أخبار العالمإفريقيا

استقلال جنوب السودان يتحول ببطء إلى يأس وقنوط.. ملايين الأطفال في أوضاع مأساوية


جنيف-سويسرا-08يوليو 2021


حذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أمس، من أن ثمة 4.5 مليون طفل في جنوب السودان – اثنان من كل ثلاثة – بحاجة ماسة إلى الدعم الإنساني.

جاء ذلك في تقرير حول تأثير الأزمة الإنسانية على الأطفال في جنوب السودان، تزامنا مع احتفال دولة الجنوب بالذكرى العاشرة لاستقلالها في 9 يوليو.

وحذرت اليونيسف من تلاشي الآمال في أن يجلب الاستقلال فجرا جديدا لأطفال البلاد، لاسيّما وأن اتفاقية السلام، التي تم تنفيذها جزئيا، فشلت حتى الآن في معالجة التحديات التي تواجه الأطفال والشباب في البلاد.

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف، هنرييتا فور: “إن الأمل والتفاؤل الذي شعر به الأطفال والأسر في جنوب السودان عند ولادة بلدهم في عام 2011 قد تحوّل ببطء إلى يأس وقنوط. لقد عانت طفولة العديد من الأطفال في سن العاشرة في جنوب السودان اليوم من العنف والأزمات وانتهاكات الحقوق.”

ويبلغ عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في الوقت الحالي، بجنوب السودان 8.3 مليون شخص، 4.5 مليون منهم أطفال، وهو رقم أعلى بكثير من المستويات التي شوهدت خلال الحرب الأهلية 2013-2018 وتراوحت بين 6.1 مليون و7.5 مليون شخص.

وفي مؤتمر صحفي في جنيف، قال مادس أوين، رئيس العمليات الميدانية لليونيسف في جنوب السودان: “نحن في الواقع نمر بأسوإ أزمة إنسانية منذ الاستقلال قبل 10 سنوات.”

يُعدّ معدل وفيات الأطفال في جنوب السودان من بين أعلى المعدلات في العالم، حيث لا يُتوقع أن يبلغ واحد من كل 10 أطفال عامه الخامس.

وتشكل المستويات العالية من انعدام الأمن الغذائي مصدر قلق خاص. حيث من المتوقع أن يعاني حوالي 1.4 مليون طفل من سوء التغذية الحاد هذا العام، وهو أعلى رقم منذ عام 2013.

ومن المتوقع أن يعاني أكثر من 300 ألف طفل – أعلى رقم في البلد على الإطلاق – من أسوإ أشكال سوء التغذية وهم معرّضون لخطر الموت إذا لم يتم توفير العلاج.

وبحسب اليونيسف، لا توجد شبكة أمان للتغذية والصحة والمياه والصرف الصحي ولا حماية للطفل.

وقال المسؤول الأممي: “تشمل العوامل المسببة استمرار العنف وانعدام الأمن – العنف السياسي والنزاع المسلح – بالإضافة إلى العنف الطائفي مع انهيار القانون والنظام على المستويات المحلية، ودوامة القتل الانتقامي والاغتصاب وما إلى ذلك، بالإضافة إلى تأثير تغير المناخ والفيضانات.”

وتابع مادس يقول: “نناشد المانحين وضع جنوب السودان حقا في فئة منفصلة بحيث لا نقلّص (المساعدات)، لأن أي تخفيضات مرة أخرى ستؤدي إلى تأثير فوري، لأنها ليست مسألة ضعف شبكة الأمان الحكومية، إذ لا توجد شبكة أمان.”

وتحذر اليونيسف من أن الأزمة ستزداد سوءا مع دخول موسم العجاف وزيادة مخاطر الفيضانات، وستُفقد الأرواح إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة.

وأدت محدودية الوصول إلى التعليم ومعدلات التسرب المرتفعة إلى وضع 2.8 مليون طفل خارج المدرسة – وهي أعلى نسبة من الأطفال خارج المدرسة في العالم – أكثر من 70 في المائة من الأطفال في سن المدرسة. وأدى إغلاق المدارس لمدة 14 شهرا بسبب جائحة كـوفيد-19 إلى دفع مليوني طفل إضافي إلى خارج المدرسة.
يذكر أن دولة جنوب السودان أعلنت الاستقلال عن السودان عام 2011، بعد حربين أهليتين. وبعد عامين فقط من الاستقلال غرقت البلاد في حرب أهلية أخرى، وتشير التقديرات إلى أنها قتلت ما يقرب من 400 ألف شخص.

ويوجد حاليا 3.2 مليون لاجئ خارج البلاد، و1.6 مليون نازح داخليا.

ويحتل جنوب السودان اليوم المرتبة 187 من 189 على مؤشر التنمية البشرية، والمرتبة 179 من 180 على مؤشر رئيسي آخر يقيس الفساد في القطاع العام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق