واشنطن تدعو لتفكيك البرنامج النووي الإيراني وطهران ترد بأن مسارها النووي متجذر ولا يمكن محوه

قسم الأخبار الدولية 15/09/2025
شهد المؤتمر العام التاسع والستين للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا مواجهة علنية جديدة بين الولايات المتحدة وإيران، حيث جدّدت واشنطن دعوتها إلى «تفكيك كامل» للبرنامج النووي الإيراني، بينما ردت طهران بالتأكيد على أن مشروعها النووي متجذر ولا يمكن القضاء عليه بالاغتيالات أو الهجمات العسكرية.
ففي كلمته، دعا وزير الطاقة الأميركي كريس رايت إلى إنهاء قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجة البلوتونيوم، معتبراً أن ذلك المسار يقودها إلى امتلاك سلاح نووي. وأوضح أن الموقف الأميركي «واضح ولا لبس فيه» بضرورة إزالة جميع عناصر البرنامج الإيراني.
في المقابل، شدد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي على أن الصناعة النووية الإيرانية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المعرفة الوطنية، ولا يمكن محوها بالضغوط أو العمليات العسكرية. واتهم الوكالة الدولية بالتقاعس عن إدانة الهجمات التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في يونيو الماضي، والتي نسبت لإسرائيل بدعم أميركي، مؤكداً أن تلك الاعتداءات أودت بحياة علماء وقادة عسكريين وألحقت أضراراً كبيرة بالبنية النووية والمدنية.
وذهب إسلامي أبعد من ذلك، معتبراً أن ما حدث لم يكن اعتداءً على إيران فقط، بل «على مصداقية الوكالة ونظام الضمانات الدولي»، لافتاً إلى أن مجلس الأمن ومحافظي الوكالة لم يتخذوا موقفاً حاسماً بسبب الضغوط الأميركية. وقال إن تعليق بعض أنشطة الضمانات جاء استجابة لتغير الوضع الأمني، لكنه لا يعني خروج إيران من معاهدة عدم الانتشار، بل سيتواصل التعاون وفق ترتيبات جديدة تراعي أمن البلاد.
كما اتهم إسلامي إسرائيل بالسعي لعرقلة أي مسار دبلوماسي وبالعمل على منع إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن ترسانتها النووية تتوسع في ظل صمت أو دعم غربي. ودعا الوكالة والدول الأعضاء إلى إدانة الهجمات على المنشآت الإيرانية واستعادة الحياد والشفافية، محذراً من خطورة استخدام الوكالة أداة للضغط السياسي أو المالي.
بهذا التصعيد المتبادل، عكس مؤتمر فيينا استمرار التباين العميق بين واشنطن وطهران، في وقت تحاول الوكالة الدولية للطاقة الذرية الحفاظ على قنوات التعاون الفني مع إيران بعد اتفاق القاهرة الأخير، وسط تحديات أمنية وسياسية متزايدة.