تأخر الحسم يزيد من معاناة الليبيين
طرابلس-ليبيا 13نوفمبر2019
تحدث الكاتب السوري، خيام الزعبي،عن إرهاصات السقوط التي بدأت تظهر في العاصمة الليبية طرابلس، على وقع التقدّم الذي يحرزه الجيش الوطني الليبي على مختلف محاور القتال.
وقال:في ضوء هذه الوقائع والمعطيات يبدو أن الوقت قد حان لحسم المعركة هناك، ودحر المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية من هذه المحافظة إلى الأبد، وقد تسارعت وتيرة الأخبار المؤكدة على اتجاه تعزيزات عسكرية إلى طرابلس.
وينظر الجميع بترقّب شديد وحذر إلى مآل تلك التطوّرات التي باتت تهدد وحدة هذا البلد ودول الجوار والمنطقة ككل، فليس من شك في أن هناك خلافات وصراعات كبيرة بين الميليشيات المسلحة بمصراتة والميليشيات المسلحة بطرابلس التابعة لحكومة الوفاق بقيادة فائز السراج، بالتالي هذه الملاحقات المتسارعة للميليشيات المسلحة وخسائرها الكبيرة ستسرع من حسم المعركة وتمهد الطريق لاستعادة السيطرة على بقية مناطق البلاد، بالرغم من المحاولات المستمرة التي يبذلها الإرهابيون بكافة فصائلهم من أجل العودة بالوضع إلى الخلف لتدمير البلاد وتفتيتها.
في هذا السياق انسحبت خلال الفترة السابقة بعض ميليشيات مصراتة من محاور طرابلس، التي كانت تحتضن العديد من التنظيمات الإرهابية المتطرفة المدعومة من تركيا، وجاء ذلك بناء على التطورات العسكرية الميدانية، خصوصا بعد السيطرة التي استطاع الجيش الليبي تحقيقها ميدانياً في الجو والأرض، وبذلك أصبحت الميليشيات المسلحة غير قادرة على الصمود.
لا يخفى على أحد أن هناك أطرافاً إقليمية ودول جوار لا يسرها وصول ليبيا إلى حالة من الأمن والإستقرار، وأن تمضي في طريق التنمية والإزدهار، ولهذا تعمل على إشاعة الفوضى في ربوع الشقيقة ليبيا، وهي تعلم جيداً أنه إذا وقعت ليبيا ضحية للعنف والفوضى فإن بقية حبات مسبحة العالم العربي حتما ستكر واحدة تلوه الأخرى.
لذا وجب على الليبيين إيجاد حل سريع للتوتر المتصاعد في أنحاء المناطق الليبية لتفادي انزلاق البلد نحو حرب أهلية من شأنها أن تؤدي إلى معاناة إنسانية واسعة النطاق. لقد خسر الشعب الليبي أشياء كثيرة جدا ما بين الخراب والدمار وآلاف الضحايا ولكن لاتزال الأطماع تتجه إلى التراب الليبي… ويبقي السؤال الرئيسي هو: هل اقتربت ساعة الحسم لتحرير طرابلس؟ أم إن الأزمة الليبية لم يحن الوقت لإنهائها؟
ذلك ما سنعرفه قريبا من نتائج على أرض الواقع. خاصة أن الإنجازات التي حققها الجيش الوطني الليبي تشير إلى أن الميليشيات المحلية وأخواتها على بُعد خطوات من النهاية، بعد أن أثبت الجيش صلابته وتماسكه وتمتعه بقدرات قتالية عالية.
وأضاف الكاتب:أنا على يقين من أن أبناء ليبيا سيقفون خلف كرامة وطنهم حتى يتحقق المرجو لليبيا، وهو محو كل إرهاب غاشم يستهدف ليبيا والعرب، وعرقلةً مخطط الناتو الذي دمر وأزهق وأباح كل أركان الدولة الليبية.. فإذا استطاعت أمريكا وحلفاؤها أن يتحكموا في مجريات الأوضاع فإنهم لن يستطيعوا أن يهزموا المقاومة لأنها لا تؤمن بعقيدة سوى الوطن.