يريفان تتهم الكنيسة بالتآمر وتعلن إحباط انقلاب دبره رجال دين وسط تصاعد الغضب الشعبي

قسم الأخبار الدولية 05/06/2025
أعلنت الحكومة الأرمينية، الأربعاء، إحباط محاولة انقلاب وصفتها بـ«الخبيثة» قادها رجال دين معارضون، في تطور خطير يعكس تصاعد التوترات السياسية والدينية داخل البلاد، ويكشف حجم التحديات التي يواجهها رئيس الوزراء نيكول باشينيان في ظل تآكل شعبيته بعد سلسلة انتكاسات قومية.
وكتب باشينيان عبر قناته الرسمية على “تلغرام” أن أجهزة الأمن أحبطت «مخططاً كبيراً وخبيثاً من قلة من رجال الدين» كان يهدف لزعزعة الاستقرار والاستيلاء على السلطة. وتزامن ذلك مع إعلان لجنة التحقيق عن إحباط «عمل إرهابي»، واعتقال رئيس الأساقفة باغرات غالستانيان، زعيم حركة “النضال المقدس”، التي قادت مظاهرات واسعة في يريفان العام الماضي.
واتهمت السلطات غالستانيان، وهو أحد أبرز رموز الكنيسة الأرمينية، بمحاولة تنظيم هجوم على الدولة، مؤكدة أنه جنّد أكثر من ألف شخص، بينهم جنود وشرطيون سابقون، لتنفيذ خطة تمثلت في إغلاق الطرق، شلّ الحياة العامة، التحريض على العنف، وقطع الإنترنت بهدف إرباك مؤسسات الدولة والاستيلاء على الحكم.
وتأتي هذه التطورات بعد أقل من عام على موجة احتجاجات واسعة قادها الأسقف المعتقل ضد ما وصفه بـ”تنازلات مخزية” لأذربيجان، خاصة بعد أن استعادت باكو السيطرة الكاملة على إقليم ناغورنو كاراباخ عام 2023، وهو ما اعتُبر في الداخل الأرميني انهيارًا لسياسات باشينيان.
وتاريخيًا، يتمتع غالستانيان بشعبية في أوساط أرمن الشتات، وكان من أبرز معارضي التسوية مع أذربيجان، وقد برز بشكل خاص في احتجاجات مايو 2024 ضد تسليم أراضٍ حدودية اعتبرها المتظاهرون “جزءاً من السيادة التاريخية لأرمينيا”.
وفي خطوة وُصفت بأنها محاولة لقطع رأس المعارضة، ألقت السلطات أيضاً هذا الشهر القبض على رجل الأعمال الروسي الأرمني سامفيل كارابيتيان، بتهمة التحريض على الاستيلاء على السلطة، في قضية أثارت جدلاً داخلياً واسعًا، حيث يتهم ناشطون حكومة باشينيان باستخدام السلطة القضائية لقمع معارضيها.
وتشير المؤشرات إلى احتدام الصراع بين الحكومة والعناصر المعارضة داخل الكنيسة والمؤسسة العسكرية، ما ينذر بموجة اضطرابات جديدة في بلد يئن تحت وطأة الإخفاقات الخارجية والانقسام الداخلي الحاد.