واشنطن بوست: تركيا غرقت في التدني بسبب دكتاتورية أردوغان
تركيا-أنقرة-16-10-2020
قالت صحيفة “واشنطن بوست”،اليوم الجمعة، إن نظام الرئيس التركي، أردوغان، يكيل الإتهامات لأي معارض ويمكنه سجن أي شخص لأي سبب.
واعتبرت الصحيفة، في تقرير لها، أن الإتهامات الغريبة التي يصدرها نظام أردوغان ضد النشطاء غير المؤذيين تكشف مدى التدني الذي غرقت فيه تركيا.
وأشارت إلى أنه “عندما وصل أردوغان إلى السلطة قبل 20 عاما، صور نفسه على أنه زعيم الديمقراطية، وأن أولى الأولويات التي تشغل عقله هي عضوية الإتحاد الأوروبي”.
وأكدت أنه تحول إلى ديكتاتور حيث “يوجد آلاف السياسيين داخل سجونه، وأوضحُ مثالٍ هو عثمان كفالا، الذي أدين الأسبوع الماضي بالتجسس ومحاولة الإطاحة بالحكومة”.
ولفتت إلى أن كفالا (63 عامًا)، هو رجل أعمال دمث الخلق، وناشط ثقافي يعرف عنه مبادراته، مثل تشجيع المصالحة بين الأتراك والأرمن، ولم يكن أبدًا زعيمًا سياسيًا أو معارضًا، لكنه مثل التيار الليبرالي والعلماني لتركيا، الذي يحتقره أردوغان.
ومنذ نحو ثلاثة أعوام، سجن كافالا فجأة، وتعرض لحملة تشويه شائنة في وسائل الإعلام الموالية للحكومة، ووصفه أردوغان بـ”المخبر”، وفي النهاية، أدين بتهمة تنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة، شهدتها إسطنبول عام 2013.
وبالرغم من أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، التي يفترض أن تلتزم تركيا بقراراتها، أمرت بإطلاق سراحه في ديسمبر الماضي لعدم وجود ما يدينه، إلا أن محكمة تركيا أدانته بعدها بشهرين
وأشارت الصحيفة إلى أن كفالا اعتقل مجددًا حتى قبل أن يتمكن من مغادرة السجن، موضحة أنه أدين بناء على ادعاءات “مثيرة للسخرية” تفيد بأنه تعاون مع أكاديمي أمريكي هو هنري باركي، في “تنسيق” محاولة الإنقلاب العسكري في يوليو عام 2016 ضد أردوغان.نهاية الأسبوع الذي شهد محاولة الإنقلاب.
وأشارت الصحيفة إلى أن كافالا لم يشارك، والتواصل الوحيد الذي تم بين الرجلين كان عند مرورهما بأحد المطاعم.
ورأت الصحيفة أن الأمر المقلق في هذه القضية ليس الإضطهاد المستمر لمفكر تركي بارز، وأكاديمي أمريكي، ولكن إظهار أردوغان أنه يمكنه سجن أي شخص لأي سبب.
وتشن السلطات التركية بشكل منتظم حملات اعتقال طالت الآلاف منذ المحاولة الإنقلابية، تحت ذرائع مختلفة، كما تم فصل كثيرين عن أعمالهم في الجيش والجامعات وغيرها من الوظائف الحكومية، بموجب مراسيم رئاسية كانت تصدر عن أردوغان مباشرة.