تعرف على اليمن: ممالك وملوك اليمن القديم
إعداد قسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية
تونس 17-12-2023
ينقسم تاريخ اليمن، الواقع جنوبي شبه الجزيرة العربية وفي الجنوب الغربي من القارة الآسيوية، قديماً إلى 03 مراحل “فترات” برزت بدايتها منذ القرن الثامن قبل الميلاد مع حكم السبئيين، وفترة الممالك المستقلة “حضرموت وقتبان” كفترة ثانية، فيما تمثلت الفترة الثالثة والأخيرة بعصر مملكة حمير، وهي آخر الممالك التي حكمت اليمن القديم.
لم يقتصر تاريخ اليمن القديم فقط على حكم الممالك لجغرافيا معروفة حدودها خلال العصر الحديث والمعاصر، بل بتاريخ يتناول الحضارات الصيهدية (بدايةً من الألفية الثانية قبل الميلاد حتى القرن السابع بعده)، في شبه الجزيرة العربية والتي امتد نفوذها وتوسها، حتى منطقة ديدان وعلى السواحل الشرقية لإفريقيا وخاصة المناطق الشمالية لأثيوبيا في أكسوم.
وكان لقدماء اليمنيين تأثيرا واضحا على المناطق التي وصلوا اليها، وهو ما برز بإستعارة مناطق شرقي إفريقيا نظام الكتابة القديم المعروف بخط المسند، غير إن بعض المؤرخين ينسبون تسمية القارة الإفريقية بعينها إلى (أفريقس بن أبرهة) الذي غزا إفريقيا وجال فيها وملك مناطق كبيرة منها.
ويعتبر المجتمع اليمني القديم من أبرز مجتمعات شبه الجزيرة العربية القديمة مكانة وحضارة، فقد عرفت تركيبته الإجتماعية بالتنوع في مكوناته الهرمية.
نظام الحكم:
كانت اليمن في أقدم أزمنتها وأصل نظامها، الذي ينقسم إلى “محافد” أي (جمع محفد) والمحفد إلى قصور والقصور كحصن أو القلاع يحيط به سور، ويقيم به شيخ أو أمير وكان يطلق عليه أي صاحب الحصن أو المحفد “ذو”، وكانت “المحافد” في بلاد اليمن عديدة وكان يعتبر من يملكها كالبارونات أو اللوردات في نظام الإقطاع، ولهذه “المحافد” حكومة قائمة بنفسها.
ومن أبرز هذه “المحافد” (غمدان، ونلقم، وناعط، وصرواح، وسلحين، وظفار، وشبام، وبينون، وريام، وبراقش، وروثان، وأرياب، وعمران).
ومع مرور الوقت كانت بعض هذه “المحافد” يجتمع على حكمها وشؤونها أمير واحد يسمى “قيل” أي جمع “أقيال”، وكانت تسمَّى مجموعة “المحافد” مع ما تلحقها من قرى ومزارع بـ “مخلاف”.
النشاط التجاري:
إستمر حكم الدولة “السبئية”، التي يعود تاريخها إلى القرن العاشر قبل الميلاد، لما يقارب نحو 484 سنة، ويعد تاريخ هذه الدولة هو العمود الفقري للتاريخ اليمني القديم.
وأسس “السبئيون”، وما تلاهم من ملوك، ممالك اليمن القديم، أحد أهم ممالك العالم القديمة المعروفة بإسم “ممالك القوافل”. وكانوا يسيطرون على طرق التجارة القديمة المعروفة بطرق البخور واللبان، إضافة لإحتكارهم تجارة الذهب والطيب والأحجار الكريمة والمر.
وتميز اليمن بإنتاج أجود أنواع اللبان الذي كان يعد من أحب أنواع الطيوب وأغلاها في بلدان الشرق القديم وحوض البحر المتوسط، وكان ينمو في سواحل المهرة وظفار، ومع الطلب المتزايد على تجارة اللبان توسع وتطور النشاط التجاري القديم عند الممالك اليمنية القديمة لتشمل سلعاً أخرى نادرة.
الممالك القديمة:
ذكر اليونانيون اليمن بتسميات كثيرة في كتب “سترابون” و”بيلينيوس” و”بطليموس” عن أهم حضارات “السبئيين” و”الحميريين” و”المعينيين” و”الحضرميين” و”الجبائيين” و”القريين” و”القتبانيين” و”الظفاريين”… وكانت من أهم وأبرز المدن التي ذكروها هي مأرب وشبوة والقرن ونشق.
أهم الممالك اليمنية القديمة:
- مملكة “قتبان” إحدى الممالك اليمنية القديمة التي وجدت من القرن الرابع قبل الميلاد إلى حوالي عام 200 بعد الميلاد، وتميزت بنفوذها القوي، وكانت في وادي بيحان وتعاقب على حكمها نحو عشرة ملوك.
- مملكة “معين” إزدهرت خلال الفترة الزمنية من 230 ق. م. إلى 1200 ق.م.، واتخذت من الجوف مركزاً لها، وعاصمتها “القرن”، ومن أبرز مدنها “نشق” و”براقش” و”كمتنا”.
- مملكة “سبأ” إتخذت من “صرواح” في مأرب مكانا لها وكان تاريخها خلال الفترة بين نحو 1000 ق.م. إلى 285 ميلادي.
- مملكتي “حمير” التي اتخذت من “ظفار” عاصمة لها. من 110 ق.م. إلى 525 ميلادي.
- مملكة “أوسان” التي كان موقعها جنوب شرق وادي بيحان. بين القرنين الثامن والسابع ق.م.
هذا وإتخذت الممالك اليمنية القديمة أطراً فكرية ودينية مختلفة، بداية من الوثنية ثم اليهودية ثم المسيحية، وصولاً إلى الديانة الإسلامية.