أخبار العالمأمريكا

ترامب والحرب مع الوكالات الإستخباراتية بالدولة العميقة

نشر موقع(أوراسيا ريفيو) مقالا للكاتب ريان ماكماكن، يعرض فيه الحرب الدائرة بين الرئيس دونالد ترامب والدولة العميقة من أجهزة الإستخبارات، وكيف تقوم هذه الأجهزة بالتحكم في السياسات الأمريكية وخاصة السياسات الخارجية
. لقد أدرك العديد من الأمريكيين أن أجهزة الشرطة السرية القوية غير المنتخبة تعمل على تنفيذ أجندة خاصة بها، وفي ظل الخلافات السياسية يختارون جانبا.
في مقال بعنوان “حرب ترامب على الدولة العميقة انقلبت ضده”، أوضحت صحيفة نيويورك تايمز أن هناك بالفعل عداءً بين ترامب والوكالات مثل (أف.بي.آي) و(سي.آي.إي) وتزعم الصحيفة أن ترامب دخل فى حرب مع موظفين في وكالات الإستخبارات ووزارة الخارجية.
وتشير الصحيفة إلى أن ترامب أدان “موظفي الدولة العميقة” وتقول إن عداء ترامب تجاههم كان موجودا وقويا منذ البداية.
وقد ألقى باللائمة، في تسريب ما يسمى بملف ستيل وما يحمله من مزاعم ضده، على وكالات الإستخبارات ولم يثق أبدًا في استنتاجهم بأن روسيا تدخلت في انتخابات 2016 بطلب منه.
فى النهاية لم يكن هناك دليل، وبعد تحقيق دام ما يقرب من ثلاث سنوات، لم يتمكن روبرت مولر من إثبات التواطؤ بين ترامب والروس.
هذا النقص في الأدلة لم يمنع جون برينان ــ وهو المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ــ من الإدعاء طوال أشهر بأنه كان لديه معلومات سرية خاصة بهذه المسألة، وأن ترامب ــ أو على الأقل الكثير من حوله ــ كان سيتواطأ مع الروس. والرغم من أن برينان هو مدير “سابق” لوكالة المخابرات المركزية، إلا أن من الواضح أنه لا يزال غارقًا في عالم الإستخبارات.
وأصر برينان على الإحتفاظ بتصريحه الأمني، إلى الأبد على الأرجح، بالرغم من أنه ليس مسؤولا أمام أي شخص.. هذه هي عقلية بيروقراطيي الدولة العميقة.. إنهم يعيشون فى عالم يتمتعون فيه بامتيازات خاصة لمجرد كونهم موظفين حكوميين.
وانضم إلى برينان في هجماته ضد الرئيس، أعضاء سابقون رفيعو المستوى في الدولة العميقة، بمن فيهم رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي والمدير السابق لجهاز المخابرات الوطني جيمس كلابر. أولئك الذين يعملون حاليا في الدولة العميقة انضموا إلى حملة مناهضة ترامب.
ومن المحتمل أن يقوم عملاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بدعم جزء كبير من الحملة الحالية ضد ترامب.. فعلى سبيل المثال يقول السيناتور راند بول إن إيريك سياراميلا، المحلل بوكالة الإستخبارات المركزية، يقوم بتوفير الكثير من المعلومات من أجل عزل ترامب.
لا شيء يعني أن إدارة ترامب غير فاسدة. وعلى غرار كل الرؤساء، من المحتمل أن يكون لدى إدارة ترامب شيء مميز.. وما يمثل استثناءً في إدارة ترامب أنه يفتقد المهارة في إخفاء الفساد اليومي الذي يحدث فى البيت الأبيض، لكن الأمر الذي يمثل إشكالية له هو أن الكثير من منتقديه هم من وكالات الإستخبارات أو الجيش.
لسوء حظه، يوجد تحيز راسخ في الولايات المتحدة لصالح الموظفين من وكالات الأمن القومي. حتى اللغة المستخدمة من قبل وسائل الإعلام تظهر هذا التحيز..
عندما طرد ترامب مدير المخابرات الوطنية دان كوتس، قامت مجلة (ذي أتلنتيك) بإظهار كوتس على أنه شخص مثالي يظهر الحقائق وتم طرده لأنه فقط يقول الحقائق حتى لو تعارضت مع أجندة ترامب.
وحصل كوتس “على المديح من مسؤولي استخبارات سابقين”. ولكن في الواقع، كوتس كسياسي دعم الحرب على العراق سنة 2003 وحاول إخفاء استخدام الحكومة للتعذيب، تصبح فكرة تكريس حياته “للحقيقة” أمرا خياليا. يعترف بعض الموظفين في الدولة العميقة باستعدادهم لتغيير تسلسل السلطات الرسمي لتحقيق مصالحهم الخاصة.
فعلى سبيل المثال، أخبر أليكساندر فيندمان، ضابط بالجيش وبيروقراطي في مجلس الأمن القومى، لجنة المساءلة بأنه فكر في تغيير شكل علاقات إدارة ترامب مع الحكومة الأوكرانية حتى تلائم نظرته تجاه السياسة الأمريكية. في عقلية هذا البيروقراطي، يتم وضع السياسة الخارجية الأمريكية من قبل الموظفين وليس من قبل مسؤولين منتخبين.
وكما أشار غرينفالد في مقابلة عام 2017، ليس من قبيل المصادفة أن الأعضاء السابقين والحاليين في الدولة العميقة فضلوا كلينتون على ترامب، حيث يفضل بيروقراطيو الدولة العميقة أن يأتي شخص إلى الحكم من داخلهم ــ مثل كلينتون ــ حتى لا يغير الوضع الراهن للأمن القومي بأي حال من الأحوال. وبالرغم من أن ترامب ليس صديقًا حقيقيًا للسلام أو لحقوق الإنسان، إلا أنه يرتكب أخطاءه في العلن.
على هذا النحو، فإن رئاسته تتسم بالشفافية نسبيًا، بخلاف الجرائم الخفية التي ترتكبها الدولة العميقة. الفرق بين الرئيس والدولة العميقة يمكن إظهاره في محاولة عزل الرئيس الحالية..
من ناحية يمكن أن نرى الرئيس يواجه لوائح الإتهام والهجمات العلنية واحتمال العزل،.
ولكن من ناحية أخرى، فإن بيروقراطيي الدولة العميقة الذين يقومون بالعديد من الأفعال الفاسدة والتجسس غير القانوني لا يزالون آمنين ومخفيين عن الرأي العام. غالبًا ما يستمر أولئك الذين يكذبون ويخدعون ويسيئون استغلال السلطة بشكل مستمر لعقود، ومع مرور السنين، أصبحوا مترسخين في البيروقراطية الفيدرالية، غير المرئية للجمهور، وكما نرى الآن فهي غير مسؤولة أمام أي شخص.
ومن السهل رؤية الجانب الأخطر في المعركة بين الدولة العميقة والرئيس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق