أردوغان “يُقنّن” إرهاب المليشيات والمرتزقة
طرابلس-ليبيا3-1-2020 زهور المشرقي
عبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحاته المستفزة أكثر من مرة عن تمسكه بتنفيذ كافة بنود الإتفاقية الموقعة مع السراج ، مشددا على أنه سيرسل قواته إلى العاصمة طرابلس ،خاصة بعد مصادقة برلمانه أمس الخميس على الإتفاقية بأغلبية مريحة، قُوبلت بالرفض من قبل المعارضة التي يتزعمها الحزب الجمهوري الشعبي .
ويتمسّك السلطان العثماني بقراره بذريعة “مصالح تركيا” ،حيث تسعى أنقرة منذ فترة عبر دعمها الإسلام السياسي في طرابلس إلى اقتحام الساحة الليبية سياسيا وعسكريا، فيما بدا أنه تدخل غير مبرر، إلا أنه بالتمعن في حجم الأطماع التركية في ليبيا والعوائد الهائلة التي ستعود عليها تتضح المصالح الإقتصادية التي ستحققها أنقرة من الأموال الليبية.
ويرى خبراء أن أردوغان قد لا ينجح في إرسال قواته إلى ليبيا لعدة اعتبارات ، علما أن مصادقة برلمانه على الإتفاقية قوبلت بتنديد دولي وإقليمي واسع وتهديد مصري –قبرصي بالوقوف أمام مطامعه في ليبيا.
وفي هذا الصدد، ذكر الباحث في شؤون الإرهاب بمنتدى الشرق الأوسط في ،أحمد عطا، في تصريح خصّ به صحيفة (ستراتيجيا نيوز) اليوم الجمعة 3 يناير 2020، أنه لأول مرة في تاريخ النظم السياسية في العالم يقنن رئيس دولة عمل المرتزقة والمليشيات المسلحة ،في تعليقه على مصادقة البرلمان التركي على إرسال قوات عسكرية إلي طرابلس،متابعا ” لكنه صنع بلاك ووتر أمريكية جديدة من ميليشيات ومرتزقة تربوا وخرجوا من حضانة المخابرات التركية منذ صعود داعش في دولة الشام والعراق”..
وأوضح أن أنقرة كسبت مليارات من خلال عمل هذه المليشيات في أثناء محاربة داعش حيث كانت تقاتل لحساب تركيا بالوكالة ولهذا جاءت أنقرة على رأس قائمة الدول التي حققت اكثر من 3.5 مليار دولار من التجارة المحرمة خلال عمل وتحرك هذه المجموعات المتطرفة سواء”جبهة النصرة” وتم نقل جزء من مقاتليها إلى ليبيا قبل عدة أيام.
وأضاف عطا، ” منذ فترة وصلت ثلاث رحلات لطيران مدني لشركة طيران” الأجنحة الليبية” المملوكة للسجين السابق في غوانتنامو عبد الحكيم بلحاج، المقيم حاليا في إسطنبول وهو قائد “الجماعة الليبية المقاتلة” ورجل قطر داخل ليبيا ومصنف على قوائم الإرهاب الدولي..
وأورد محدثنا معلومات حول هذا الملف قائلا:إن أمين عام التنظيم الدولي لـ”الإخوان” في أوروبا الملياردير المدعو إبراهيم،دعا قبل تصديق البرلمان التركي على إرسال مرتزقة إلى ليبيا أثرياء أوروبا من قيادات التنظيم إلى جمع تبرعات عاجلة لدعم تركيا وتم فتح حساب في أحد بنوك ماليزيا لهذا الغرض،وأضاف عطا:” أتوقع أن تتجاوز هذه التبرعات أكثر من 3 مليارات دولار بهدف التسليح وتحمل تكلفة نقل المرتزقة”.
وتابع الباحث في شؤون الإرهاب بمنتدى الشرق الأوسط ، أن “أنقرة نقلت سراً لواء المقاتلين الأجانب وهم عناصر من السلفية الجهادية الذين شاركوا داعش القتال في سوريا والعراق قبل خمس سنوات ، وذلك ليلة رأس السنة تحت مسمى رحلات ليلية عبر شركة طيران الأجنحة ،حيث وصل عددهم حسب ما أكدت المعلومات إلى 700 عنصر أي أولئك الحاصلون على الجنسية الثانية في أوروبا وهم مجموعة نجم العشراوي في بلجيكا ومجموعة صلاح عبدالسلام في فرنسا وهي المجموعة التي استهدفت الملعب الرياضي ومسرح بتكلان في باريس عام 2015، ومجموعة فؤاد بلقاسم في بريطانيا بالإضافة إلي الأجنحة العسكرية الجهادية لإخوان ألمانيا تحت قيادة محمد حكمت وليد، المسؤول عن هؤلاء”الإخوان” هناك.
وختم بالقول: ” في نفس الوقت أردوغان لديه مشروع الإستيلاء على شمال إفريقيا وستكون البداية ليبيا، ولهذا نجد أن وجود راشد الغنوشي علي رأس البرلمان التونسي لم يكن وليد الصدفة بل هو في إطار مشروع ممنهج للسيطرة على شمال إفريقيا – أردوغان يريد إعادة الخلاقة العثمانية على أن تكون نقطة انطلاقها ليبيا والتوغل بعد ذلك جنوبًا نحو إفريقيا إلى جانب السيطرة علي النفط في شرق المتوسط”.
وتوقع محدثنا أن هذا التحرك التركي ستكون نهايته في الصحراء الليبية في حين عمد أردوغان إلى طمأنة قيادات كبيرة في حزب العدالة والتنمية التركي بأن الذي يحارب هي تشكيلة متنوعة من المرتزقة :السلطان مراد وسليمان شاه، وأحرار الشرقية، ولواء المقاتلين الأجانب من أوروبا وليس الجيش التركي.
وفي سياق ذي صلة، قال توماس بييريه، الباحث الفرنسي بالمركز القومي للبحوث العلمية، إن هناك عدة مآرب حقيقية من تحرك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نحو غزو ليبيا.
ولفت بيريه لإذاعة “أر.أف.إي” الفرنسية، إلى أن أردوغان يطمع في السيطرة على ثروات المتوسط، ولديه مشروع للإمتداد الجيوسياسي لتركيا في شمال إفريقيا، بالإضافة إلى تمويل الجماعات الإرهابية في المنطقة.