أخبار العالمإفريقيا

عذراً فخامة الرئيس

بقلم الكاتب الليبي / يوسف بن ذاوود


أصحاب الجلالة و السمو …. أصحاب الفخامة و المعالي ….. السيدات و السادة
، أسمحوا لي أنا المواطن الليبي الذي يحاول بقدر الإمكان أن يتحدث لكم عن حقيقة معاناة وطنه ليبيا المحتلة من بقايا عثمانيوا العصر الحديث ، بعد أن أكملت كلمتي الموجهة لفخامة الرئيسان قيس سعيد – رئيس الجمهورية التونسية ، و الرئيس عبدالمجيد تبون – رئيس الجمهورية الجزائرية ، أود أن أتوجه بكلمتي لفخامة رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي .


رئيس جمهورية مصر عبدالفتاح السيسي


لعل رسائلنا السابقة للسادة الرؤساء قد أوضحت جوانب كثيرة من واقع الأزمة الليبية ، التي كلما مر الوقت ، كلما زادت معاناة الليبيين أكثر فــ أكثر و لربما هنا سيكون خطابنا مغايراً فــ أنت أبن المؤسسة العسكرية قبل أن ترتدي بذلة السياسي و وجب منا التنويه لحقائق قد غابت في غياهب كواليس المشهد المأساوي لليبيا و الليبيين .

عذراً فخامة الرئيس ، فــ المجتمع الليبي ليس مجتمع مبني على سلطة القبيلة كما سوق لك الكثيرون ، الليبيون هم من أسسوا أول جمهورية في الوطن العربي و هي الجمهورية الطرابلسية عام 1918 م ، و قد سبقت حينها أمريكا و روسيا ، و القبيلة في ليبيا هي مظلة إجتماعية يفتخر بها الليبيون و لكن صدقاً لا دور للقبيلة على أرض الواقع في الحياة السياسية فما بالك العسكرية ، و شيوخ القبائل في جلهم ، هم أشخاص نصبوا أنفسهم بـ أنفسهم حتى داخل قبائلهم و منهم من أخذها بالوراثة و الإحترام لهم في مواطن ما يكون أدبي أكثر من كونه مؤثر على أرض الواقع و إلا لما وصلت ليبيا لما هي فيه الآن ، فمن يتواجدون في المليشيات و العصابات الإجرامية و حتى التنظيمات الإرهابية و يمتشقون السلاح هم أبناء هذه القبائل و لو كان لشيوخ القبائل تأثير حقيقي على الأرض لما أستمرت معاناة الليبيون عشر سنوات متواصلة ، و لكان كل شيخ قبيلة أطلق نداء لأبناء قبيلته و لرموا سلاحهم و أرتاحت البلاد و العباد منذ العام الأول للأزمة .

عذراً فخامة الرئيس ، إن من جلسوا بجوارك منذ يومين ، منهم من ورث لقب الباشاوية من أبيه و جده و صرخ يتحدث عن الغزو العثماني لليبيا و نسي و الجميع يناديه بلقب يا باشا ، أن من نصب جده باشا هم العثمانيين أنفسهم ، فهل يستوي هذا و ذاك من إزدواجية المعايير و المفاهيم .


عذراً فخامة الرئيس ، إن إستقبالك لهؤلاء من يسمون انفسهم شيوخاً ذكرنا بلقاء جمال عبدالناصر رئيس جمهورية مصر الأسبق ، حينما أستقبل بعض شيوخ القبائل اليمنية في مطلع ستينيات القرن الماضي ، و لكن ماذا كانت النتيجة حينها ، كانت النتيجة أن سميت اليمن فيتنام مصر “في إشارة إلى تشابه وضع مصر في حرب اليمن مع الولايات المتحدة في حرب فيتنام”

عذراً فخامة الرئيس ، إن الليبيون قد ملوا الحرب و الإقتتال و هم أحوج إلى من يدفعهم للسلام ، لا أن يساند طرفاً دون الآخر ، الليبيون ينظرون لمصر و جيشها و هم في قرارة أنفسهم لا يتمنون أن تكون ليبيا يمناً آخر أو كويت أخرى كما حدث للجيش العراقي حينما أستدرج للكويت ، فلكل شيء ضريبة و لا تعتقد أبداً أن العروض العسكرية للجيش المصري و المناورات البرية و البحرية و الجوية ، ستكون بلا ثمن من أعداء مصر فلكل يترصد و الكل يسعى لهدم جيش مصر بأي وسيلة ، فقد دفع الليبيون و لايزالون يدفعون لليوم ضريبة العرض العسكري للعيد الأربعين في عهد الراحل معمر القذافي ، كذلك هو حال أشقائنا في العراق فهم لليوم يدفعون في ضريبة العروض العسكرية و المهارات القتالية التي أظهرها الراحل صدام حسين المجيد ، فلا تكونوا غافلون عما يحاك لكم .

إن أمريكا العظمى التي هي في حقيقتها مجرد خادم مطيع لسياسات و طموح و أطماع بني صهيون ، توزع الأضواء الخضراء هنا و هناك على وكلائها ، و لكنها أيضاً ترسم البدايات و النهايات “فــ المتغطي بالأمريكان عريان” .

عذراً فخامة الرئيس ، إن الليبيون كل الليبيون أنتظروا أن تكون ليبيا كلها خطوط حمراء و ليس فقط الجفرة و سرت ، فهل يعقل أن يكون تواجد العثمانيون الجدد في طرابلس الغرب عروس البحر و النهر مجرد معصية ، و أن يكون تواجدهم في الجفرة و سرت كفر بواح .

عذراً فخامة الرئيس ، إن أبسط و أول الإجراءات التي كان من المفترض إتخاذها هو سحب إعترافكم فوراً بحكومة الوفاق اللادستورية و إغلاق سفارتها ، بل و إعترافكم بالحكومة المؤقتة التي تدعمون مجلس النواب المنبثق عنها .

عذراً فخامة الرئيس ، إن الأولى بكم الآن هو منح كرسي ليبيا في جامعة الدول العربية للحكومة المؤقتة أو جعله شاغراً في أقل تقدير ، فقد فعلتها الجامعة قبلاً مع ليبيا و مع نظامها الشرعي و مع سوريا و نظامها الشرعي ، فلما يستعصب اليوم جعل المقعد شاغراً لاسيما و أن من به يمثل حكومة لا شرعية دستورية و لا شعبية لها ، أم جامعة الدول العربية أصبحت تستند للشرعية الدولية غير أبها بالشعوب العربية التي من المفترض أنها ما أوجدت إلا من أجلها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق