أخبار العالمالشرق الأوسطبحوث ودراسات

قاعدة العديد في قطر: أكبر قاعدة جوية أمريكية في الخارج

أكدت وسائل إعلام إيرانية أن بداية الرد سيكون على الولايات المتحدة في قاعدة العُديد بالدوحة.

وذكر التلفزيون الإيراني أن ما سمّاها “بشائر الفتح” انطلقت ضد قاعدة العديد في الدوحة، وستكون متبوعة باستهدافات أخرى للمصالح الأمريكية رداً على “جريمتها” ضد المنشآت النووية.

يأتي ذلك بعد وقت قصير من إعلان الخارجية القطرية إغلاق المجال الجوي بسبب التطورات الإقليمية.

فماذا نعرف عن قاعدة العُديد؟

أبرمت الولايات المتحدة ودولة قطر بنهاية حرب الخليج الثانية 1991، اتفاقاً للتعاون العسكري بين البلدين.

وقامت قطر ببناء قاعدة “العُديد” أو ما يعرف بمطار “أبو نخلة” عام 1996 بكلفة مليار دولار. واستخدمت الولايات المتحدة القاعدة بشكل سرّي عام 2001 في الحرب على أفغانستان، وبعد ذلك بعام، تم الإعلان بشكل رسمي عن تمركز القوات الأمريكية في القاعدة.

وجرى توسيع القاعدة مع مرور الوقت وباتت تضم عدداً كبيراً من المنشآت؛ مثل مراكز القيادة المتطورة ومخازن أسلحة ووقود وورشات صيانة للأسلحة والطائرات.

وبعد غزو العراق عام 2003 بفترة قصيرة، تم نقل مركز العمليات القتالية الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط من قاعدة الأمير سلطان الجوية في شرقي السعودية إلى قاعدة “العُديد” التي كانت تضم مقراً احتياطياً أقيم قبل عام من ذلك.

ومع لجوء الولايات المتحدة إلى استخدام المزيد من الطائرات في عملياتها العسكرية، ومن بينها الطائرات بلا طيار في ملاحقة عناصر القاعدة وغيرها من التنظيمات المتطرفة، زادت أهمية قاعدة العُديد حيث تعمل القوات الأمريكية بكامل الحرية ولا تدفع أية بدلات لدولة قطر.

وإلى جانب قاعدة العُديد، تستخدم الولايات المتحدة قاعدة “السيلية” القريبة من العاصمة الدوحة حيث تتمركز القيادة المركزية للقوات الأمريكية. وتُخزّن الولايات المتحدة في هذه القاعدة – التي تم افتتاحها عام 2000 – أسلحة وآليات وذخائر.

تقع قاعدة العُديد على بعد 30 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة الدوحة، وتضم أطول مدرج للطائرات في الخليج بطول 5 كيلومترات.

ووفق وثيقة أمريكية رسمية، منشورة عبر مكتبة الكونغرس الأمريكي حول قاعدة “العُديد” في نوفمبر 2022، فإن، معظم الأفراد العسكريين الأمريكيين في قطر هم من أفراد القوات الجوية الأمريكية المتمركزين في قاعدة العديد الجوية.

وتستضيف القاعدة، مقر القيادة المركزية الأمريكية المتقدمة، والقيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية المتقدمة، وقيادة العمليات الخاصة الأمريكية المتقدمة، بالإضافة إلى قوة المهام المشتركة بين الوكالات – سوريا، ومركز العمليات الجوية المشتركة التابع للقيادة المركزية الأمريكية، والجناح الجوي 379 التابع للقوات الجوية الأمريكية.

ويشارك الأفراد الأمريكيون المنتشرون في قطر في عمليات أمريكية، مثل: عملية العزم الصلب (OIR) ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ويوفرون قدرات كبيرة ضد إيران.

وتنشر الولايات المتحدة بعضاً من أكثر طائراتها القتالية تطوراً في هذه المنشأة.

وتوسّع التعاون الدفاعي والأمني بين الولايات المتحدة وقطر، ليشمل إنشاء مساكن ثابتة ومنشآت أخرى للأفراد الأمريكيين المنتشرين في قاعدة العديد.

وفي يناير 2019، وقّعت وزارة الدفاع القطرية ووزارة الدفاع الأمريكية مذكرة تفاهم وصفتها وزارة الدفاع بأنها “خطوة إيجابية نحو إضفاء الطابع الرسمي النهائي على التزام قطر بدعم تكاليف الاستدامة وتكاليف البنية التحتية المستقبلية في قاعدة العديد الجوية”.

وقد شهدت قاعدة العديد توسعاً وتعزيزاً مطرداً بفضل التمويل القطري، وتمثّل ذلك بأكثر من 8 مليارات دولار لدعم العمليات الأمريكية وعمليات التحالف في قاعدة العديد منذ عام 2003 وحتى تاريخ نشر الوثيقة، بالإضافة إلى تمويل الإنشاءات العسكرية الأمريكية.

الأكبر بالشرق الأوسط..

تُعد قاعدة العُديّد الجوية في قطر من أكبر وأهم القواعد العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تحظى بأهمية استراتيجية كبيرة نظرا لموقعها الجغرافي وقدراتها المتطورة. وتوجّهت أنظار العالم نحوها، مساء الاثنين، بعد إعلان إيران استهدافها ردّا على الهجوم الأمريكي على منشآتها النووية.

هي قاعدة عسكرية جوية في قطر، يتمركز فيها أفراد من القوات المسلّحة الأمريكية، غالبيتهم من سلاح الجو، وتعد واحدة من أهم القواعد العسكرية التي تُوجد فيها قوات أمريكية في منطقة الخليج.

وضعت قطر عام 2000 قاعدة العديد تحت تصرف الولايات المتحدة دون توقيع أيّ اتّفاق، حينها. وبدأ الأمريكيون في إدارة القاعدة منذ عام 2001، وفي ديسمبر 2002 وقّعت الدوحة وواشنطن اتّفاقا يُعطي غطاء رسميا للوجود العسكري الأمريكي في قاعدة العديد.

وفي أفريل 2003، انتقلت القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية من قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية إلى قاعدة العديد، وذلك بالاتفاق مع الجانب السعودي.

وتضم القاعدة العسكرية مختلف المرافق الرئيسية التي تتطلبها البنية التحتية للقاعدة ومنها مرافق السكن والخدمات الأساسية ومراكز القيادة والاتصالات بالإضافة إلى  مخازن الذخيرة.

أكثر من 11 ألف عسكري ومائة طائرة

ينتشر أكثر من 11 آلاف عسكري في قاعدة العديد، وتضم القاعدة المقرات الرئيسية لكلّ من القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية والجناح الـ 379 للبعثات الجوية.

وتعد القاعدة مقرا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية، إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأميركية في المنطقة.

وتضم قاعدة العديّد أطول ممر للهبوط الجوي في منطقة الخليج. ويجري من قاعدة العديد تنظيم وتنسيق العمليات الجوية للتحالف الدولي في العراق وسوريا، وتتمركز بها أكثر من مئة طائرة.

وتعتبر العديّد قاعدة لتنظيم وتنسيق العمليات الجوية للتحالف الدولي في العراق وسوريا، وفي عام 2016 استخدمت القاعدة نقطة انطلاق طائرات “B-52” لضرب أهداف تابعة لتنظيم داعش.

وتعد القاعدة مقرا لتشكيلة واسعة من القاذفات والمقاتلات والطائرات الاستطلاعية، إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كافية من العتاد والآليات العسكرية المتقدمة، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأميركية في المنطقة.

وتحتوي القاعدة على حوالي أربعة بوابات ومنها بوابة رئيسية، وأخرى خاصة بالجنود وتنقلاتهم من السكن وإلى مركز القاعدة، أما البوابتان الأخريان فهما بوابتان فرعيتان تستخدمان في بعض الأحيان فقط.

تحصينات تحت الأرض.. تصميم فريد وحماية قصوى

تتميّز قاعدة العديد باحتوائها على ملاجئ محصنة ومصممة بطريقة فريدة، حيث من الصعب التعرف على موقعها من خلال الجو، والتي تجعله من الصعب إصابتها بأي هجوم جوي على القاعدة، حيث إنها قد بنيت بطريقة فريدة ومواد معينة لهذا الغرض في البناء، حيث إنها توجد تحت الأرض بعدة أدوار.

كما تحتوي قاعدة العُديّد على اثنان من الملاجئ الرئيسية للطائرات، والتي يمكن للواحدة منها أن تستوعب من عشرين وحتى أربعين طائرة حربية، وذلك تبعا لنوع وحجم كل طائرة حيث يصل مساحة الملجأ الواحد، حوالي ستة وسبعون ألف قدم مربعة، كما أنه يوجد أربع بوابات لكل ملجأ.

وتضم قاعدة العُديّد أربعة ملاجئ ثانوية، والتي تكون مجهزة لتحتوي الطائرات المستعدة للانطلاق، حيث يصل مساحة كل ملجأ حوالي حجم ستة طائرات، أو أكثر حسب حجم الطائرة ونوعها.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق