وقف إطلاق النار في غزة على المحك وسط تهديدات بالتصعيد وتوتر إقليمي متزايد
![](https://i0.wp.com/strategianews.net/wp-content/uploads/2025/02/954240.jpeg?resize=780%2C470&ssl=1)
قسم الأخبار الدولية 12/02/2025
تفاقمت المخاوف من انهيار وقف إطلاق النار الهش في غزة، بعدما استدعى الجيش الإسرائيلي جنود الاحتياط تحسباً لاستئناف القتال، في حال عدم امتثال “حماس” لإطلاق مزيد من الرهائن الإسرائيليين بحلول المهلة النهائية يوم السبت. ويأتي ذلك وسط تحذيرات من أن أي تصعيد جديد قد يجرّ المنطقة نحو مواجهة إقليمية أوسع.
ضغوط أميركية وتهديدات إسرائيلية
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب صعّد من حدة التوتر، مهدداً بإلغاء وقف إطلاق النار إذا لم تطلق “حماس” جميع الرهائن المحتجزين بحلول ظهر السبت، متوعداً بـ”فتح أبواب الجحيم”. فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن بلاده ستستأنف العمليات العسكرية “بشدة” إذا لم تلتزم الحركة بشروط الاتفاق.
وفي ظل هذه التهديدات، أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن وزراء في الحكومة يدعمون الضغط الأميركي لإجبار “حماس” على الإفراج عن الرهائن، وسط مخاوف من أن يؤدي تعثر الاتفاق إلى تصعيد ميداني يعيد غزة إلى أجواء الحرب التي اندلعت عقب هجوم الحركة على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
مفاوضات متعثرة ومحاولات وساطة
وعلى الرغم من أن “حماس” أكدت التزامها بالاتفاق، إلا أنها علّقت إطلاق سراح مزيد من الرهائن، مشيرة إلى “انتهاكات إسرائيلية” لبنود الهدنة. فيما تكثف الأطراف الوسيطة جهودها لمنع انهيار الاتفاق، إذ أشار مسؤول فلسطيني إلى أن وسطاء دوليين، من بينهم قطر ومصر، يواصلون اتصالاتهم مع الجانبين سعياً للحفاظ على التهدئة.
ويواجه قطاع غزة أوضاعاً إنسانية كارثية، مع استمرار نقص الغذاء والمياه والمأوى، فيما تهدد أي جولة جديدة من القتال بمضاعفة معاناة المدنيين، الذين نزح معظمهم بالفعل بسبب الدمار الواسع الذي ألحقته الحرب بالبنية التحتية.
خطة ترمب تثير غضباً عربياً وتحذيرات من “نكبة جديدة”
تصاعدت التوترات الإقليمية مع إعلان ترمب عن خطة للسيطرة على غزة وإعادة توطين سكانها، وهو ما اعتبره مسؤولون عرب تهديداً لاستقرار المنطقة. فقد أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن فرض هذه الخطة قد يشعل أزمات جديدة، مؤكداً أن تداعياتها ستكون وخيمة على الأمن الإقليمي.
وتخطط مصر لاستضافة قمة عربية طارئة في 27 فبراير لمناقشة المستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وسط دعوات لإعادة طرح مبادرة السلام العربية لعام 2002، التي تعرض التطبيع العربي مع إسرائيل مقابل إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ويبدو أن الوضع في غزة بات أمام مفترق طرق، إذ قد يؤدي انهيار الهدنة إلى جولة جديدة من العنف، في وقت تتصاعد فيه التحركات الدبلوماسية لإنقاذ وقف إطلاق النار والحيلولة دون اندلاع مواجهة أوسع في المنطقة.