الشرق الأوسط

العراق:استقرار بعد الإستنفار وواشنطن تدعو إلى محاسبة “القناصة”

وسط استمرار انقطاع الإنترنت في العديد من المناطق العراقية ، ساد الهدوء مختلف المحافظات في وقت دعت فيه الولايات المتحدة الأمريكية إلى محاسبة الذين انتهكوا حقوق الإنسان وحقوق التظاهر السلمي الشرعي بعد موجة من الإحتجاجات أدت إلى مقتل أكثر من 100شخص وجرح 6000 آخرين.
وعادت الحياة في بغداد ثاني أكبر عاصمة عربية من حيث عدد السكان إلى طبيعتها حيث استقبلت المدارس والجامعات طلابها بعد اضطراب في استئناف الدروس.
وبخصوص أعمال العنف التي عاشتها الجهة قالت مصادر رسمية عراقية إن الغموض لا يزال يلف هوية الذين قاموا بأعمال الشغب والكسير والتهشيم، إذ تحدثت السلطات عن “قناصة مجهولين”.
ومن جانب آخر، ظلّت شبكات التواصل الإجتماعي محجوبة بعد أن تمكن الناشطون من تصوير أعمال العنف بشكل واسع، ما أغضب السلطات العراقية.
ولم تعلق السلطات الرسمية على انقطاع الإنترنت إلا أن ناشطين أكدوا أن القرار كان ممنهجا ولأهداف وصفوها ب”الخبيثة .
ويعلم العراقيين جيّدا أن بلدهم يعم بثروات نفطية هائلة وكبرى تدر عليهم أكثر من 6.5 مليارات دولار شهريا لكنهم يعيشون في أسوأ الحالات بسبب الفقر والبطالة ونقص الكهرباء واستشراء الفساد وتردي الرعاية الصحية فضلا عن نظام تعليمي وصفته الأمم المتحدة بالأكثر سوءً في العالم العربي.
ويقول متابعون للوضع في بغداد إن الثروات الطائلة التي جمعها من هم في السلطة اليوم تم اقتطاعها من مشاريع كثيرة لم تنته معظمها بعد أو لم تبدأ أصلا، وحتى أجهزة الكشف عن المتفجرات التي لم تكن تعمل على كشف أي شيء تم شراؤها بعشرات ألاف الدولارات للجهاز الواحد برغم أن صناعة الجهاز لا تكلف الدولة إلا القليل ،وفق هؤلاء
. السرقات الكبيرة والضخمة لموارد العراق تعود إلى عام 2003 ولكن أفراد الأغلبية الشيعية كان يتم إقناعهم من قبل قادتهم السياسيين، بأنهم يجب أن يظلوا متماسكين ضد تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين ومنعهما من العودة للسيطرة على الدولة والتمكّن منها.
وبعد معركة استعادة مدينة الموصل التي كانت تحت قبضة التنظيم الإرهابي المتطرف عام 2017، على أثر حصار استمر أكثر من تسعة أشهر ، كان الخطاب مقنعا للعراقيين وناجحا في امتصاص الغضب واستقطابهم، ولكن بعد هذه الفترة لم يعد تنظيم “داعش” يسيطر على أية أراضٍ عراقية، كما أنه ليس هناك تفجيرات كبيرة في بغداد منذ ثلاث سنوات، وبناء على ذلك لم يعد العراقيون يخافون من التهديدات بأن عائلاتهم ستقتل على يد التنظيم ولا هم مستعدون لتجاهل الفساد على نطاق واسع في الدولة التي تنخرها هذه اللآفة منذ الغزو الأمريكي.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق