ميركل تدعو إلى وقف انتهاك إطلاق النار وسلامة يشدّد على تفكيك المليشيات المسلحة
طرابلس-ليبيا-25-1-2020
دعت أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية إلى ضرورة بذل مزيد من الجهود لجعل وقف إطلاق النار الهش في ليبيا راسخا، معلنة إن مجلس الأمن الدولي سيصادقعلى المواد المعتمدة في مؤتمر برلين حول ليبيا.
وطالبت ميركل خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس التركي رجب إردوغان في اسطنبول، بدعم دعم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية فائز السراج ببجهود المبذولة لوقف إطلاق النار ،معربة عن أملها في هذا الصعيد أن يتخذ القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر خطوات إيجابية.
وتطرقت المستشارة الألمانية عن إمكانية اجتماع اللجنة العسكرية في ليبيا بمبادرة من المبعوث الأممي غسان سلامة، ،داعية الى وقف انتهاك إطلاق النار في ليبيا من الجانبين،مشددة على أن مجلس الأمن الدولي سيوافق على البنود الـ 55 لمؤتمر برلين حول ليبيا.
وجددت ميركل رفضها تحويل الصراع في ليبيا “إلى حرب جديدة بالوكالة”، مؤكدة أن مصلحة أوروبا هي “منع تصعيد الصراع طالما أن ذلك قد يطلق العنان لموجة لجوء على غرار ما حدث جراء الصراع في سوريا”،وفق ما نقلت وكالة رويترز.
وتابعت أنه ينبغي ألا يتكرر ما حدث في سوريا ، وأن يتحول الصراع في ليبيا إلى “حرب جديدة بالوكالة” مدافعة عن قرارها العام 2015 بشأن استقبال مئات الآلاف من اللاجئين الذين شردتهم الحرب.
وكانت برلين قد استضافت في 19 يناير الجاري مؤتمرا دوليا حول ليبيا في برلين بحضور 12 دولة وأربع منظمات دولية وإقليمية، وأكد بيانه الختامي على الالتزام بالامتناع عن التدخل في الصراع المسلح، أو في الشأن الداخلي الليبي.
وشدد البيان الختامي على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار المعلن بمبادرة تركية روسية، والالتزام بالامتناع عن التدخل في الصراع المسلح، أو في الشأن الداخلي الليبي، واحترام حظر توريد الأسلحة الوارد في قرار مجلس الأمن رقم 1970 للعام 2011 وتنفيذه.
وكان سلامة قد اكد سابقا أن تفكيك الميليشيات أمرًا ضروريًا لحل النزاع في ليبيا، لافتا إلى أن الأمم المتحدة ليس في مقدورها غير إقناع الأطراف بأنها لم تعد في حاجة إلى السلاح الذي يجب وضعه في يد الدولة.
وحذر المبعوث الأممي من أن استمرار الخروقات قد يفضي إلى اندلاع المعارك مجددًا، محذرًا من تحولها إلى حرب شوارع داخل طرابلس وحرب أهلية في عموم ليبيا بل “حربًا إقليمية في ضوء تدخل الطيران الخارجي بطريقة كثيفة واستعمال مضادات الطيران ضد الطيران الخارجي”، لذلك كله دعا سلامة مجددًا الليبيين إلى التفاهم والحل السلمي عبر المسارات الثلاثة التي حددها.
وكان سلامة قد صرح أن لديه ورقة تمكنه من محاسبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حال مواصلة إرساله مرتزقة إلى ليبيا.
وشدد سلامة على أن أردوغان تعهد في البند الخامس من البيان الختامي لمؤتمر برلين بعدم التدخل في ليبيا، موضحا أنه بذلك لديه ورقة تمكنه من محاسبة أردوغان.
ويذكر ان قمة برلين أخذت 5 أشهر من التحضير الدقيق مع مجموعة من 10 دول بينها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وأيضا 3 منظمات إقليمية وهي الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وقد سعت الى ترميم الموقف الدولي من المسألة الليبية.
وعن تغييب تونس من المؤتمر ، قال سلامة إن البعثة الأممية دعت منذ اليوم الأول لإشراك تونس في المؤتمر وتحضيراته كما عملت مع شركائها الألمان الذين وافقوا بعد طول انتظار ولكن الرفض جاء من تونس، ودعا إلى إشراك تونس في لجنة المتابعة المنثبقة من مؤتمر برلين.
ومن جانب اخر تواكب الزخم السياسي الدولي الذي ترافق مع مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية، الأحد الماضي، مع تحضيرات دبلوماسية تجريها بعثة الأمم المتحدة لعقد جلسات المسار السياسي للحوار الليبي بجنيف، المقررة قبل نهاية الشهر الجاري، الأمر الذي اعتبره محللون فرصة جديدة لحل الأزمة على طاولة ليبية خالصة، رغم خلافات مبكرة بدأت تظهر مؤشراتها هذا الأسبوع.