واشنطن تخفّض طموحاتها في استخدام غوانتانامو لاحتجاز آلاف المهاجرين وترحّل مئات الفنزويليين إلى دول ثالثة وسط جدل قانوني

قسم الأخبار الدولية 06/05/2025
قلّصت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب خططها التي أُعلن عنها بداية فبراير 2025 لاستيعاب نحو 30 ألف مهاجر غير نظامي في القاعدة البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو، إذ لم يتجاوز عدد من تم احتجازهم هناك منذ بدء العملية 497 مهاجراً، أُفرج عن أغلبهم بعد أيام أو أسابيع من وصولهم.
ورغم نصب عشرات الخيام في القاعدة في أعقاب صدور أوامر رئاسية، فإن تلك الخيام لم تُستخدم قط، وأُزيل جزء منها خلال أبريل الماضي. ويُحتجز حالياً 32 مهاجراً فقط داخل مبانٍ قديمة داخل القاعدة، وسط كلفة تشغيلية باهظة تُقدّر بنحو 40 مليون دولار في الشهر الأول وحده، منها 3 ملايين دولار على خيام لم تُستخدم. ويعمل هناك أكثر من 725 موظفاً، بينهم نحو 625 من الجيش ومشاة البحرية، و100 تابعين لوكالة الهجرة، أي ما يعادل أكثر من 22 شخصاً لكل مهاجر.
ورغم تصريحات الجيش الأميركي عن قدرته على توسيع العملية عند الحاجة، فإن اتفاقاً تم التوصل إليه بين وزارتي الدفاع والأمن الداخلي يقضي باحتجاز “عشرات” فقط من المهاجرين، لا عشرات الآلاف، وهم في الغالب من المشتبه في صلتهم بشبكات إجرامية أو بتهريب المخدرات، وليسوا عائلات أو طالبي لجوء.
العملية، التي قوبلت بانتقادات من الديمقراطيين في الكونغرس، وُصفت بأنها “مكلفة بشكل غير مستدام” وتنطوي على “هدر لأموال دافعي الضرائب”، فيما طُلب من إدارة ترمب فتح تحقيق رسمي حول وجود سوء إدارة أو تجاوزات.
وبموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين وزارتي الدفاع والأمن الداخلي، سُمّيت قاعدة غوانتانامو محطة مؤقتة لترحيل مهاجرين “خطيرين”، وأظهرت الوثائق أن 178 فنزويلياً رُحّلوا جواً إلى هندوراس، كما نُقل 93 نيكاراغوياً إلى وطنهم في ثلاث دفعات، فيما أُثير جدل قانوني حول رحلات جوية أخرى يُشتبه في أنها خالفت أمراً قضائياً بمنع ترحيل مهاجرين إلى دول ثالثة دون إخطارهم أو محاميهم.
وتحقق محكمة فيدرالية أميركية في قانونية رحلتين إلى السلفادور نُقل فيهما محتجزون فنزويليون، وسط انتقادات بأن تلك العمليات تُدار أساساً لخدمة أجندة الرئيس ترمب، لا وفقاً لمعايير الحماية القانونية. وقد أمر القاضي الفيدرالي بالكشف عن تفاصيل تلك الرحلات، فيما تستمر وزارة العدل في الدفاع عن مشروعيتها بحجة أن وزارة الدفاع، لا الأمن الداخلي، نفّذت تلك العمليات.