في واقع سيطرة”الإخوان”على البرلمان من الطبيعي رفض مناقشة أي لائحة تعرّيهم
تونس-06-7-2020
في تعليقه على إسقاط لائحة تصنيف”الإخوان المسلمين” كتنظيم إرهابي، في تجاوز للفصل 141 من القانون الداخلي للبرلمان التونسي، قال الناشط السياسي التونسي عميرة عليّة الصغيّر، إن ما حدث يعتبر سابقة خطيرة من قبل”النهضة” وحليفيْها “ائتلاف الكرامة” و”قلب تونس” في خرق فاضح للقانون، وهو سابقة خطيرة تضاف إلى ما سبقها وتنذر بالقادم من استبداد إخواني بالبرلمان وبالبلاد.
وأضاف أن تصنيف التنظيم العالمي لجماعة”الإخوان” تنظيما إرهابيا لم تبادر إليه مصر والسعودية والإمارات والكويت وكثيرون آخرون فحسب،بل هو تصنيف مطروع على طاولة البحث في دول عديدة في أوروبا وأمريكا،حيث تثبت كل الوقائع التي يعيشها العالم من إرهاب، تورط الجماعة فيها: تمويلا وتجنيدا للمقاتلين وترويجا لعقيدتهم في الكراهيّة والقتل.
وأكد أن ما يثير الإستغراب هو أن جماعة”النهضة” التي تدّعي أن لا علاقة لها بهذا التنظيم الإرهابي، تعمل بكل ما في وسعها على الدفاع عن هذا التنظيم لأنها ببساطة هي أحد مكوناته وهي عضو في قيادته وكل مؤسساته، والغنوشي ذاته هو أحد رموز”الإخوان” عقيدةً وممارسةً وتحركاتٍ وعلاقات.
ومن يبذل جهدا يسيرا في قراءة المصادر الموثقة لتاريخ الجماعة الإسلامية في تونس منذ السبعينات والتي تسمى حاليا “النهضة” يتأكد- باعتراف قيادات هذه النحلة- أنهم أدّوا البيعة لمرشدهم العام المصري وأنهم لايزالون على ولائهم له.
وأكد الناشط السياسي أن في تونس وطيلة الخمسين سنة الماضية، ومنذ انغراس تنظيم”الإخوان” فيها إلى الآن 2020، تقنعنا ممارسة هذه الجماعة بأنهم ليسوا فقط فرعا من التنظيم العالمي لـ”الإخوان” بل هم مارسوا كل ما تمليه عليهم عقيدتهم الإخوانية المستمدة من منظريهم، من المودودي وحسن البنّا وسيد قطب إلى القرضاوي، من عقيدة الكراهية والتكفير القتل ومعاداة الوطن والوطنيّة.
وما العنف الذي تورط فيه “إخوان تونس من حرق لوجوه المعارضين وتشليط مؤخرات النساء، إلى التفجير، وصولا إلى حمل السلاح في وجه الدولة وفتح البلاد على مصراعيها بعد 2011 أمام دعاة التكفير والجهاد،خير دليل على ممارساتهم، فتم ما تمّ من تركيز الإرهاب وتقتيل للعسكريين والأمنيين والزعماء الوطنيين الشرفاء.. هؤلاء القتلة خرجوا من تحت جبة الغنوشي وأتباعه.
أما مواقفهم المتماهية مع التنظيم العالمي فهي حديث كل الناس بوقوفهم إلى صف”إخوان” مصر، وتهديدنا نحن في تونس بسلطة رئيسهم آنذاك مرسي، إلى التبعية المذلة حاليا لسلطان تركيا أردوغان وتجنيد الشباب التونسي لخدمة أجندة المعادين لمصالح الشعوب في سوريا والعراق وليبيا ومازالوا في غيّهم..
وتساءل: لماذا يرفض الغنوشي وبراشوك تنظيمه مناقشة حقيقة “الإخوان” وارتباطهم الثابت بالإرهاب في العالم وفي تونس؟ إن إدانتهم ثابتة وإنهم لخائفون من أن تلتهم النار تنظيمهم ذاته ويسقط قناع الإستقلالية والمدنيّة الذي يختبئون وراءه ويحاكموا على ما اقترفوه في حق هذا الوطن وفي حق أبنائه.
لكن طال الزمن أو قصر سينكشف حالهم ويحاكمهم الناس قبل التاريخ على أنهم عصابات همها السيطرة على رقاب البشر واستغلال الدين للإستثراء والضحك على ذقون البسطاء من الناس.