إدانة عربية ودولية واسعة للعدوان التركي على الأراضي السورية
أدان البرلمان العربي بشدة، “العدوان التركي” السافر على الأراضي السورية ، معتبرا أن هذا العدوان “يعد تعديا سافرا على سيادة واستقلال دولة عربية، وانتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي والأعراف الدولية، وخرقا لقرارات مجلس الأمن الدولي وعلاقات حسن الجوار”.
وقال البرلمان في بيان له اليوم الخميس 10 أكتوبر2019، إن “العدوان التركي المدان والمرفوض يعد تهديدا خطيرا للأمن القومي العربي ويعرض أمن واستقرار المنطقة والأمن والسلم الدوليين للمخاطر”. ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية واتخاذ خطوات عاجلة لإلزام تركيا بالوقف الفوري لهذا العدوان وسحب قواتها من جميع الأراضي السورية.
وحمّل البرلمان العربي تركيا “المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان وعواقبه الوخيمة المتمثلة في زيادة المعاناة الإنسانية للمدنيين السوريين وتهجيرهم وتدهور الأوضاع في هذه المناطق وخلق موجة جديدة من اللاجئين وزيادة نشاط الجماعات الإرهابية، وتعطيل مسار العملية السياسية في سوريا”، داعيا قوات المعارضة السورية إلى عدم المشاركة في هذا “العدوان الآثم” الذي يستهدف سيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها.
من جانبها ندّدت دولة الإمارات العربية المتحدة بالعدوان العسكري التركي، لافتة إلى أن هذا التطور الخطير هو اعتداء صارخ غير مقبول على سيادة دولة عربية بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي، ويمثل تدخلاً صارخا في الشأن العربي.
وشددت على موقفها الثابت والرافض لكل ما يمس سيادة الأمن القومي العربي ويهدد الأمن والسلم الدوليين ، محذرة من تبعات هذه العدوان على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ومسار العملية السياسية فيها.
من ناحيته، قال زعيم حزب الرابطة الإيطالي، ماتيو سالفيني: “يفزعني صمت الحكومة(الإيطالية) على الهجوم العسكري التركي على سوريا”.
وأضاف سالفيني في تصريحات اليوم الخميس، أن هذا الهجوم “الذي أمر به الرئيس التركي يمكن أن يتحول إلى جريمة”، مبينا أن “الإنتقال من حرب محلية إلى حرب عالمية، يتم بمجرد خطوة صغيرة”. وفي نفس السياق ،حمّل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنقرة مسؤولية تداعيات حملتها العسكرية في شمال سوريا، واصفا العملية العسكرية التركية بأنها “فكرة سيئة”.
وكان ترامب قد أمر بسحب القوات الأمريكية من الحدود بين سوريا وتركيا بشكل فُسّر على أنه ضوء أخضر للقوات التركية لمهاجمة المسلحين الأكراد المتحالفين مع واشنطن.
وأكد ترامب أن الولايات المتحدة “لا توافق على هذا الهجوم”، وأضاف أن تركيا ملتزمة “بضمان عدم حدوث أزمة إنسانية – وسنحملهم مسؤولية هذا الإلتزام”.
أما المرصد السوري لحقوق الإنسان، فذكر أن “القوات الخاصة التركية دخلت قرية بئر عاشق الواقعة شرق مدينة تل أبيض عند الشريط الحدودي مع تركيا، حيث تتمركز داخل منازل في القرية”، وقد “جرت عملية السيطرة عليها بمساعدة خلايا نائمة فيها”، كما “تدور حاليا اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات التركية على محور قرية اليابسة غرب تل أبيض.
وذكر المرصد أن “الإشتباكات ترافقها ضربات جوية من قبل طائرات تركية، بالإضافة إلى قصف صاروخي مكثف”. كما وردت معلومات عن مقتل 9 عناصر من الفصائل السورية الموالية لأنقرة خلال قصف واشتباكات مع قسد.
من جانبها أدانت المنظمة الأفريقية لثقافة حقوق الإنسان، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا، والرابطة الخليجية للحقوق والحريات، اجتياح الجيش التركي لحدود سوريا واستباحة سيادتها واحتلال أرضها، لتحقيق الأطماع التركية التاريخية.
وأشار بيان صادر عن هذه المنظمات إلى أن هذا الإجتياح “يمثل اعتداء تركيا صارخا غير مقبول على سيادة دولة عربية، استغلالا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي”.
وستطلق الجمعيات الحقوقية الثلاث مساء اليوم الخميس، حملة “هاشتاغ” بعنوان “لا للإحتلال التركي”، وقد ناشدت في بيانها المشترك الجميع التجاوب ونشر ودعم الحملة.
وفي ألمانيا،أدان وزير الخارجية، هايكو ماس، بشدة، قرار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بدء العملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا ودعا أنقرة إلى وقفها.
وقال ماس عبر حساب الخارجية الألمانية بـتويتر: “ندين بشدة الهجوم التركي في شمال شرقي سوريا.. تركيا تخاطر بزعزعة استقرار المنطقة وتعزز مواقع داعش. ندعو تركيا إلى وقف الهجوم وضمان مصالحها في مجال الأمن بالطرق السلمية”.
وأعلن مجلس الأمن الدولي أنه قرر عقد جلسة طارئة اليوم الخميس لبحث الهجوم التركي في سوريا. وسيبحث الإجتماع الطارئ الملف السوري بناء على طلب أعضاء أوروبيين بعد بدء أنقرة عملية عسكرية في شمال شرقي سوريا.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت إميلي دو مونشالان، وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية، بعد دقائق من بدء العملية العسكرية التركية أن فرنسا تدين بشدة، الهجوم التركي.
وأدانت كل من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا الهجوم التركي، وقالت لندن وباريس إنهما ستدعوان إلى عقد جلسة في مجلس الأمن لبحث العملية العسكرية التركية. وكان الجيش التركي،قد بدأ أمس الأربعاء، عملية عسكرية شرق الفرات في العمق السوري تحت اسم “نبع السلام”.
وأكد الرئيس التركي أنها تستهدف تنظيمي حزب العمال الكردي و”داعش” في شمال سوريا، والقضاء على الممر الإرهابي المراد إنشاؤه قرب الحدود التركية الجنوبية،حسب كلامه.
وبدأت الغارات الجوية التركية فور إعلان الرئيس أردوغان عن بدء العملية العسكرية، التي كان يترقبها السوريون منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من سورية الإثنين الماضي.
وشن سلاح الجو التركي أولى غاراته على مواقع قوات سورية الديمقراطية الكردية قرب رأس العين شمال مدينة الحسكة ما أدى الى وقوع قتلى في صفوف المدنيين.