الأمم المتحدة:حروبُ الكبار سلبت طفولةَ ملايين الفتيان والفتيات
نيويورك-الأمم المتحدة-22 يونيو 2021
سلط تقرير الأمين العام للأم المتحدة، السنوي، حول الأطفال والنزاع المسلح لعام 2020 ، الضوء على الانتهاكات بحق الأطفال، وكان التقرير قد نشر في مايو الماضي، لكن عرضته الممثلة الخاصة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، فيرجينيا غامبا، أمام الصحفيين أمس الإثنين.
وقالت غامبا إن عام 2020 كان عاما حزينا بشكل خاص للأطفال المتضررين من النزاع، مع معاناة أكثر من 19,300 من الأولاد والبنات بشكل مباشر في واحدة أو أكثر من الانتهاكات الجسيمة ضدهم.
وذكر التقرير أن أكثر من 8,400 طفل قُتلوا أو تعرضوا للتشويه بسبب الحروب المستمرة، حيث أظهرت أفغانستان وسوريا واليمن والصومال أعلى عدد من الضحايا الأطفال.
واستمر تجنيد واستخدام الأطفال مع تضرر ما يقرب من 7,000 طفل في عام 2020، وحدثت معظم هذه الانتهاكات في جمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال وسوريا وميانمار.
وقالت فيرجينيا غامبا: “سلبت حروبُ الكبار طفولةَ ملايين الفتيان والفتيات مرة أخرى في عام 2020. هذا أمر مدمّر تماما بالنسبة لهم، ولكن أيضا للمجتمعات بأكملها التي يعيشون فيها، ويدمّر فرص السلام المستدام”.
وبحسب التقرير، الانتهاكات التي سجلت ارتفاعا في عام 2020 هي الإختطاف – بنسبة مذهلة بلغت 90 في المائة – والإغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي التي ارتفعت بنسبة 70 في المائة.
علاوة على ذلك، ظلت الهجمات على المدارس والمستشفيات شديدة الارتفاع، بما في ذلك الهجمات الخطيرة التي استهدفت تعليم الفتيات والمرافق الصحية والعاملين فيها.
كما شهد الإستخدام العسكري للمدارس زيادة، خاصة خلال الجائحة والإغلاق المؤقت للمدارس مما جعلها أهدافا سهلة للإحتلال والإستخدام العسكريين.
النساء والفتيات.
في عام 2020، تعرضت فتاة واحدة من بين كل أربع فتيات إلى الانتهاكات. وتأثرت الفتيات في الغالب بالإغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي (98 في المائة من جميع الضحايا من الفتيات) يليه القتل والتشويه.
وقالت غامبا: “إذا كان الفتيان والفتيات يعانون من الصراع بشكل مختلف ويحتاجون إلى تدخلات لتلبية احتياجاتهم الخاصة بشكل أفضل، فإن ما أظهرته البيانات أيضا هو أن الصراع لا يفرق على أساس النوع الإجتماعي”.
وبحسب التقرير، ظلت حالات النزاع حيث كان الفتيان والفتيات هم الأكثر تضررا من الأعمال العدائية، في الصومال، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأفغانستان وسوريا. وقد مثلت الحالات في هذه الدول حوالي 60 في المائة من جميع الانتهاكات الموثقة في 2020 التي تؤثر على الجنسين.
وأكدت المسؤولة الأممية أنه لا يمكن محو الماضي، ولكن يمكن العمل معا على إعادة بناء مستقبل هؤلاء الأطفال، عبر وضع قوة الإرادة والجهود والموارد لإنهاء ومنع الإنتهاكات الجسيمة ضدهم، وعبر الدعم والإدماج المستدام وبناء مستقبل خال من الصراع للجميع.
وأكدت غامبا أنه يجب توفير بديل عن العنف والإساءة للأطفال. وناشدت قائلة: “نحتاج إلى السلام، واحترام حقوق الطفل والديمقراطية.. نحتاج إلى الأمل والحكم الرشيد.. نحن بحاجة إلى العمل لبناء مستقبل يسوده السلام.. من فضلكم، امنحوا الأطفال هذا البديل”.