أسرار الهزيمة الإسرائلية: حماس لا تزال تنبض بالحياة و”الجيش” عاجز عن إدارة الحرب على جبهتين
إعداد قسم البحوث والدراسات الإستراتجية الأمنية والعسكرية 10-05-2024
تايمز أوف إسرائيل” تتحدث عن الفشل الذي مني به الاحتلال في تحقيق هدفه المتمثّل بالقضاء على حماس، التي لا تزال حية وتنبض بالحياة، وسط عجزها عن شنّ هجوم متزامن وجدي ضدّ حزب الله.
أكدت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أنّ حركة حماس لا تزال “حيةً وتنبض بالحياة” في غزة، وذلك على الرغم من مرور أكثر من 7 أشهر على الحرب على غزة.
وذكرت الصحيفة، أنّ الحركة أعادت فرض سيطرة مدنية كبيرة على مدن القطاع، التي اجتاحتها القوات الإسرائيلية ثم انسحبت منها.
وأمام ذلك، شدّدت الصحيفة على أنّ الحركة لم تتمكن من البقاء وحسب، “بل إنّها تبدو جريئةً على نحو متزايد بشأن فرصها في ضمان عودتها إلى السلطة” في غزة.
وفي السياق نفسه، نقلت الصحيفة عن مستشار “الأمن القومي” الإسرائيلي السابق، مئير بن شبات، قوله إنّ الهجوم الصاروخي الأخير على كرم أبو سالم، والذي أسفر عن مقتل 4 جنود إسرائيليين، هو “دليل على مزاج حماس”.
ورأى بن شبات أنّ هذه العملية “تعكس الثقة بالنفس لدى قادة حماس، الذين لم يترددوا في شنّ هجوم كهذا، خلال مفاوضات حرجة”.
كما أكد أنّ هدف الضربة كان التأكيد لأهل غزة، أنّ محاولات المقاومة لإجبار الاحتلال على وقف إطلاق النار “تأتي من موقع قوة، وليس من موقع استسلام أو تعب”.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي السابق أنّ القتال الطويل “أمر لا مفرّ منه، بالنظر إلى الدعم الشعبي الواسع الذي تتمتع به حماس، وجذورها العميقة بين السكان”.
بالتوازي مع ذلك، ومع مرور الأسابيع، أظهر العالم “شهيةً متضائلةً لهزيمة إسرائيل لحماس”، بحيث “لم يعد أحد تقريباً يتحدث عن تفكيك قدرات حماس العسكرية”، بحسب “تايمز أوف إسرائيل”.
ووفقاً لها، فإنّ الأولوية لدى أقرب حلفاء “إسرائيل” حالياً هي “ترتيب وقف إطلاق النار، وإخراج الأسرى من قطاع غزة”.
وفي غضون ذلك، تبدو إدارة حرب على جبهتين مهمةً صعبةً للغاية بالنسبة لـ”الجيش” الإسرائيلي، كما أكدت “تايمز أوف إسرائيل”.
وأوردت الصحيفة أيضاً أنّ جنود الاحتياط في “جيش” الاحتلال، “لم يتلقوا تدريباً كافياً، وهم يحتاجون إلى عدة أسابيع لاستعادة القدرة على القتال في هجوم بري واسع النطاق”.
وفي هذا الإطار، أعرب محلل الشؤون الدفاعية في مركز “بيغن – السادات” في جامعة “بار إيلان”، إيدو هيشت، عن “أسفه من عدم قدرة إسرائيل على شنّ هجوم جدي ضدّ حزب الله، بينما تقاتل حماس”.
وأشار هيشت إلى أنّ إطالة مدة العمليات تعود إلى “التأخير في بدء العمليات البرية، والحملة المتسلسلة، والهجوم التدريجي البطيء لتمكين القوات من التأقلم مع الواقع القتالي الجديد، أي الحرب النظامية عالية الكثافة”.
إضافةً إلى ذلك، لفتت “تايمز أوف إسرائيل”، إلى أنّ المواجهات مع حزب الله في الشمال لن تتوقف، قبل أن يتحقق وقف إطلاق النار في غزة.
ولذلك، وبينما بدأ بعض سكان غزة بالعودة إلى منازلهم، لا يزال مستوطنو شمالي فلسطين المحتلة “لاجئين”، وذلك لأنّ الحرب في غزة لا تزال مستمرةً “ما يعني استمرار الوضع على ما هو عليه شمالاً”.
وبحسب المنظّر العسكري، إيران أورتال، فإنّ “إسرائيل المحاصرة الآن في حرب طويلة وشاملة ضدّ حماس، لا تستطيع أن تحافظ على الجهد المطلوب، وليس لديها حلول جيدة للتهديد المتزامن من لبنان”.
وأمام كل ذلك، خلصت الصحيفة إلى أنّه كلما طال أمد الحرب في غزة، طال “تركيز إسرائيل على حماس، وليس على التهديدات الأكثر خطورة المتمثلة في حزب الله وإيران”.