للانتقام السياسي ترامب يوقع أوامر لمعاقبة معارضي ادعاءاته في انتخابات 2020

قسم الاخبار الدولية 10-04-2025
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يواصل إثارة الجدل عبر الأوامر التنفيذية التي يوقعها، وآخرها توقيعه أمران للانتقام السياسي بحق شخصين أحدهما أشرف على تأمين الانتخابات الرئاسية 2020، والثاني بحق رئيس موظفي وزارة الأمن الداخلي…
وقّع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس الأربعاء، على أوامر تنفيذية، لمعاقبة اثنين من المسؤولين من إدارته الأولى، وشركة محاماة مرموقة، “في مواصلة لحملة الانتقام التي نفذها بكل سرور منذ تنصيبه لولاية ثانية”، وفق ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
استهدفت الأوامر بدايةً، كريستوفر كريبس، الذي أشرف بصفته مسؤولاً كبيراً في الأمن السيبراني، على تأمين الانتخابات الرئاسية لعام 2020، والثاني مايلز تايلور، الذي شغل منصب رئيس موظفي وزارة الأمن الداخلي، خلال فترة ولاية ترامب الأولى، وكتب بشكل مجهول مقال رأي بارز لصحيفة “نيويورك تايمز” عام 2018.
ومن بين التدابير الأخرى، فقد وجّهت الأوامر، المدعية العامة بام بوندي، ووزيرة الأمن الداخلي، كريستي نويم، للتحقيق مع المسؤولين السابقين والإبلاغ عن نتائجهما إلى البيت الأبيض.
كذلك، استهدف في أمرٍ ثالث شركةَ المحاماة “سوسمان جودفري”، بالعديد من العقوبات نفسها، التي فرضها ترامب على شركات محاماة أخرى، تولّت قضايا أو قضايا لم تُرضِه.
ففي عام 2023، وافقت شبكة “فوكس نيوز” الأميركية على دفع 787.5 مليون دولار، لتسوية دعوى تشهير رفعتها شركة “دومينيون” لأنظمة التصويت بسبب ترويجها “معلوماتٍ مضللة” حول انتخابات 2020، حيث مثّل سوسمان جودفري، شركة “دومينيون” – شركةٌ مُصنّعة لآلات التصويت – والتي هاجمها محامون متحالفون مع ترامب بادعاءاتٍ حول “تزويرٍ واسع النطاق في الانتخابات”.
الأوامر التنفيذية تعكس رغبة ترامب في الانتقام السياسي
ووفق ما ذكرت “نيويورك تايمز”، قال ترامب، الأربعاء الماضي، أثناء توقيعه الأمر التنفيذي، متحدثاً عن كريبس: “مُحتال.. إنه عار”.
وأشار الأمر التنفيذي الذي يعاقب كريبس إلى مزاعم ترامب التي تمّ دحضها، وفق “نيويورك تايمز”، مؤكّداً أنّ كريبس “أنكر أنّ انتخابات 2020 كانت مزورة ومُسروقة”.
وفي إشارة واضحة إلى دعوى التشهير التي أقامتها شركة “دومينيون”، اتهم ترامب سوسمان جودفري بـ”قيادة جهود لتسليح النظام القانوني الأميركي وتدهور جودة الانتخابات الأميركية”، مهاجماً “جهود التنوع التي تبذلها الشركة”، فضلاً عن تمثيلها لعملاء آخرين اختلف معهم ترامب.
وقال جودفري في بيان: “لا شك أننا سنقاوم هذا الأمر غير الدستوري”.
واتهم الأمر التنفيذي الذي عاقب تايلور، وفق الصحيفة الأميركية نفسها، بـ”نشر محادثات سرية بشكل غير قانوني” في كتاب كتبه بعد مقال رأي له في صحيفة “التايمز”، مضيفاً أنّ “هذا السلوك يمكن وصفه بشكل صحيح بأنه خيانة وربما انتهاك لقانون التجسس”.
وقال تايلور من جهته في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، إنّ “الأمر التنفيذي الذي يقضي بمعاقبته كان متوقعاً”، مضيفاً: “المعارضة ليست مخالفة للقانون، وليست خيانةً بالتأكيد”، وأنّ “أميركا تسير في طريقٍ مظلم.. لم يسبق لرجلٍ أن أثبت وجهة نظر رجلٍ آخر بهذه الطريقة غير اللائقة”.
وكان ترامب قد أعلن في 2 أغسطس 2021، أنَّه سيكشف عن أدلةٍ جديدةٍ تؤكد “وقوع انتهاكاتٍ خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية 2020”.
يُذكر أنّ نتائج الانتخابات عام 2020 لم تمر بهدوء، إذ قام مناصرون لترامب بأعمال عنف، واقتحموا مبنى الكونغرس، وهم يحملون الأسلحة، ما دفع قوات الشرطة إلى إخلائه، فيما أوقف مجلس الشيوخ جلسة مناقشة الاعتراضات بعد وصول المحتجين المناصرين لترامب إلى باب القاعة الاجتماع.