أخبار العالمإفريقيا

قطار التطبيع يصل السودان في انتقام اسرائيلي للاءات الخرطوم

الخرطوم-السودان-24-10-2020


بدأت النظام السوداني وكيان الإحتلال الإسرائيلي خطوات للتطبيع الإقتصادي والتجاري، في احتفال افتراضي في البيت الأبيض جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس الإنتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيسي الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، والإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ووصف الرئيس ترامب الإتفاق بالخطوة العملاقة تجاه بناء السلام في الشرق الأوسط، واعداً بانضمام المزيد من الدول إلى”اتفاقات أبراهام”، معتبراً أن هذا “هو نهار عظيم في تاريخ السودان”.

وأكد ترمب أن المزيد من الدول ستنضم إلى التطبيع، مرجحاً أن يكون عددها خمس دول على الأقل، على حد تعبيره.
يأتي ذلك في أعقاب اتفاق ترامب المشروط هذا الأسبوع لإزالة الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب إذا دفعت تعويضات لضحايا الهجمات الإرهابية الأمريكية.

ويأتي اتفاق التطبيع ليحقق إنجازا في السياسة الخارجية لترامب قبل أيام قليلة من انتخابات الثالث من نوفمبرولتعزيز حليفه المحاصر نتنياهو.

وفي وقت سابق أمس أعلن مجلس السيادة الإنتقالي في السودان، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقع رسميا على وثيقة تزيل اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب بعد 27 عاما من وضعها في القائمة.

ومكافآة على موقفه،وقع البنك الدولي مع السودان في الخرطوم، أمس الجمعة، اتفاقا تحصل بموجبه الحكومة السودانية على منحة قدرها 370 مليون دولار أميركي، حيث يعاني السودانيون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، كما أنهم ينتظرون لساعات في طوابير أمام المخابز ومحطات الوقود للحصول على الخبز ووقود السيارات.

لقد دار الزمن دورته وأتى بأنظمة تنكرت لكل اتفاقياتها العربية السابقة داخل الجامعة العربية التي سبق أن أعلن القذافي موتها.
ومنذ العام 1967 وحتى اليوم وبرغم كل ما مرّ بالمنطقة والعالم من تحولات وتحالفات نُسفت موازين القوى القديمة وحلت محلها موازين جديدة من الإنتهازية والرضوخ للإملاءات الخارجية.
وليس بخافٍ أن جر السودان إلى التطبيع يحمل في جوهره انتقاما شديدا من “لاءات الخرطوم: لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل ” التي أقرها الرؤساء والملوك والأمراء العرب في القمة العربية التي أعقبت نكسة عام 1967،والتي انعقدت في الخرطوم من
التاسع والعشرين من أغسطس إلى الثاني من سبتمبر عام 1967 ،حيث جاء في البيان الختامي:
“تدارس أصحاب الجلالة والفخامة الملوك والرؤساء وممثلوهم أبعاد العدوان الذي تعرضت له الدول العربية في الخامس من يونيو، وقرروا أن إزالة آثار العدوان من الأراضي العربية هي مسؤولية جميع الدول العربية”.

“وأقرّ المؤتمرون وجوب اتخاذ الخطوات اللازمة لدعم الإعداد العسكري لمواجهة كافة احتمالات الموقف، كما أقرّوا سرعة تصفية القواعد الأجنبية في الدول العربية”.

لن يحتاج حمدوك بعد الآن إلى نفي علمه بزيارة ربما لنتنياهو إلى الخرطوم، ولن تعوز البرهان شجاعة زائفة لجعل الخرطوم المركز لزلزال الإنحطاط ليمحو ما تبقى من تلك اللاءات، فالوضع السوداني مثالي حاليا في غياب الجهاز التشريعي، المغيب بعناية مقصودة، لتمرير الإتفاق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق