أخبار العالمإفريقيابحوث ودراسات

بعد التحركات العسكرية المصرية في الصومال :هل يتسبب سد النهضة في “تأهب اقليمي لحرب أوسع” ؟

فسّر كثيرون سد النهضة على أنّه يعكس تطورا ملموسا في التنافس على الزعامة الإقليمية في القارة الإفريقية بين مصر وإثيوبيا، مستندين في ذلك إلى رواية تاريخية مخيفة وهي أن الصراع بين الدولتين لا يطفو على السطح إلا عند “نقاط التحولات الحرجة” في التاريخ، وأنه يعكِس في الحقيقة تحولات حضارية عميقة .

في الوقت الذي أعلنت فيه إثيوبيا، انتهاء أعمال البناء الخرساني لسد النهضة، والانتقال لمرحلة التشغيل.تعتبر مصر سد النهضة تهديدا وجوديا وتؤكد على حقها التاريخي في مياه النيل إذ تعتمد عليه في 97 في المئة من احتياجاتها المائية، وخلال الأعوام الأربعة الماضية كانت القاهرة تصدر بيانات تطالب أديس أبابا بالعودة للتفاوض والتوصل إلى حل توافقي.

لكن إرسال الأسلحة والمعدات العسكرية المصرية بمثابة رسالة مباشرة لإثيوبيا، بأن “مصر موجودة على الحدود الإثيوبية، وفي حال الإضرار بمصالحها، فهي جاهزة للرد”…تصعيد إقليمي جديد في ظل تواصل اشتعال الحرب حول حوض النيل ومنطقة القرن الافريقي .

تصعيد بمنطقة “القرن الأفريقي”؟

أثار النزاع بين مقديشو وأديس أبابا مخاوف كبرى بشأن استقرار منطقة القرن الأفريقي وقد دعت دول ومنظمات دولية عدة إلى احترام سيادة الصومال.

وتعززت تلك المخاوف بعد إرسال القاهرة مساعدات عسكرية إلى البلد الغارق في الفوضى بسبب هجمات حركة الشباب “المصنفة إرهابية لدى الولايات المتحدة ودول أخرى”، وسط تحذير إثيوبي من “تفاقم التوترات في القرن الأفريقي”.ووصف سفير الصومال في مصر، علي عبدي، شحنة المعدات العسكرية التي أرسلتها القاهرة إلى بلاده بأنها “كبيرة”.

وبحسب بيان نشرته وسائل إعلام محلية، فإن مصر ستكون أول دولة تنشر قوات في الصومال بعد انسحاب البعثة الإفريقية الحالية “أتميس”. فيما تعتبر أثيوبيا أن التصعيد لن يخدم أي طرف، والحل الأمثل هو “التعاون والقبول بالأمر الواقع، والتنمية والنهضة لإثيوبيا ودول الجوار”،

ردود فعل اقليمية منددة

ترى دول الجوار الافريقي ان إرسال مصر لمعدات عسكرية للصومال هو ردة فعل لا جدوى منه الا التصعيد بالمنطقة المنهكة اصلا .” ذلك ان الردود القانونية والشكاوى للجهات الأممية هي الطريقة الوحيدة المتاحة لحل الأزمة، وكذلك العودة للتفاوض بين إثيوبيا ومصر والسودان”.

وتتواتر ردود فعل رسمسة بخصوص تسليم مصر لمساعدات عسكرية للصومال أمس الثلاثاء هي الأولى منذ أكثر من أربعة عقود، في خطوة من المرجح أن تؤدي إلى تعميق التوتر بين البلدين من جانب وإثيوبيا من الجانب الآخر.

وفيما يتعلق بـسيناريوهات الرد العنيف، فهي غير متوفرة لأن المنطقة مشتعلة بالفعل”، حسبما يشير خبراء استراتيجيون سودانيون. إذ توجد حرب دائرة حاليا السودان وفيها ما يكفيها، ومصر تدخل في مشروعات اقتصادية كبيرة وبالتالي “أي عمل عسكري” سيؤثر عليها بشكل كبير وعلى جانب آخر، لا يستعبد حدوث “تصعيد” بمنطقة القرن الأفريقي، باعتبار سد النهضة “مسألة تهدد الأمن القومي المصري”. والتحرك المصري الأخير في الصومال، قد يقابله “رد فعل من إثيوبيا”، والأيام القادمة سوف تكشف مدى احتمالية وقوع “تصعيد” بين الجانبين.

خلاصة :

 ما يجري يعكس تحوّلات كبرى يجب الانتباه لها، فهي تؤثر في المنطقة كلها تأثيرا لا يستطيع أحد أن يتخيل مداه، وفي أي لحظة قد ينفجر برميل البارود، ويبدأ عصر اللادولة، الذي لا يستفيد منه إلا الإرهابيون المتأهبون لكل فوضى…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق