أخبار العالمالشرق الأوسط

إسرائيل تعيد تشكيل الواقع في الضفة الغربية بمنع إعادة إعمار جنين وتوسيع عملياتها العسكرية

تواصل إسرائيل سياستها التصعيدية في الضفة الغربية، حيث نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أمنية إسرائيلية تأكيدها أن الجيش الإسرائيلي يسعى لإعادة تشكيل المشهد في جنين عبر هدم المنازل والبنية التحتية، ومنع إعادة إعمارها، بهدف ضمان حرية تحرك قواته داخل المخيمات.

هدم واسع وتقييد لإعادة الإعمار

وفق الصحيفة، هدم الجيش الإسرائيلي نحو 200 منزل في مخيم جنين وشق طرقًا بطول 5 كيلومترات مخصصة لتحرك آلياته العسكرية. كما يعتزم منع الفلسطينيين من إعادة بناء المنازل والطرقات، بهدف تعزيز السيطرة العسكرية على المخيم وتقييد تحركات السكان.

وأشارت المصادر إلى أن قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي أعدت خططًا مماثلة لـ18 مخيمًا فلسطينيًا آخر في الضفة الغربية، وهي جاهزة للتنفيذ متى دعت الحاجة.

طمس فكرة اللجوء وتشديد القبضة الأمنية

إلى جانب الهدم والتضييق، أكدت الصحيفة أن العمليات العسكرية تهدف أيضًا إلى طمس فكرة اللجوء في المخيمات، من خلال فرض واقع جديد يمنع الفلسطينيين من ترسيخ هويتهم كمجتمع لاجئ داخل أراضيهم.

وفي سياق أوسع، أنشأ الجيش الإسرائيلي طوقًا أمنيًا عازلًا حول غور الأردن لتعزيز السيطرة على المنطقة في حالات السلم والطوارئ. كما قامت القوات الإسرائيلية بمسح طرق داخل الخط الأخضر ونصبت بوابات أمنية جديدة لتعقب المطلوبين لديها، في خطوة تندرج ضمن استراتيجية أوسع لتشديد القبضة الأمنية في الضفة الغربية.

نزوح قسري وعمليات متواصلة

على الأرض، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في شمال الضفة الغربية، ما أدى إلى نزوح أكثر من 21 ألف فلسطيني من مدينة جنين ومخيمها، وفق مصادر للجزيرة. كما نزحت 4 آلاف عائلة فلسطينية من مخيمي طولكرم ونور شمس بسبب العمليات الإسرائيلية التي دخلت يومها الـ59 على التوالي في المنطقة.

وفي ظل هذه التطورات، أعلنت بلدية جنين أن الجيش الإسرائيلي سيشرع في هدم 93 مبنى في المخيم، ما سيؤدي إلى فقدان 300 وحدة سكنية، وذلك بعد رفض المحكمة الإسرائيلية التماسًا قدمته البلدية لوقف عمليات الهدم.

عمليات “السور الحديدي” وتوسيع نطاق القصف

منذ 21 يناير الماضي، وسّعت إسرائيل عملياتها العسكرية في الضفة الغربية ضمن ما تسميه عملية “السور الحديدي”، التي تستهدف مدنًا ومخيمات شمال الضفة، خصوصًا جنين، طولكرم، وطوباس. وأسفرت هذه الحملة عن عشرات الشهداء، ودمار واسع في البنية التحتية، إلى جانب عمليات نزوح قسري غير مسبوقة.

انعكاسات إنسانية واستراتيجية على المشهد الفلسطيني

في ظل استمرار هذه السياسات، يتفاقم الوضع الإنساني في شمال الضفة، وسط تحذيرات من أن تحويل المخيمات الفلسطينية إلى مناطق مفتوحة للعمليات العسكرية قد يؤدي إلى تصعيد أوسع. كما يعزز هذا النهج المخاوف من أن تكون هذه الإجراءات جزءًا من خطة أوسع لتغيير التوزيع الديمغرافي في الضفة الغربية، بما يفرض واقعًا أمنيًا وسياسيًا جديدًا على الفلسطينيين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق