ليبيا:ثنائية الجيش والشعب والطريق إلى الإنعتاق
زهور المشرقي-تونس
تأتي المعركة الأخيرة التي تنفذها الوحدات العسكرية للجيش الوطني الليبي خاصة في العاصمة طرابلس، لتحرير المناطق الليبية من سيطرة المليشيات المسلحة.
وحقق الجيش نجاحات عديدة أبرزها ما حدث في الشرق والجنوب من تطهيرهما من الجماعات التكفيرية المسلحة إلى جانب استعادة عديد المناطق والمواقع الإستراتيجية التي كانت تحت قبضة الإرهابيين وجماعة الإخوان المسلمين التي صنفها مجلس النواب الليبي “منظمة إرهابية”.
ولعلّ من أبرز تلك الإنجازات تأمين الحقول والموانئ النفطية التي هي بمثابة المصدر الرئيسي لقوت الشعب الليبي،بعد أن كانت تحت سيطرة وتصرف الميليشيات المسلحة.
وفي خضم تطورات الأوضاع التي تشهدها الساحة الليبية، تحدث مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي خالد المحجوب،لموقع استراتيجيا نيوز، الإثنين 21 أكتوبر2019، عن سعي الجيش الوطني برغم كل المؤامرات الداخلية والخارجية إلى تحرير ليبيا من الإرهاب ورفع راية النصر، لافتا إلى وجود مخطط للسيطرة على ثروات ليبيا ومقدراتها من قبل جماعة الإخوان المسلمين، إلى جانب سعيها إلى الحكم بالقوة من خلال خلق سلطة اللاّ دولة.
وقال المحجوب، إن جماعة الإخوان في ليبيا تمكنت من السيطرة على مفاصل المؤسسات وإنشاء سلطة خاصة بها وبهويتها التي وصفها بالسوداء لنهب ثروات البلد،مؤكدا أن النهب الممنهج لهذه الثروات أدى إلى معاناة الليبيين من أزمات خانقة في معيشتهم اليومية، الذين يجدون أنفسهم في طوابير البنزين والمصارف في وضع خطير من شح السيولة منذ سنوات عديدة، وهو واقع مأساوي أوصلت اليه جماعة الإخوان شعبنا الذي تم إفقاره وتجويعه.
وتابع العميد خالد المحجوب، إن الجماعات المسلحة أضحت أداة “الإخوان” للسيطرة وضرب استقرار ليبيا ، وبخاصة تمزيق النسيج الإجتماعي بين أبناء الشعب الواحد، إضافة إلى ما لحق الليبيين من إذلال وإرهاب وقتل واختطاف وسطو على ممتلكاتهم وحرق لمنازلهم وضرب المؤسسات العامة كما حصل من تدمير لمطار طرابلس العالمي بما فيه من طائرات مدنية دفع الشعب ثمنا من عرقه لشرائها.
وتطرّق المحجوب إلى عقلية الحقد لدى الجماعات التكفيرية إزاء المؤسسة العسكرية، وقال إن هذه الجماعات تدرك أن هذه المؤسسة هي الجسم النظامي المنضبط بمنطلقاته الوطنية في تناقض مع وجود أي أجسام ميليشياوية أخرى طارئة وغريبة عن حياة الليبيين.
وأوضح أن تلك العقلية تترجم خوفهم من مصيرهم بفعل ممارساتهم الشنيعة التي أوصلت الشعب إلى حافة البؤس والخوف من الحاضر والغد المجهول ،مذكرا بحادثة اغتيال الجندي هشام الشوشان وتعليقه بأحد الجسور بعد تعذيبه في محاولة للترهيب وهم يعلمون علم اليقين أن مؤسسة وطنية برؤيتها التحررية لن يؤثر في مسيرتها مثل تلك الجرائم البشعة.
وشدد العميد خالد المحجوب على أن الجيش الليبي قدم نماذج مهمة من الحس الوطني في بنغازي وفي الجنوب وتحديدا سبها وفي الموائي النفطية بعد استرجاعها، من خلال تحقيق الإستقرار والأمان برغم محدودية الميزانية، ،لافتا إلى الأرقام التي تشير إلى نقص السرقات وعمليات الخطف والقتل بفضل وجود الجيش وبسط سيطرته في هذه الجهات المهمة.
وفي ما يتعلق بالتدخلات الأجنبية، أشار المحجوب إلى أن الجيش الليبي يتابع ما يحدث في العالم كغيره، موضحا انخراط بعض الليبيين في الإستقواء بمن سبق أن دمّر الدولة الليبية خوفا على وجودهم الملطخ بالجرائم في حق الشعب.
وأوضح أن التدخلات الخارجية في الشأن الليبي تسعى من خلاله بعض القوى الدولية والإقليمية إلى إنهاك الشعب الليبي وإيصاله إلى حالة من الضعف واليأس ليسهل معها بالتالي فرض الهيمنة على مقدراته وبخاصة النفطية والغازية.
وذكر أن الجيش الوطني قدم النموذج الناجح في القضاء على الإرهاب وفي إرجاع الطمأنينة والإستقرارإلى عديد مناطق البلاد، مما خلق ردود فعل طيبة ودعما دوليا لعمليته العسكرية ضد المليشيات والجماعات المعرقلة لاستتبات الأمن والسلام.
وأفاد المتحدث، بأن الوحدات العسكرية حددت أهدافها منذ انطلاق عملياتها مؤكدا أن لا خوف عليها برغم كل عمليات الشيطنة والتخوين الصادرة عمّن خبرهم الشعب الليبي بحجم ممارساتهم الإجرامية.
وبخصوص التطورات الميدانية، قال مدير إدارة التوجيه المعنوي إن الجيش على نهاية أعتاب المعركة وإن الحسم قرب لصالح ليبيا وشعبها، باعثا برسالة طمأنة إلى الشعب الليبي وقواه المساندة.
وخلص المحجوب إلى القول:”بانتهاء المعركة سيختار الليبيون نظامهم السياسي وحكامهم عن طريق الصندوق والعملية الديمقرطية لاغير”لإنهاء صفحة مظلمة من تاريخ ليبيا،والإنطلاق نحو بناء ليبيا بإرادة شعبها.