ورشة عمل بتونس حول ‘السودان بين الماساة الإنسانية وصراع المصالح ”من تنظيم المركز الدولي للدراسات الاسترتيجية الأمنية والعسكرية

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية والعلاقات الدولية 13-11-2025
المصدر وكالة تونس افريقيا للأنباء
أكد سفير جمهورية السودان بتونس بخاري غانم محمد أن “دولة السودان لم تتفكك وأن أجهزتها متماسكة وتواصل تقديم الخدمات الحياتية للشعب” مشيرا الى أن ”انسحاب الجيش من منطقة الفاشر كان تكتيكيا لضمان حياة المدنيين”.
جاء ذلك خلال خلال ورشة عمل حول “السودان بين الماساة الإنسانية وصراع المصالح :قراءة في جذور الابادة وابعادها الجيوسياسية والاقتصادية”، نظمها أمس بتونس المركز الدولي للدراسات الاسترتيجية الأمنية والعسكرية ، بحضور عدد من الباحثين ورجال القانون والسياسة من تونس والسودان ومصر والجزائر .
وأضاف سفير جمهورية السودان بتونس قوله ” أينما تدخلت قوات الدعم السريع حيث تقتل الاطفال وتغتصب النساء وتقتل المدنيين بعد أن تسرق وتنهب الممتلكات، ينسحب الاهالي الى مناطق سيطرة الجيش النظامي ” ، مشددا على أن هذه الميليشيات تظم 60 بالمائة من المرتزقة وقد دخلت عنوة المستشفى السعودي في الفاشر وقتلت 400 مريض وهم على أسرتهم “.
تدخل خارجي متزايد“
وبخصوص التدخل الخارجي الذي يهدد بتفكيك الدولة ويدعم ماليا وعسكريا قوات الدعم السريع، كما تساءلت بدرة قعلول رئيسة مركز الدراسات الاسترتيجية الأمنية والعسكرية، شدد سفير جمهورية السودان بتونس على أن ” عنف قوات الدعم السريع ما كان له أن يستمر منذ افريل 2023 الى غاية اليوم لولا دعم قوى اقليمية ”
ولاحظ أن عدة جنسيات افريقية ومن أمريكا اللاتينية انظمت الى المرتزقة من قوات الدعم السريع ، مؤكدا في هذا الخصوص أن ”الحل يكمن في تطبيق القرار 36/27 لسنة 2024 لفك الحصار على مدينة الفاشر” .
وأفاد الدبلوماسي السوداني أن ”مندوب السودان لدى الأمم المتحدة كان قد أودع بالحجج والبراهين تفاصيل عن نوعية الأسلحة المستخدمة ضد شعبنا المدني المسالم في عدة ولايات ومصادر صنعها والدول الناقلة لها ” .
من جهته ، كشف المحامي السوداني طارق على ، عن تدخل دول الجوار على الحدود مع الفاشر مثل ليبيا وتشاد والنيجر في الصراع الدائر بالسودان ، مفيدا أن ”عدد المرتزقة قد تنامى من هذه الدول ومن دول أمريكا اللاتينية مثل كولومبيا وكذلك بعض الاوكرانيين ممن يجيدون استخدام الأسلحة المستحدثة من المسيرات وغيرها من الأسلحة المحرمة دوليا”
وقال أن ”مشروع قوات الدعم السريع هو مشروع إنقلاب أكثر منه مشروع سياسي شامل” .
واعتبر رجل القانون وعضو اتحاد المحامين العرب طارق علي أن عدم تفكك الدولة وتواصل تقديم الخدمات الصحية والتعليمية واسترسال مد المياه والكهرباء، يرجع الى طبيعة النظام الفيدرالي حيث تتوزع السلطات وتستقل بقراراتها بين الولايات على عكس النظام المركزي الذي كان موجودا قبل ثورة ديسمبر 2019.
بدوره ، شدد وائل عمر عابدين رئيس حزب “بناء السودان ” على أن ”الأزمة السودانية مركبة وهي نتيجة لثلاثة عوامل أولها العملية السياسية منذ ما قبل الاستقلال ” مشيرا الى ” أن الصراع لم يكن سلميا على السلطة بل ثوريا بين تيارات ايديولوجية ثلاثة على غرار الماركسية والقومية العربية والاسلام السياسي وهذا ما أعاق التداول السلمي على السلطة وحتى ثورة 2019 لم تمكن من أحداث ثورة قيمية تبعد الحركات المسلحة وتؤسس لعمل الاحزاب المدينة”.”
ولاحظ أن العامل الثاني يقوم على” التدخل الاجنبي لدول الجوار في السودان مثل ليبيا حيث كان نظام معمر القذافي يدعم الاحزاب الايديولوجية واذرعها المسلحة، فضلا عن تدخل الدول الأكثر هشاشة في المنطقة وهي هشة الى الان واخرى لها “مناعة مالية وطموحات اقتصادية و سياسية “وهي خليجية.
واستطرد بالقول ” وعن العامل الثالث فهو المحدد لقراءة واقع السودان اليوم ” مبرزا أن هذا العامل ”تنموي اذا تقوم البنية الاقتصادية على التفاوت بين الولايات الكبرى مثل الخرطوم والولايات الأخرى حيث تسيطر القبيلة على الاراضي المشاعة .”..
وأبرزت الباحثة في مركز بدر للدراسات الدولية بالقاهرة والاستاذة المساعدة بكلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية بمصر ريم حسام الدين أن ” الأحتقان العرقي بالسودان يعود إلى ندرة المياه في المستودعات المائية الاحفورية غير المتجددة”
وأشارت الى أن أن مستوى المياه الذي يمثل نحو 3٫6 مليون متر مكعب في منطقة الشرق بدأ ينضب ، وهذا ما دفع حوالي مليوني ساكن الى الهجرة الى مناطق أخرى لتعيش تحت سقف “النزوح المائي””.
وتناقش المشاركون حول عدد من الاسئلة التي تهم مسؤولية الفاعلين الاقليميين والدوليين في استمرار الحرب بالسودان ومدى استعمال الأسلحة المحرمة دوليا ، فضلا عن موضوع تواصل الخدمات الحيوية من ماء وكهرباء وغذاء للمدنيين ، وكيفية حماية المدنيين في قادم الايام.



