مايكل روبن:حفتر هو الأقدر على توحيد ليبيا
واشنطن – الولايات المتحدة – 25-12-2019
أكد الباحث في مركز المشروع الأميركي للدراسات، والخبير في السياسة الخارجية، مايكل روبن، أن القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر يمتلك القدرة على إعادة توحيد ليبيا أكثر من أي طرف آخر يتواجد في الساحة حالياً.
وذكر روبن ، في لقاء في واشنطن مع فضائية 218،الليلة الماضية،أن الأمم المتحدة تصرفت بتسرّع بعض الشيء، عندما منحت الشرعية لحكومة الوفاق بقيادة فائز السراج.
وأشار إلى أن المشير خليفة حفتر يُعتبر أكثر واقعية من فائز السراج، ووطنيٌّ أكثر منه إسلاميا، لافتاً إلى أنه يعمل بالمثل القائل “لا تضع كل البيض في سلة واحدة” لهذا أقام علاقات بأطراف متعددة..
وتطرق مايكل إلى التقارب الروسي مع حفتر، قائلاً إنه يعتبر اعتراف بأن حفتر يقف ضد الإستخدام السيئ للدين وللآراء الراديكالية بطريقة تمنع العنفَ وعدم الإستقرار.
ونوه إلى أن روسيا لديها سياسة واقعية للغاية فيما يتعلق بتحليل التهديد الذي يمكن أن يشكله التطرف الإسلاموي عليها، مُؤكداً في ذات السياق أن لروسيا والولايات المتحدة معا مصلحة في الترويج للرؤية التي يمثلها حفتر.
ولمّح الباحث الأمريكي إلى حصول القائد العام للجيش الوطني على “ضوء أصفر” أمريكي للتحرك نحو طرابلس أبريل الماضي، مُشيراً إلى أنه نادراً ما تعطي الولايات المتحدة أضواء خضراء لأحد، لكن حفتر تحصل على الأصفر في إشارة إلى أنه ربما يمكنه القيام بمحاولة باتجاه العاصمة.
وأضاف: “هناك إدراك، متزايد في الحكومة الأميركية، بأن المستقبل ربما يكون أقل إمكانية مع السراج، وأنه حتى إن لم يكن مع حفتر نفسه، فسيكون مع القوى التي يمثلها”.
وتابع قائلاً: ” الذين يقاتلون مع السراج قد لا يحبونه شخصيًا، هم ائتلاف فضفاض للغاية تكوّن من أجل القتال ضد الجيش الوطني،مضيفا أن حكومة طرابلس تبدو أكثر ارتباطاً بالراديكالية وبالأيديولوجية الدولية، ولا تهتم بمصالح الليبيين الأساسية، ولهذا السبب يرى الناس حفتر كحل بديل”.
وعن علاقة حكومة الوفاق والسلطات التركية، قال روبن إن الرئيس التركي أردوغان يرى في السراج فرصة مناسبة ستُسهّل عليه القيام بأعمال تجارية، وفرصة للنجاح حيث فشل في مصر والسودان. أردوغان يرى في ليبيا ويرى في السراج فرصة للحصول للثراء على حساب الشعب الليبي”.
وأشار إلى أن أردوغان يُحاول الترويج لاستراتيجية إفريقيا أولا، وبالطبع ليبيا هي بوابة إفريقيا، مُبيّناً أن تركيا تريد استخدام ليبيا كنقطة انطلاق لتعزيز أجندتها الأيديولوجية والصراع ضد السعودية.
وكشف خبير السياسة الخارجية عن عبور 90% من مقاتلي داعش الحدود بتواطؤ مع جهاز المخابرات التركية في مطار إسطنبول.
حذر الخبير الأمريكي من الإخوان المسلمين، قائلاً إنهم يشكلون خطرًا ليس فقط على المنطقة نفسها، لكن على العالم الخارجي أيضاً، كونهم جماعة لا تؤمن بالتسامح، وتسخر الدِّين في كثير من الأحيان لإخفاء الفساد السياسي والإرهاب والعدوان.
وأضاف: “الإخوان المسلمون، وأردوغان في تركيا والسراج في ليبيا كلهم يتصرفون كجبهة أيديولوجية متحدة ولديهم التمويل من قطر،متسائلا: إذا كان الإخوان دكتاتوريين بالمطلق داخل أحزابهم، فكيف نتوقع منهم أن يكونوا ديمقراطيين خارجها”؟
وحول الحرص المصري على استتباب الأمن في ليبيا ودعمها للجيش الوطني، قال الباحث الأمريكي إن مصر تدرك أنه لا يمكنها التضحية بأمنها القومي، وأمن ليبيا وتصديق أن الإسلاموية داخل ليبيا تعني البقاء ضمن حدود ليبيا.
وقال روبن إن الولايات المتحدة بدأت تدرك تمامًا المكانة المهمة لليبيا، وتدرك أيضاً أن نتيجة القتال الدائر الآن مهمة بالرغم من أن ملف الأزمة في ليبيا كان قد احتل موقعاً جانبياً في السياسة الأميركية لبعض الوقت.
وتابع: “لا ينبغي وضع الإيطاليين كقيادة رئيسة في مَهمّة ما بعد الحرب داخل ليبيا، لأن الإيطاليين لديهم إرث تاريخي مشين في ليبيا”.