إفريقيا

عزلة دولية ومحلية: الإخوان ينقلبون على السراج

مع استمرار القوات المسلحة الوطنية الليبية، بقيادة المشير خليفة حفتر، عملياتها القتالية ومطاردة الإرهابيين، وإمكان تحوّل خططها إلى شكل جديد من الهجوم، وفق ما صرّح به مسؤول عسكري ليبي والذي أعلن، عن “بدء النسق الأخير لمعركة طرابلس” و الذي نجح فيها بتكتيك عسكري محكم و حرب استنزاف كبرى تعتبر قصيرة في زمن الحروب الهجينة، و لكن الجيش العربي الليبي قد تفوق بها على جميع الأصعدة المعنوية و الميدانية بالرغم من الحصار المفروض عليه فالجيش العربي الليبي اليوم يتقدم بأقل الخسائر المادية و البشرية و بخطوات ثابتة تجعل الطرف الأخر المعادي يدخل في مشاكل و اضطرابات داخلية.
و بعد إنجاز المرحلتين الأولى والثانية ونجاحها في القضاء على عدد كبير من قيادات مليشيات و عصابات مسلحة كانت داعمة لحكومة السراج و كذلك القضاء على مجموعات من الإرهابيين وتطهير بعض المناطق “الوعرة والتي تتمركز بها المليشيات المتطرفة، تبدو حكومة الوفاق في طرابلس، بقيادة فايز السراج، التي تقاتل تحت رايتها مجموعة من الميليشيات المختلفة في توجهاتها، كأنها تعيش عزلة دولية بالرغم من رحلات السراج المكوكية بين الكثير من عواصم الدول

الغربية و العربية، قد تبعها كذلك تشنج في العلاقات الداخلية و الأطراف الموالية له داخل ليبيا و خاصة تنظيم الإخوان المسلمين و أجنحته المتواجدة في طرابلس و مصراتة، لأنهم اعتبروه فاشلا و غير قادر على إقناع المجتمع الدولي و لم يجد حلا سياسيا و لا ميدانيا و الهزائم تتوالى عليهم من الداخل و الخارج، لهذا قرروا التخلي عليه لأنهم لا يعولون كثيرا عليه حسب المصادر الخاصة لاستراتيجيا نيوز.
و بدأت حملة الانتقادات المطالبة بتنحية السراج في التصاعد خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي كذلك حملة تجييش كبيرة، بعدما نسب له أشرف الشح، المستشار السياسي السابق لرئيس المجلس الأعلى للدولة، أنه قال في الاجتماع الأخير أمام حكومته نهاية الأسبوع الماضي، “يجب أن نفكر في كيفية الوصول إلى السلام وإنهاء الحرب وتقديم تنازلات سلام مؤلمة”، وهو الأمر الذي وصفه عبد العزيز بـ”الأمر الخطير الذي يستوجب المحاكمة”. و لا ننسى بان السراج محاط بقيادات متطرفة و متشددة من صقور الإخوان المسلمين الذين يعتبرون الحل السلمي بالنسبة لهم هي إعلان عن نهايتهم و محاسبتهم و ربما إدخالهم للسجون خاصة و أن القيادة العامة للجيش العربي الليبي قالت في وقت سابق انها ستطبق القانون على كل من أجرم في حق الشعب الليبي.

تصريحات فايز السراج الأخيرة بيّنت سخطه وغضبه من مواقف داعمي الحكومة الدوليين والمحليين ( تنظيم الاخوان المسلمين) الذين أعلنوا انطلاق معاداتهم للسراج ،حيث عبر خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة والقيادي في تنظيم الإخوان عن عدم رضاه عن أداء قوات حكومة الوفاق في معركة طرابلس العسكرية، معلقا على ما اسماه بالفشل السياسي والأمني والعسكري على المجلس الرئاسي، ومهددا بتشكيل حكومة والتقليص في أعضاء الرئاسي و من هذه التصريحات كذلك نستشف بداية التصدع و الخلافات بينهم و ربما ستشهد الأيام القادمة مشاكل و خلافات كارثية بينهم و اتهامات كبرى بينهم.
وفي نفس السياق ،عبر زير الداخلية في حكومة السراج والقيادي بتنظيم الإخوان بليبيا فتحي باشاغا، عن استغرابه من عدم قيام المجلس الرئاسي بتعيين أمراء مناطق عسكرية في الدوائر الخارجة عن سيطرة قوات الوفاق، معبرا عن عدم رضاء مجلس الدولة حيال أداء المجلس الرئاسي أخيرا، خصوصا بشأن تعامله مع الأزمة في العاصمة.
وتأتي تصريحات القيادات الاخوانية الصادمة للسراج بعد يوم فقط من الإحاطة التي قدمها المبعوث الاممي في ليبيا غسان سلامة، حيث أكد أن الوضع الأمني في مرزق صعب للغاية وان الأوضاع الإنسانية في غاية الخطورة ، خاصة مع تواصل القصف العشوائي على مطار معيقة ومختلف المؤسسات الحكومية المهمة وعدم الالتزام بالهدنة داعيا الأمم المتحدة إلى التحرك المباشر باعتبار أن الوضع في ليبيا لا يتحمل الإدانة المعتادة من الأمم المتحدة فقط بل أكثر، و يجب ان تكون هناك قرارات جريئة ربما تمس المليشيات المسلحة و التي تعتبر الجناح المسلح للإخوان في ليبيا، و كذلك ربما هو تحضير لمجلس الآمن لاتخاذ قرار بالتدخل العسكري التي لطالما لوحت به بلدان كبرى كفرنسا و ايطاليا و حلف الناتو و غيرها. هذا التقرير لسلامة قد أزعج إخوان ليبيا المتشددين، خاصة وإنهم كانوا يعتبرون غسان سلامة ذراعهم الاممي و دعمهم في طرابلس و خاصة و أنهم كما يقولون قد “أكرموه” و تحصل على نقود و امتيازات لم يكن يحلم بها بحسب تعبيرهم.
وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا سلامة، قد شرع في حملات مكثفة مع الفاعلين الدوليين من أجل عقد مؤتمر دولي للأطراف المعنية بالأزمة الليبية لإنهاء النزاع واستئناف العملية السياسية في البلاد، تزامنا مع موقف مجموعة الدول الصناعية السبع الأسبوع الفارط، التي دعت إلى عقد مؤتمر دولي تشارك فيه كل الأطراف والفاعلون الإقليميون المعنيون بهذا النزاع، وأكدت دعمها للحل السياسي على حساب الحسم العسكري.
وكان فائز السراج قد عبر في أكثر من مناسبة عن تخوفه من التطورات العسكرية الواقعة في عديد المناطق، داعيا مجلس الأمن إلى إرسال لجنة دولية لتقصّي الحقائق وتعريتها، علما وان بعض القيادات الاخوانية قد اعتبرت ان حكومته عاجزة عن شراء منظومات دفاع جوي لتحصين مطاراتها وحماية مواطنيها والحفاظ على أرواح مقاتليها، ولا تستحق الدعم كذلك علمت ستراتيجيا نيوز من مصادر بان الإخوان في ليبيا يعتبرون السراج خائن حين دعا مجلس الأمن لبعث لجنة تقصي حقائق لأنها ستكشف جرائمهم الإنسانية و ستكشف التدخل المباشر لحلفائهم كقطر و تركيا و ايطاليا و غيرها من الدول، و قال المصدر ان السراج يريد التخلص منا و ضربنا امميا و توريطنا في جرائم حرب و نحن اكتشفنا اللعبة الخبيثة التي يلعبها و لن نتركه يقضى علينا.
ويعتبر مراقبون للشأن الليبي أن لجوء الحكومة إلى مجلس الأمن أكثر من مرة، وآخرها مطالبته بإرسال لجنة دولية لتقصّي الحقائق، يشير إلى الارتباك الكبير الذي تعيشه بالتزامن مع “غياب” حلفائها السابقين، لا سيما إيطاليا، التي صرحت بأنها تملك قوة عسكرية في مصراتة قوامها 200 جندي.
وتيرة الخلافات بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج وحلفائه من تنظيم الإخوان المسلمين تصاعد بخصوص إدارة المعركة ضد الجيش الليبي في العاصمة طرابلس، ليجد السراج نفسه بين سندان الجيش الليبي ومطرقة الإخوان التي تسعى إلى إزاحته من المشهد، لكن حدتها انطلقت فعلا منذ الاحاطة السابقة بتاريخ 31جويلية الفارط، والتي اعتبرها الإخوان مغالطات وأكاذيب تحاك ضدهم و هي عملية انحياز من المبعوث الاممي للجيش الوطني الليبي .
إحاطة سلامة دفعت بالسراج إلى إصدار مذكرة احتجاج ضده بطلب من دعميه حتى يتقي شرهم و تهديداتهم فهو أصبح مضطرا لتنفيذ كل ما يطلبونه و إلا سوف “يلقون به في النار” لأنهم الأقوى و ليس لديهم حلا إلا الضغط على السراج.
ويتعرض السراج لحملة انتقادات لاذعة غير مسبوقة من القنوات الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا التي وصفته بأنه “ليّن” في مواجهة المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ”الجيش الوطني”.

وأخيرا يقول المثل العربي “مهما فعلت من خير في الأفعى فإنها ستأتي يوم وتلدغك، لأنها خلقت لتلدغ”، هذا المثل ينطبق حد التطابق على الإخوان المسلمين في ليبيا وغيرها و في كامل البلدان العربية، وهو درس ورسالة للمتحالفين مع تنظيم الإخوان في المنطقة العربية.
ما قربت اخوانيا حتى لُدغتُ، جملة قالها أنور السادات بعد أن أخرجهم من السجون ومتعهم بالوظائف وخانوه فيما عرف إعلامياً بقضية الفنية العسكرية، كذلك هم الإخوان من حكموا على أنور السادات بالموت في 6 أكتوبر 1981.
الإخوان هم مريض “السيدا” كلما اقتربوا من احد إلا و أذابوه و عذبوه و من بعدها يحكمون عليه بالموت.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق