رافع الطبيب: حين يفرح العملاء بانسحاب الجيش الليبي من قاعدة الوطية بعد الاحتلال التركي
تونس-تونس-19-5-2020
علّق الدكتور و الخبير في الشؤون المحلية الليبية رافع الطبيب ، على الانسحاب التكتيكي للجيش الوطني الليبي من قاعدة الوطية في الغرب الليبي اليوم الاثنين، قائلا انه لم تكن هناك معركة في الوطية ولا بطولات ولا مكاسب ولا مغانم،لافتا الى الانسحاب جاء بعد ان أصبحت القاعدة مستباحة من طرف الطيران الحربي التركي الأطلسي.
وقال الطبيب، في تدوينة على صفحته الخاصة بالفايسبوك، انه بعد ساعات من الاخلاء، صرح رئيس بلدية تاجوراء الإرهابي قائلا :”نشكر تركيا على تحريرها الوطية”. مايعني انه، لا ميليشيات الاخوان ولا اعوان السراج ساهموا في هذا الجهد، بل هو تدخل مباشر للمستعمر التركي في الصراع.
وأضاف، ” ومن صفق لهذا “الانجاز” هو بنفسه من صلى ركعتين حين قصف طيران المجرم ساركوزي عاصمة ليبيا ، لم يتمكن الجيش الليبي من استيعاب مقاتلي المنطقة الغربية وهذا نقطة ضعف تعود الى مسألة الولاء الكبير لقبائل الغرب للجماهيرية وارثها”.
وتابع، “على المستوى الجيوستراتيجي، الخاسر الأكبر ليس الجيش الليبي الذي حافظ على مقاتليه وعتاده ونقلهم الى قاعدته الرئيسية في الجفرة وترهونة وتامنهنت، بل النظام الجزائري الذي تقاعس عن التحرك لحسابات متخلفة وها هو اليوم يستفيق على قاعدة جوية ضخمة بيد حلف الناتو وذراعها الدموية في المنطقة : تركيا…فهنيئا للمافيات الجزائرية التي ناصبت العداء لمصر. “.
واردف الخبير التونسي ، “نحن وطنيون وقراءاتنا الوضع الجيوسياسي تنطلق من تشخيصنا لمصلحتنا الوطنية، لذا، على كل ساند التدخل التركي المباشر في ليبيا ان ينتبه غدا حين سيتحرش هذا الجيش ضد بلادنا ويحاول التدخل في شؤوننا وفرض توازنات سياسية تحمي حلفاءه من الاخوان والمرتزقة والارهابيين”، ان كل تدخل لقوة اقليمية سيستدعي تدخلا مضاد. بتورطها في ليبيا ستدفع تركيا وتعطي المشروعية لروسيا والصين ومصر والسودان للتدخل المباشر. واعتبارا أكون تركيا دائما مهزومة مثلما هو حالها في سوريا والعراق، فان المعركة ستكون طويلة ودموية ولكن لن تخرج منها تركيا ألا مهزومة. “.
وختم رافع الطبيب تدوينته،” الحروب تخاض على المدى الطويل، لذا يجب النظر الى المآلات البعيدة…وهنا اذكر البعض بأن الجيش السوري حارب الإرهابيين الذين ساندهم العالم أجمع على اسوار دمشق وكادت تسقط العاصمة … أما اليوم، فهو يحارب الارهاب بكل اريحية في اقصى اقاصي شمال البلاد.
