الإفتتاحية
عسكريا عندما يرفض الجيش الإتفاقيات فهو في موقع قوة بقلم:
الدكتورة بدرة قعلول:رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية بتونس
كنا ندرك تماما أن الإتفاقية التركية الروسية ستفشل لأننا نؤمن بأن أصحاب الحق لا يهزمون ولا يستسلمون وأن الجيوش لا تهزم أمام شركات المرتزقة أو ما يسمى شركات القتال المتعاقدة.
أحفاد عمر المختار ينتصرون أو ينتصرون أو يستشهدون، ولا يعيشون الذل والمهانة والمقايضة على شبر من أراضيهم.. لا يتحاورون ولا يتنازلون من أجل أطماع ظاهرة ومعلنة ومباشرة.
كلهم يتحدثون بلغة “الإستبلاه” و”الإستغباء” و”التذاكي” وكأن ليبيا والعالم العربي لا يوجد فيه أذكياء ولا شرفاء، فهم يعتقدون أن هذا العالم المريض الهزيل، الذي دمروه من الداخل، قابل أكثر فأكثر للإهانة ولبيع ذمته ولم يعد قراره بيده بل يتصورون أنهم أوصلوه إلى النهاية وإلى التهميش والتجهيل ليصبح يرزح تحت سياسات الإخضاع والإرغام والإبتزاز ولا يمكن أن يرفض أو أن يقول “لا”
يسلطون الأوغاد والجبناء والعملاء، ويضعونهم في المراتب العليا ويسيرونهم كما يشاؤون ويعتبرونهم مثلهم مثل طائراتهم المسيرة التي يقصفون بها الشعوب بالريموت كنترول من بعيد فتسيل دماء الأبرياء وتترمل النساء ويتيتم الأطفال ليبقى نذل حقير رئيسا وليجلس اللئام على موائد الأيتام.. فسحقا لكم، لن تكون ليبيا لكم .
اضغطوا، اضغطوا أكثر فأكثر على هذه الشعوب المهانة، أهينوها أكثر حتى تستفيق على أنكم تكيلون بمكيالين، وأنكم لستم قوى عظمى إلا بالوقاحة والإستعمار، وأن هؤلاء يبنون قواهم من ذل الشعوب ومن تشتتها وضعفها.
لأول مرة أكتب مثل هذه الكلمات بعيدا عن المناهج العلمية، والدراسات الموضوعية، بعيدا عن نمق الكلام واختيار الكلمات المناسبة، لأنني أعرف أنني اليوم أخاطب عقول أناس تدرك جيدا ما أقول وما أكتب ولكنها لا تتجرأ على أن تنطق وتتكلم، حتى لا تنعت بأسفل النعوت من سفلة وحقراء يعملون ليل نهار من أجل دمار بلدانهم باسم ديمقراطية زائفة ..باسم شرعية ملطخة بالدماء.. باسم أسافل قوم أصبحوا فجأة أعاليها!
لم أكن أتصور يوما أنني أجد نفسي أجادل أشباه رجال ولا رجال يعتلون المناصب ويتفاوضون على بيع أوطانهم بلا شرط و لا قيد.
الجيش العربي الليبي أجاب قائده العام عندما سألهم “لو تعرضت لضغوطات دولية؟ أجابوه بكل ثقة فيه وفي قضيتهم وفي أنفسهم: ” لا ترضخ لأي قوة مهما كان حجمها ولا تنسَ أننا أبناء عمر المختار سنواصل القتال إلى آخر جندي لتحرير وطننا.. لا ترضخ لأي ضغط دولي ونحن المنتصرون”
إذن.. لا بوتين ولا أردوغان ولا ترامب ولا غيرهم يمكن أن يغير من الإرادة القوية ومن معادلة الميدان.. والرابح هو من يفرض شروطه و ليس المنهزم
و لن يرضى الجيش العربي الليبي بأن تعقد صفقات الأنذال على جثث الأبرار
إلى الشعوب العربية ..ثقوا بقضاياكم العادلة حيث لا توجد شرعية دولية ولا مجتمع دولي، فالكل يغني على ليلاه ولا هم له إلا الغاز والبترول والمعادن .. أما انتم فليس لكم إلا أن تدافعوا على شرف أراضيكم و أعراض أوطانكم وإنكم والله لمنتصرون.