إفريقيا

النهضة عقدت صفقة مع ليلى ثم فوجئت بما حدث مطلع 2011

تونس-تونس-06-5-2020


كشف الدكتور مصطفى التواتي القيادي السابق في نداء تونس والكاتب العام السابق لنقابة التعليم العالي والبحث العلمي،عن أن حركة النهضة فوجئت بما حدث في مطلع 2011 إذ كانت عقدت صفقة مع ليلى بن علي عن طريق رؤوف الخماسي ومحمد الغرياني للعودة إلى النشاط السياسي بعد تولي صخر الماطري الحكم في 2014.

يقول الدكتور مصطفى التواتي،حسب الوسط نيوز: ما يعلمه الجميع أن حزب النهضة لم يشترك في الثورة أواخر 2010، وما لا يعرفه الجميع أن القيادة في لندن كانت تنتظر الإمساك بالسلطة في الإنتخابات الرئاسية لسنة 2014 عن طريق صخر الماطري، حسب صفقة سرية تمت بينهم وبين ليلى الطرابلسي بوساطة من رجل الأعمال المقيم بألمانيا رؤوف الخماسي وهو صهر عبد الفتاح مورو ، ومحمد الغرياني الذي تم تعيينه سفيرا في لندن لهذه الغاية، ولكنهم فوجئوا بالإنهيار السريع لنظام بن علي، و بعد فترة من البهتة و التردد، وتنفيذا لقرار من القيادة الدولية لتنظيم”الإخوان المسلمين” سارع الغنوشي ومعظم أفراد القيادة في الخارج بالرجوع إلى تونس والإمساك بتلابيب الثورة التي كانت تتجاذبها الصراعات الطفولية للقوى اليسارية والديمقراطية.. وبدعم كبير وأساسي من المكينة الإعلامية والمالية لقطر، تمكن حزب النهضة باستغلال فوضى وطفولية القوى المدنية، من السيطرة على الأوساط الشعبية أولا، وتحريك الأذرع السلفية المتطرفة ثانيا، للفوز بالإنتخابات التأسيسية والإستيلاء على السلطة “ديمقراطيا “، عبر حكومة الترويكا سيئة الذكر.

ولكن بسبب لهفة زعامات النهضة على السلطة ونهم إطاراتها للغنيمة ورغبة البعض منهم في الثأر، ووقوع الحركة، من جهة، تحت ضغط التنظيم الدولي للإخوان الذي أصبح يرى طيف الخلافة في الافق، وضغط المزايدات الإديولوجية للفرق السلفية المتطرفة، من ناحية ثانية، أساءت الحركة التقدير وتسرّعت في محاولة تغيير نمط عيش المجتمع وضرب مكاسبه الوطنية المدنية، وخاصة ما تعلق منها بمكانة المرأة والعلاقات الأسرية والحريات الفردية، وهو ما أدى إلى ردة فعل اجتماعية وسياسية عنيفة اعتمدت على تحريك الشارع وتفعيل منظمات المجتمع المدني ووسائط التواصل والإعلام، وهو المجال الذي تتميز فيه القوى اليسارية والديمقراطية بلا منازع، لذلك رجحت الكفة لفائدة هذه القوى التي وجدت في شخص الزعيم بورقيبة وفكره التقدمي وإنجازاته الحداثية، خير رمز حافز وموحِّد.

وقد تجسد هذا النجاح في تقليم أظافر النهضة السلفية الجهادية، أولا، وإسقاط حكومة الترويكا في اعتصام الرحيل، ثانيا، وهزيمة النهضة وتوابعها في انتخابات 2014، ثالثا.

وكان من المنتظر والمنطقي، بعد هذه الهزيمة الإنتخابية والميدانية للإسلام السياسي، أن تعمل القوى الوطنية الديمقراطية في إطار جبهوي استراتيجي لإعادة هيكلة الدولة على أسس جديدة تستفيد من أخطاء الماضي ومتطلبات الحاضر والمستقبل وأحلام الشباب الذي كان محرك الثورة الأساسي ووقودها، ولكن للأسف سرعان ما عادت فصائل اليسار إلى مرضها الطفولي وانتعشت الروح السلطو ية في أوساط التيارات الوطنية الدستورية، ووجدت الأطراف الإنتهازية الفرصة سانحة لتبيض وتفرخ، وتدخلت القوى الإقليمية والدولية لحماية مصالحها بضمان موقع للإسلام السياسي في التجربة التونسية، بعد أن خاب في تجارب أخرى بالمنطقة، وكان للأسف المرحوم الباجي قائد السبسي هو حصان طروادة الذي استعاد “الاخوان” من خلاله دفة السلطة مستفيدين هذه المرة من أخطائهم السابقة، مستعيضين عن طرق المواجهة بخطة التسرب، وبدل اللكم استعملوا، كما اعترف الغنوشي، طريقة العناق الخانق والقبل المسمومة، لا هدف لهم إلا التمكن بمفاصل الدولة مثل الروماتيزم.

وهكذا وفي ظرف الخمس سنوات الأخيرة، بأضعف نسبة تصويت وبأقل عدد من النواب في البرلمان، حصلوا على ما لم يحصلوا عليه طوال عقود، بعديد الضحايا وآلاف المساجين، والمحاولات الإنقلابية وحتى بأعلى نسبة تصويت ونواب في انتخابات 2011. لقد حصلوا على الدولة او بالأدق هم بصدد ذلك،يوما بعد يوم، في ظل انهيار فصائل اليسار الطفولي وترويض المجتمع المدني وفي مقدمته الحركة النقابية العتيدة، وتخاذل عديد القوى الوطنية، وتضخم صفوف الطابور الخامس من الإنتهازيين(خدامة الحزام(!) عند النهضة) و إعادة الجماهير الشعبية إلى الحالة الغريزية تحت وطأة الظروف المعيشية المتدنية.

أخواتي و إخواني في محبة هذا الوطن، هذه هي حال بلادنا اليوم، وقد أصبحت فقيرة، مقهورة، مضامة، حسّا ومعنى، فماذا ترانا فاعلين قبل فوات الأوان؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق