أوروبا: تصاعد المواقف الرافضة لاتفاقية السراج وأردوغان
بروكسل – بلجيكا – 10-12-2019
ناقش وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي الإثنين، كيفية الرد على مذكرة التفاهم الموقعة بين تركيا وليبيا والتي قدت لتركيا الوصول إلى مناطق اقتصادية متنازع عليها في البحر الأبيض المتوسط. ووصف وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالينبرغ، توقيع المذكرة بالمذهل والعجيب، مستغربا من تقسيم حكومة الوفاق وأنقرة للبحر الأبيض المتوسط بينهما دون اعتبار الدول المجاورة. فيما أشار وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك إلى أن هولندا دائما ما تكون مؤيداة قويا لحكم القانون الدولي، مشيرا إلى بلاده تقف إلى جانب اليونان مشددا على احترام القانون الدولي. من جانبه، أكد الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية بالإتحاد الأوروبي ، جوزف بوريل، أن الأوروبيين لم يتلقوا “أي إشارة على إمكانية سقوط مدينة طرابلس” التي تشهد ضواحيها الجنوبية اشتباكات عنيفة منذ أبريل الماضي، معربا في الوقت ذاته عن قلق الإتحاد من مذكرة التفاهم بشأن الصلاحيات البحرية التي وقعتها حكومة السراج مع تركيا يوم 27 نوفمبر الماضي. ودعا بوريل في حديثه للصحفيين عقب الإجتماع “كافة الأطراف المنخرطة في الصراع في ليبيا إلى وقف العنف وتجنب مزيد من التصعيد في مدينة يقطنها حوالي 2 مليون مدني”. وقال إن “اندلاع حرب شوارع في المدينة سيكون له آثار سيئة على المدنيين” مفضلا “التركيز على الأمل الأوروبي بإمكانية أن تؤدي عملية برلين إلى حلحلة النزاع في ليبيا”. وأعاد بوريل التأكيد على دعم الإتحاد الأوروبي “غير المحدود لليونان وقبرص”. بدوره،دعا وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس،الإتحاد الأوروبي إلى “إدانة صريحة لمذكرة التفاهم البحرية بين تركيا وحكومة الوفاق ، وإنشاء إطار للعقوبات إذا لم تمتثل تركيا وحكومة طرابلس”. وقال الوزير إن القضايا التي أثيرت في اجتماع الإتحاد الأوروبي ببروكسيل هي التوقيع على المذكرتين الباطلتين بين تركيا وحكومة طرابلس ، وانتهاك اتفاقية الصخيرات والإنتهاك المباشر للقانون الدولي وقانون البحار. وأضاف:” لقد أوضحت بأوضح طريقة أن اليونان ستفعل كل ما يتطلبه الدفاع عن سيادتها وحقوقها “. وأعرب الوزير اليوناني عن”الارتياح الكبير للدعم الواسع من فرنسا وإيطاليا وقبرص وهولندا”. واختتم وزير الخارجية قائلاً: “سيتم اتخاذ القرارات النهائية في ما يخص الموقف من تركيا وحكومة طرابلس من قبل المجلس الأوروبي ، بمشاركة رؤساء الدول والحكومات ، وسيحضرها رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس”. وفي سياق الموقف اليوناني المعلن والرافض للإتفاقية، نشر رئيس تحرير موقع (ديفنس ريفيو) العسكري اليوناني، لوانيس نيكيتاس، تغريدة على صفحة الموقع على تويتر، مع صورة لمقاتلة من طراز ميراج 2000، تابعة لليونان، تم التقاطها من داخل المقاتلة. وأشار الصحفي العسكري المسؤول عن تغطية شؤون وزارة الدفاع اليونانية، إلى صورة لفرقاطة تركية، وهي في مرمى الطائرة الحربية اليونانية، عبر مهمة بحرية في بحر إيجه،وقال: “هذه هي اللغة التي يفهمها الأتراك.. لا تراجع فيما يتعلق بالمصلحة الوطنية”. وأحدثت الصورة جدلا واسعا على تويتر، من قِبل الاتراك واليونانيين، ويأتي تصعيد اليونان مع تركيا، بعد توقيع الحكومة التركية اتفاقية مع السراج، اعتبرتها اليونان وقبرص ومصر، تهديدا مباشرا لمصالحها في البحر المتوسط. من جانبه،اعتبر وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، أمس الإثنين، أن المذكرة الموقعة بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية غير شرعية، مؤكدا أنها تمثل خطرًا إضافيًا في عدم الإستقرار”. وقال دي مايو، على هامش أعمال مجلس الشؤون الخارجية للإتحاد الأوروبي: “لقد ناقشنا القضية الليبية باستفاضة وهو موضوع يثير قلقنا البالغ .. ليس لدينا الكثير من الوقت في ليبيا”، مشيراً إلى أن الصراع الأهلي يتدهور أكثر وهدفنا هو ضمان وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وفقا لما نقلته وكالة (نوفا) الإيطالية.وطالب “جميع الدول التي تتدخل في هذا الصراع أن تتوقف عن أي نوع من أنواع التدخل”.