيدين لترامب لمقر الكونغرس الأمريكي لتثبت بأن نموذجها الاجتماعي والاقتصادي هو المتفوق.

كان الإتحاد السوفياتي وحلفاؤه معزولين إلى حدّ كبير عن الاقتصاد العالمي، وكانوا خاضعين لقيود مشدّدة على صادراتهم ووارداتهم، ولكن الوضع الآن يختلف بشكل كبير، فالصين أصبحت الدعامة الرئيسية للاقتصاد العالمي، علاوة على أن اقتصادها مندمج إلى حدّ كبير مع الاقتصاد الأمريكي.

وبينما كان للحرب الباردة مع الإتحاد السوفياتي من خلال سباق التسلح وسباق الفضاء بالدرجة الأولى،فإن التنافس الحالي بين الصين والولايات المتحدة يتركز حول التقنيات الحيوية التي تسيّر المجتمعات العالمية حاليا وفي المستقبل، كالذكاء الاصطناعي وتقنية “5 ج”. كما يختلف السياق الدولي عن ذلك الذي كان سائداً آنذاك، فإبان الحرب الباردة، كان العالم منقسما إلى معسكرين ثابتين، إضافة إلى كتلة عدم الإنحياز التي كان الغرب يعتبرها موالية للسوفيات، أما الآن، بات العالم متعدّد الأقطاب تتعرض فيه مؤسسات النظام الليبرالي إلى تحديات غير مسبوقة، وهو ما يمنح الصين نفوذا كافيا لتمرير نظرتها الخاصة بالعلاقات الدولية.

والواقع أن الصين أصبحت نداً للولايات المتحدة في العديد من المجالات، ونجحت في أن ترتقي إلى أن تكون منافسا عسكريا حقيقياً للأمريكيين في المجالات التي تهمّ أمنها الذاتي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق