إفريقيا

أردوغان يسعى لإنشاء حرس في إفريقيا لتحقيق الحلم العثماني

القاهرة – مصر -15-02-2020

يبدو أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لن يتخلى بسهولة عن أطماعه في ليبيا، بعدما أعلن بوضوح أنه يعتبرها إرثًا عثمانيًا، فهو لا يتوقف عن نسج المؤامرات، ونصب التحالفات، لاستكمال مؤامرة تقسيم هذه الدولة الغنية بالنفط، لتحقيق عدد من الأهداف،في صدارتها السيطرة على الإقتصاد الليبي لإنقاذ اقتصاد تركيا من الإنهيار، وكذلك توطين المرتزقة السوريين في ليبيا، تمهيدا لإنشاء حرس ثورى جديد ينتشر بمرور الوقت في باقى دول القارة الإفريقية، سعيا وراء الحلم العثماني التوسعي.
التحالف مع اليهود
وإذا كان تحقيق حلم إيجاد وطن يضم المرتزقة والإرهابيين الموالين لأردوغان، ويتسع لمن تبقى من جماعة الإخوان الإرهابية، بعد أن نبذها العالم كله، يمكن أن يتحقق من خلال إحكام السيطرة على ليبيا، فإن تحقيق الحلم الثاني، وهو بسط النفوذ الإقتصادي على ثروات الليبيين، يحتاج إلى مزيد من العملاء والخونة، الأمر الذي حدا بأردوغان إلى إبرام تحالف من نوع خاص جدا مع يهود ليبيا، بحيث يضمن لهم العودة، مقابل أن يضمنوا له المستقبل الإقتصادى الباهر.
دخول اليهود إلى ليبيا قديما، كان للعمل في التجارة وصناعة الذهب، إلا أن رغباتهم التوسعية سرعان ما تحكمت في قادتهم، فحاولوا إقامة دولة لهم بمنطقة برقة الليبية، وهو ما وعدهم بتنفيذه السلطان العثماني عبدالحميد الثاني، في العشرية الأولى من القرن العشرين، إلا أن الغزو الإيطالي لليبيا، والإطاحة بالسلطان عبدالحميد الثاني، من على كرسي الحكم في الإمبراطورية العثمانية بحلول عام 1911، أسقط هذا المخطط، خاصة بعد سلسلة الإعتقالات الإيطالية لهم.
وبظهور وعد بلفور، ومن بعده”الوطن القومي” إبان نكبة فلسطين، عام 1948، نزح اليهود ناحية الشرق متخليين عن أطماعهم في ليبيا، لكن بشكل مؤقت، لينتهي وجودهم فيها بحلول نهاية ستينيات القرن الماضي.
وبالتزامن مع اضطرابات فبراير 2011، ضمن أحداث”الربيع العربي” المزعوم، عاد اليهوديان ديفيد جربي، ورافائيل لوزون إلى طرابلس، زاعمين أنهما جزء من المجتمع الليبي، وأن الفرصة صارت مواتية لليهود من أجل العودة إلى ليبيا، باعتبارها الوطن الأم لهم!
تحذير من التقسيم
المؤامرة هذه المرة ترتبط بمستقبل الأراضي الليبية، والسعي الحميم لتقسيمها، هذا ما أكده الدكتور فتحى العفيفي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الزقازيق، مؤكدا أن دخول اليهود ضمن عناصر اللعبة الجارية في ليبيا يعنى بالضرورة انتهاءها إلى التقسيم.
وقال العفيفى لـ(البوابة): إن”تحرك اليهود في هذه المرحلة بالذات من عمر الأزمة الليبية، يشير إلى عدة دلالات، أولاها أنهم حصلوا على الضوء الأخضر من أحد الأطراف الفاعلة في الأزمة، وهو بالضرورة أردوغان وحليفه السراج، لأنهما المستفيدان من دخول اليهود هذه اللعبة”، مضيفا: “الدلالة الأخرى هي أن الهدف الحقيقى وراء ما يجري، بالإضافة إلى السيطرة على ثروات ليبيا، وتوطين الإرهابيين والمرتزقة بها، هو التقسيم بحيث يمنح اليهود وطنًا جديدًا غنيًا بالثروات تديره تل أبيب، بالتعاون مع تركيا التى أقر رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو بأنها تتمتع بعلاقات عميقة مع بلاده”.
ولفت العفيفي إلى أن ميل أردوغان إلى منح اليهود وجودا في ليبيا، يهدف إلى إرضاء اللوبي الصهيوني المسيطر على السياسة العالمية، وبالتالي تحويل هذا اللوبي إلى وسيلة ضغط على القوى الكبرى، الرافضة لما يفعله أردوغان في ليبيا، لكي تغض الطرف عن أفعاله.
المدعو رافائيل لوزون، الذي يطلق على نفسه اسم “رئيس اتحاد يهود ليبيا” التقى المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، في جنيف، محاولا الحصول على موافقة دولية تسمح له بالمشاركة في اجتماعات جنيف لحل الأزمة الليبية، كمكون معترف به من مكونات المجتمع الليبي، وهو ما حذر منه العفيفي، معتبرا أن هذا التحرك إن نجح فسيكون وبالا على مستقبل ليبيا، والمنطقة بأسرها.
البوابة نيوز…يتبع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق