مخاطر جدية تخيم على منطقة شرق المتوسط
طرابلس – ليبيا – 10-12-2019
تتسارع تطورات الأحداث بمنطقة شرقي البحر المتوسط وبصفة خاصة بليبيا على وقع الإتفاق الذي وقعه كل من أردوغان والسراج في مغامرة جديدة أثارت ردود فعل عنيفة وغاضبة من قبل مصر واليونان وقبرص وليبيا ودول الإتحاد الأوروبي.
وتنذر هذه الخطوة التي أقدم عليها أردوغان والسراج بحدوث تطورات خطيرة في المنطقة قد تتدحرج معها الأوضاع إلى مواجهات في شرق البحر المتوسط وحرب مدمرة في ليبيا على خلفية النزعة المتحدية للعلاقات الدولية والحلم الذي يراود الرئيس التركي بـ”إحياء تراث أجداده” العثمانيين، في حين يسعى السراج المدعوم من قوى الإسلام السياسي المتحصنة بالميليشيات المسلحة،إلى إيجاد مخرج من تضييق الخناق عليهم من قبل الجيش الوطني الليبي في معركة”الإخوان” الأخيرة في شمال إفريقيا للحفاظ على تمركزهم خاصة بعد انحسار نفوذهم وخسارة مواقع أساسية لهم في مصر والسودان وسوريا وغيرها.
ناقوس الخطر هذا يجد تأكيدا له في مواقف الرئيس التركي وتصريحاته المتكررة والمتحدية..وقد لوح باستخدام القوة لتحقيق غاياته،وعبر عن ذلك صراحة أمس، بقوله”إن من حق تركيا إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا في حال طلب منها الحكومة الليبية ذلك”.
وأضاف في مقابلة مع قناة (تي أر تي) التركية، أنه يخطط لعقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لبحث الأوضاع في ليبيا “لأنني لا أريد أن تصبح ليبيا سوريا ثانية”،حسب تعبيره.
هنا تحديدا يعرف القاصي والداني الدور التركي الذي آوى المقاتلين الأجانب وسلحهم لاجتياح الأراضي السورية عبر المنافذ التركية،فضلا عن أن احتلال الشمال السوري ليس ببعيد عن الذاكرة. ليبيا إذن قد تشهد الفصل الأكثر خطورة جراء تطورات الأحداث وتداعياتها،إلى جانب الآثار التي ستنعكس على بلدان شرقي المتوسط،حيث ذكر الرئيس التركي في لقائه مع القناة المشار إليها أن” اليونان ومصر وإسرائيل وقبرص لن تتمكن من اتخاذ أي خطوة دون موافقتنا بعد توقيعنا على مذكرة التفاهم مع ليبيا”! ووصف أردوغان طرد اليونان السفير الليبي بـ”الفضيحة الدولية” وقال إن “اليونان ستدفع ثمن ذلك دوليا”.
في هذه الأثناء،أصدرت كل من”مجموعة أبناء ليبيا” و” الحراك من أجل ليبيا” بيانًا نددت فيه بتصريحات الرئيس التركي بشأن إستعداه إرسال جنوده إلى ليبيا. و
اعتبرت المجموعتان في بيان لهما، أن ما يتحدث به أردوغان هو مقدمة لغزو ليبيا هدفها تكرار ما تقوم به القوات التركية وعملاؤها في شمال سوريا من مجازر هدفها تغيير التركيبة السكانية هناك .