أخبار العالمالشرق الأوسط

مجزرة رفح تفضح العقيدة القتالية للجيش الإسرائيلي وسط صمت رسمي ومجتمعي شامل

فتح الكاتب الإسرائيلي روغل ألفر، في مقال ناري نشرته صحيفة “هآرتس”، ملف المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق قافلة إغاثة فلسطينية في رفح ليلة 23 مارس، متهماً الجيش والمجتمع الإسرائيلي على حد سواء بتبني عقيدة تقوم على اعتبار “كل فلسطيني هدفًا يجب تدميره”، وموضحًا أن “ثقافة القتل” باتت مغروسة في عمق السلوك القتالي الإسرائيلي، وتلقى شرعنة مجتمعية واسعة.

وقائع المجزرة وتبريرات مشوهة

أطلق جنود الاحتلال النار على القافلة الإغاثية التي ضمت سيارة إسعاف وعدداً من سيارات الدفاع المدني، رغم أنها كانت تسير بأضواء الطوارئ الواضحة، ما أدى إلى استشهاد 15 من عمال الإغاثة. ولم تكتف قوات الاحتلال بالجريمة، بل قامت بدفن الجثث تحت الرمال في محاولة واضحة للتغطية على آثار الجريمة، وفق ما كشفه ألفر.

ورغم أن الجيش الإسرائيلي برر الجريمة بزعم “تحرك المركبات بشكل مريب” وانتماء الضحايا إلى حركة حماس، فإن شهادات الشهود الفلسطينيين، وصورًا وفيديوهات نشرتها وسائل إعلام غربية بينها نيويورك تايمز، كشفت أن القافلة كانت مدنية بالكامل، وأن بعض الضحايا قُتلوا برصاص في الرأس من مسافة قريبة، بل وُجد بعضهم مكبل الأيدي أو الأرجل، فيما ظهر أحدهم في تسجيل مصور قبل لحظات من مقتله.

عقيدة القتل والانكار

حمّل الكاتب مسؤولية المجزرة لـلواء غولاني، الذي كُلف بتنفيذ العملية، ناقلاً عن أحد قادته أنه أمر جنوده قائلاً: “كل من تقابلونه هو عدو. تحديد شخصية – تدميرها”. واعتبر ألفر هذه العبارة تجسيدًا لـ”العقيدة المتوحشة” التي تحكم السلوك الميداني للجنود الإسرائيليين.

وتساءل ألفر في مقاله: “هل يستطيع المتحدث باسم الجيش الظهور علنًا للاعتراف بالجريمة؟ وهل يمكن للمؤسسة العسكرية أن تتحمل تبعات هذا الاعتراف؟”، مؤكداً أن الاعتراف سيقيد حرية الجيش ويمنعه من استهداف فرق الإغاثة مستقبلاً، وهو أمر يرفضه الرأي العام الإسرائيلي الذي يرى في أي اعتراف انتهاكًا لما يسميه حق الدفاع عن النفس.

اتهام المجتمع الإسرائيلي بالمشاركة في الجريمة

اتهم ألفر المجتمع الإسرائيلي بأكمله بالتواطؤ، مؤكداً أن الرأي العام في إسرائيل “لن يحتمل فكرة تقييد حرية الجيش تحت أي ذريعة قانونية”، مستشهداً بقضية الجندي إيلور عزاريا عام 2016، حين قوبل بإجماع شعبي على تبرير جريمة إعدامه لفلسطيني جريح.

وذهب الكاتب إلى أبعد من ذلك، قائلًا إن الرؤية الإسرائيلية لسكان غزة ترى فيهم “وحوشًا”، مضيفاً: “حتى أطفالهم ومسعفوهم.. الجميع يستحق رصاصة في الرأس أو صاروخًا في غرفة المعيشة”. وأكد أن كل مركبة إنقاذ باتت تُعتبر هدفاً مشروعاً، في ظل اتهامات دائمة لحماس باستخدامها في العمليات العسكرية.

اختتم ألفر مقاله باعتراف صادم يعكس مدى الانهيار الأخلاقي، حيث أشار إلى أن أحد المسعفين وُجد مقتولًا وهو مقيد القدمين ويصلي قبل لحظات من إعدامه. لكنه أشار إلى أن المجتمع الإسرائيلي لن يصدق هذه الرواية، لأنه يرى في ما حدث “ردًا مشروعًا على الإرهاب”، وليس “جريمة حرب”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق